مواضيع

عدم الوعي عامل لنفوذ العدو

إن شعبنا وشبابنا ونساءنا ورجالنا يجب أن لا يشعروا بانتهاء فترة الجهاد وعدم وجود خطر يهددنا. قد لا تهددنا أخطار عسكرية، وهذا هو الحال. لقد بلغ شعب إيران اليوم درجة من الاقتدار رفعت احتمال وقوع الأعداء في المخاطر جداً. لذلك لا يتجرأون على مهاجمة هذا الشعب عسكرياً فهم يعلمون أنهم سيقمعون، ويعلمون أن هذا الشعب شعب مقاوم. إذن احتمال خطر الهجوم العسكري ضئيل جداً. بيد أن الهجوم ليس عسكرياً وحسب. يركّز العدو على الأقطاب التي تمثل أرصدة صمودنا الوطني. يستهدف الأعداء وحدتنا الوطنية وإيماننا الديني العميق. يستهدفون روح الصبر والاستقامة لدى رجالنا ونسائنا. وهذا الهجوم أخطر من الهجوم العسكري.

في الهجوم العسكري تستطيعون معرفة الجانب الذي تواجهونه، وتستطيعون مشاهدة عدوكم، أما في الهجوم المعنوي والغزو الثقافي والهجوم «الرقيق» فلا تستطيعون مشاهدة العدو بأعينكم أمامكم. لذلك لا بد من التيقظ والوعي. أرجو من عموم الشعب الإيراني لا سيما عوائل الشهداء ومنكم جميعاً أيها الأعزاء خصوصاً الشباب أن تحرسوا الحدود الفكرية والروحية بمنتهى اليقظة. لا تسمحوا للعدو أن ينال كالأرضة من الأسس الفكرية والعقائدية والإيمانية للناس ويتغلغل إليها.. هذه مسألة على جانب كبير من الأهمية. كلنا مكلّفون بحماية حدودنا الإيمانية وتخومنا الروحية والمعنوية.

للأسف استطاع أعداء الشعب الإيراني اليوم التواجد حتى في الجبهة الأخرى لحدودنا. في الماضي وفي بداية الثورة كانت التخطيطات تأتي من الأعداء الأقوياء والاستكبار والصهاينة، أما اليوم فقد أوجدوا مقرات ومراكز بالقرب من حدودكم الجغرافية وفي ظل التطورات التي شهدتها المنطقة، وراحوا يستخدمونها للأنشطة الرقيقة الموغلة في العدوان. على الجميع التحلي باليقظة. وأقول للشباب خصوصاً:

أيها الشباب الأعزاء، وطنكم اليوم بحاجة للوعي واليقظة. ترصدوا تحركات الذين يرومون إبعاد القلوب عن الوحدة والصميمية. قلتُ اليوم للجميع في ساحة المدينة وأقول لكم أيضاً: هناك من يريد بث الخلافات والفرقة بين أبناء الشعب بأية وسيلة وأية ذريعة. كل من وجدتموه يعمل بهذا الاتجاه احكموا عليه بأنه يد من أيادي العدو سواء عَلِم هو بذلك أم لم يعلم. ربما لا يعلم لكنه يد للعدو؛ لأنه يعمل لصالح العدو. والنتيجة واحدة. الشخص الذي يوجه لكم الضربة متعمداً والشخص الذي يوجه لكم الضربة غير متعمد لا يختلفان من حيث نتيجة عملهما. ينبغي التحلي باليقظة والوعي.

الشعب يقظ لحسن الحظ. لقد اكتسب شعبنا خبرةً وتمرساً خلال هذه التجارب الطويلة في الأعوام الماضية. استطاع شعبنا معرفة شتى صنوف المؤامرات ومواجهتها. وسيحصل هذا الشيء اليوم أيضاً. علينا تقوية أنفسنا من الداخل.. تقوية أنفسنا علمياً واقتصادياً وإبداعياً وتقنياً وفوق كل هذا تقوية إيماننا. أقول لكم لن يكون بعيداً اليوم الذي يستطيع فيه شباب اليوم بتوفيق من الله تولي أمور البلاد وسيصل بلدنا وشعبنا في المستقبل غير البعيد بلا شك إلى المرحلة التي لن يفكر فيها أي عدو بالهجوم على هذا البلد، لا الهجوم العسكري ولا الهجوم السياسي ولا الهجوم الاقتصادي. ما لدينا اليوم إنما هو بفضل جهاد السنوات الطويلة ـ حيث أبدى شبابنا الأعزاء هذا الجهاد ـ وببركة دماء الشهداء الأبرار. نتمنى أن يوفقنا الله تعالى لحماية هذه الأمانة الكبرى وأن نضاعف ما استطعنا من كنـز الشعب الإيراني العظيم.[1]


  • [1]. بيانات سماحته أمام عوائل شهداء منطقة كردستان بتاريخ 12-5-2009م
المصدر
كتاب النفوذ في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى