الطموح إلى جانب الواقعية
ابحثوا عن التطلّعات الحقيقية في قالبها وثوبها العملي، ودعوكم من النماذج غير العملية والبعيدة عن التحقق، ولا تقنعوا بالقليل، وضعوا الطموحات الكبرى نصب أعينكم[1].
البعض يروّجون ويتظاهرون بأن النزعة الطموحية تتعارض مع النزعة الواقعية، لا يا سيدي؛ النزعة الطموحية تعارض النزعة المحافظة، ولا تتصادم مع النزعة الواقعية. النزعة المحافظة معناها أن تستسلموا لكل واقع – مهما كان مرّاً وسيئاً- ولا تُبدوا عن أنفسكم أيّ تحرك وعمل، هذه هي النزعة المحافظة. معنى النزعة الطموحية هو أن تنظروا للواقع والواقعيات وتعرفوها بدقة وبشكل صحيح، فتنتفعوا من الواقعيات الإيجابية وتجابهوا وتكافحوا الواقعيات السلبية، هذا هو معنى النزعة الواقعية. ضعوا الطموح والمثل نصب أعينكم[2].
إن ما نحتاجه هو النزعة الطموحية إلى جانب النظر للواقع والواقعيات، يجب فهم الواقعيات بصورة صحيحة، يجب معرفة الواقعيات التي تفضي وتؤدي إلى الاقتدار، كما ينبغي معرفة الواقعيات التي تمثل نواقص وثغرات، ويجب أيضاً معرفة موانع المسيرة وعقباتها، يجب فهم الواقع والواقعيات بشكل صحيح[3].