قطع علاقة الشعب بالنظام
من جهة أخرى، يمهّدون في الداخل بواسطة إضعاف علاقة النظام بالشعب. سياستهم الأصليّة هي عبارة عن أن يتمكّنوا من إيجاد شرخ بين الجمهوريّة الإسلاميّة والشعب؛ ثمّ يحضّرون الرأي العام على المستوى الدولي. لماذا يحتاجون لهذا التمهيد؟ لأنّ أمريكا تدرك أنّ انتصارها على الجمهورية الإسلاميّة -رغم تفوّقها العسكري- مستحيل دون هذا التمهيد والتحضير؛ وهذه حقيقة. لا قدرة دائمة للتفوّق العسكري على حسم الأمور، وسوف أشرح ذلك أكثر إن شاء الله. أمريكا تحتاج إلى تمهيد داخلي حتى تتمكّن من فرض هيمنتها العسكريّة.
من الأمور التي يتابعها هؤلاء بقوّة، سلب الناس ثقتهم بفاعليّة النظام. وبعض التصريحات التي تسمعونها ليست بالصدفة. ليس صدفة أن يأتي البعض ويتناقشوا بشأن النظام الإسلاميّ ويطرحوا أزمة شرعيّة النظام. يضعون علامات استفهام على النظام الذي جاء بآراء وإرادات وجهاد الناس ومع كلّ هذه المشاعر والعواطف، وواجه كلّ هذه المشكلات وخرج منتصراً مرفوع الرأس أمام كلّ هذه العداوات -وقد تمّ ذلك كلّه بفضل دعم الناس- ثمّ يقولون: أزمة في الشرعيّة! هذه ليست صدفة. بعض الكلام الذي تلاحظون إطلاقه من خلف المنابر، كلّه يصبّ في اتجاه تقديم صورة سلبيّة عن النظام الإسلاميّ في أذهان الناس وهو من أجل سلب ثقتهم حتى تتحقّق غايتهم؛ أعني إيجاد شرخ بين الشعب والنظام.[1]
إنّ الإيحاء بعدم كفاءة النظام إنما يمسّ المسؤولين المتصدّين للعمل في السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية، في القوات المسلحة والمؤسسات الثورية وكافة المؤسسات. فعلى المديرين الاستعداد والتأهّب لإدارة كفوءة والعمل من أجل الشعب. وإذا ما تحدثت عن الحركة من أجل النهوض لخدمة الشعب فإنما لهذا السبب، ومن أجله أدعو لأن تتنافسوا في خدمة الشعب، وأؤكد على مكافحة الفساد؛ لأن المدير إذا ما فسد -لا سمح الله- لم يعد بمقدوره خدمة الشعب، أو أن يكون ذا فائدة له. إذاً لابد من إثبات كفاءة النظام أولاً.
إنّ بلادنا تمتلك من الثروات والإمكانيات والأشخاص الجديرين ما فيه الكفاية، فليس وطننا فقيراً من حيث أهل الخدمة والكفاءة من الناس، بل نمتلك الكثير من الكفوئين، فهنالك من القائمين على الخدمة في أوساط المسؤولين الذين يقفون على رأس الأعمال أناس كفوئين وجديرين وصالحين، كما أنّ بين غيرهم ممن ليسوا بمسؤولين أناساً جديرين أيضاً.
فعليهم العمل وشحذ الهمم والسعي واعتبار تقديم الخدمة للشعب من الأمور التي تضمن الأمن العام للوطن، لذلك عليهم التنافس فيما بينهم لخدمة الشعب.[2]