مواضيع

وظيفة المسؤولين في الجهاد الاقتصادي

هناك قضايا يجب على مسؤولي البلاد أن يتابعوها بهمّة، وهي قضايا متعدّدة في عام الجهاد الاقتصادي؛ فقضيّة العمالة مهمّةٌ جدًا، وكذلك الإبداع، وأيضًا قضيّة الاهتمام بالبنية التحتيّة الاقتصاديّة على مستوى سائر المناطق، ومن الجيد أنّ أفرادًا من ذوي الفكر والرأي جلسوا وبحثوا حول هذه المسائل وحدّدوها، لكنّ متابعة هذا الأمر مهمٌّ جدّاً. وكذلك قضيّة الصناعة والزراعة وغيرها من القضايا في هذه المجالات، فهذه كلّها أعمالٌ أساسيّةٌ وأداؤها يُعدّ بحدّ ذاته جهادًا في سبيل الله[1].

نحن ارتكبنا بعض الأخطاء في بعض المواطن، وفي بعض الأماكن لم نعمل بتكليفنا، وفي بعض الأماكن لم نكن منتبهين كما ينبغي، وفي بعض الأماكن دسنا على روابطنا الوطيدة، وقد انجرّ ذلك كلّه إلى وقوع مشاكل، يجب أن نأخذ ذلك بعين الاعتبار.

لقد انشغالنا بالأشياء التي كان ينبغي أن نحذر منها وانشغلنا بالنزاعات السياسيّة والشجار، انشغلنا بطلب الرفاهيّة وانشغلنا بحياة الطبقات المرفّهة؛ هذه نقاط ضعفٍ لدينا، فعندما أقوم أنا وأنتم بجعل حياتنا حياةَ الرفاهية والتفاخر فإنّ الناس سيقتدون بنا، فهناك مجموعةٌ من الناس تنتظر المبرّر وهم ينظرون إلينا ويقولون أيّها السيّد انظر كيف يعيش هؤلاء ونحن نريد أن نعيش مثلهم، فهؤلاء أيديهم طائلة…، وهناك أشخاص يعتقدون أنّ علينا أن نعيش حياة الاقتصاد ولا ينبغي أن نُسرف أو نُفرّط، هؤلاء عندما ينظرون ويرون أنّني أنا وأنتم نُسرف يقولون حسنًا نحن لسنا أفضل من هؤلاء فهؤلاء رؤساؤنا.

مثل هذه الأمور خطرة، فقد كان نهج الثورة والثوريّين يتّبع التعاليم الإسلاميّة وهو عبارة عن الإعراض عن الحياة المرفّهة، فأنتم اسعوا قدر استطاعتكم أن تحقّقوا للناس الرفاهية وأن تزيدوا من الناتج القومي مهما أمكنكم، حقّقوا للبلد الثروات ولكن ليس على مستوى أنفسكم، فلا ينبغي للمسؤولين ما داموا مسؤولين أن يتوجّهوا للحياة المرفّهة.

إنّ الغفلة عن الروحيّة الجهاديّة والإيثار، والغفلة عن الهجوم الثقافي للعدوّ، والغفلة عن وجود كمائن العدوّ ونفوذه في الجوّ الإعلامي للبلد واللامبالاة تجاه حفظ بيت المال، كلّ هذه معاصٍ، وهي نقاط ضعفنا[2].


  • [1]– من خطاب سماحته في لقائه بحشد كبير من العمّال بتاريخ 27-4-2011م
  • [2]– من خطاب سماحته في لقائه برجالات الدولة ومسؤولي النظام بتاريخ 7-8-2011م
المصدر
كتاب الحياة بأسلوب جهادي | الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى