مواضيع

القدرة الشاملة طريق لمقابلة نفوذ العدو

حين يأمرنا القرآن الكريم: <وَ أَعِدّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعتُم مِّن قُوَّةٍ ومِن رِّباطِ الخَيلِ تُرهِبونَ بِه‌ عَدُوَّ اللهِ وعَدُوَّكم>[1] فيجب أن يكون تواجدكم ووضعكم وتحرككم بالشكل الذي يبعث على رعب العدو؛ العدو المعتدي بالطبع. طبيعة ناهبي العالم العدوان والتقدم والاحتلال والإضرار بالغير، هذه هي طبيعتهم. إذا كانت سواتركم هشة وممكنة التغلغل فسوف يتغلغلون. يجب أن تتحركوا بطريقة يشعر معها العدو أنه لا يستطيع التغلغل والنفوذ. تشكيل جبهة ثورية في جنوب البلاد وتواجد القوى الثورية على شكل قوة بحرية للحرس ومن شباب المحافظات الساحلية – هؤلاء الشباب الشجعان غير المبالين للدنيا – كان من شأنه تحقيق هذا الهدف القرآني: <تُرهِبونَ بِه‌ عَدُوَّ اللهِ وعَدُوَّكم>. هذه حالة ينبغي أن تستمر دوماً. قلنا مراراً إننا لن نكون بادئين بحرب، ولدينا أسبابنا في هذا النهج، إننا لا نبدأ أيّ حرب، لكننا يجب أن نسلب العدو الجرأة على بدء الحرب؛ ينبغي معرفة العدو وطبيعته.[2]

طبعاً الجمهورية الإسلامية بتوفيق من الله وحوله وقوته لا تمنع تغلغل العدو إلى داخلها وحسب، بل منعت إلى حد كبير تنفيذ مخططات العدو في المنطقة أيضاً. هذا توفيق من الله، وهذه قدرة الله التي ظهرت ببركة عزائمكم وإراداتكم أيها الشباب. الكثير من مخططاتهم أخفقت وأحبطت بسبب اقتدار الجمهورية الإسلامية وتواجدها وإسهاماتها في المواطن التي يجب أن تسهم فيها. لذلك فإن أكبر تركيزهم في عدائهم هو على نظام الجمهورية الإسلامية، وهم يفعلون كل ما يستطيعون.[3]

أقول لكم أيها الشباب الأعزاء: إنه على الرغم من كل ما حصل خلال هذه العقود الثلاثة – المؤامرات المختلفة، وصنوف الإيذاء، ومؤامرات الإسقاط والانقلاب في السنوات الأولى والعقد الأول للثورة، وإلى الحرب المفروضة، ثم إلى المؤامرات التي تسمى رقيقة ومرنة بعد العقد الأول وبعد انتهاء الحرب وإلى هذا الحين – فإن الشعب الإيراني والجمهورية الإسلامية أثبتت أنها جديرة بالبقاء.. وقفت بقوة. وبعد الآن أيضاً لن تستطيع أحداث العالم المختلفة زعزعة هذه الشجرة المتينة العظيمة. هم لم يستطيعوا استئصالها يوم كانت غرسة يانعة، أما اليوم فتحولت إلى شجرة هائلة متجذرة. ليس بوسعهم زعزعة الجمهورية الإسلامية. علينا أن نحذر من أن ننخر ونتهرأ داخلياً. إذا حافظنا على سلامتنا المعنوية وسرنا في الطريق الذي رسمه لنا الإسلام والجمهورية الإسلامية ولم ننحرف عنه فلسنا خائفين من العدو الخارجي على الإطلاق، ولن يستطيع إلحاق أي ضرر بنا.

السياسات الاستكبارية وسياسات أمريكا، وسياسات الشبكة الصهيونية العالمية التي تستهدف بالدرجة الأولى الجمهورية الإسلامية لأسباب واضحة، ليس بوسعها القضاء على الجمهورية الإسلامية. وهي ليست عاجزة عن القضاء عليها وحسب، بل وعن إبطاء حركتها أيضاً. بوسعنا المضي في مسيرتنا بسرعة. ونتوقع مؤامرات العدو بالطبع، فهذه المؤامرات ستستمر إلى حين معين، وهذا الحين المعين هو الاقتدار الشامل للبلاد، وهذه هي مهمتكم أنتم الطلبة الجامعيين وجيل الشباب. يوم استطعتم إيصال البلد لمحطة الاقتدار العلمي والاقتدار الاقتصادي، ويوم تمكنتم من توفير العزة العلمية لبلادكم، عندها ستقل المؤامرات طبعاً؛ لأن الأعداء سوف ييأسون. وطالما لم نصل إلى تلك المحطة يجب توقع المؤامرات والاستعداد لمواجهتها. وسوف تكونوا أقوى ويكون عدوكم أضعف مع كل يوم يمرّ إن شاء الله، ولن يكون يوم انتصار الشعب النهائي بعيداً بمشيئة الله.[4]


  • [1]. الأنفال: 60
  • [2]. بيانات سماحته أمام قادة القوة البحرية لحرس الثورة الإسلامية وعوائلهم بتاريخ 7-10-2015م
  • [3]. نفس المصدر
  • [4]. بيانات سماحته في جامعة علم وصنعت بتاريخ 14-12-2008م
المصدر
كتاب النفوذ في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى