مواضيع

تكريم الشعائر الإسلامية والثورية

إنَّ الأعمال الرمزية لا تتنافى مع التحرّك، فهي في حقيقتها تعتبر أيضاً حركةً داخلة في ضمن هذا الوجود، إلا أنَّ الاعتماد الأكبر يتوقف على الرمزية؛ كالشعائر الإسلامية، فالشعائر الإسلامية تمتلك جانباً رمزياً، فهي وإن كانت تمثّل حركة من الحركات، إلا أن أكثر التأثير الذي يؤدي إلى جلب الانتباه هو العمل الرمزي، فمثلاً: <إِنَّ الصَّفا والْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّه‏>[1]، فالصفا والمروة توجدان في الحج، وإنَّ أكثر أعمال الحج من هذا القبيل، فهي من الأعمال الرمزية للحج؛ حيث خصصت منطقتان بينهما مسافة، وأصبح من الواجب على المكلف أن يقطع هذه المسافة في حركة مستمرة على أن تكون هذه الحركة بصورة هرولة، في بعض أقسام هذه المسافة وهذه هي الرمزية، فالرمزية هي إحدى الممارسات التي يقوم بها المسلمون في أغلب الأحيان، وكذلك في الطواف مثلاً حول أحد المحاور الذي يمثّل حركة مستمرة، فالطواف هو حركة لا تنتهي؛ لأنَّه عندما يتمّ طوافكم، يأتي شخص آخر ليبدأ بذلك؛ ولهذا لا يمكن أن تشاهدوا الكعبة وهي خالية من هذه الحركة الدائرية للنَّاس أبداً، فهذه هي شعائر الله؛ أي أنَّ لها جهة رمزية.

إنَّ هذا يعطي المجتمع الإنساني درساً، عن أهمية الأعمال الرمزية[2].


  • [1].  البقرة: 158.
  • [2].  بيانات سماحته أمام مجموعة نخب من الشباب بتاريخ 16-9-2006م
المصدر
كتاب الثوري الأمثل في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟