التنبّه للخطوط الحمراء
المواقف المخالفة للقانون
إنّ امتلاك البصيرة ليس بالأمر الصعب، إذا نظرتم فسترون أنّ هناك طريقاً معقولاً وقانونيّاً والذي يتهرّب منه ويقوم بعمل يسبّب الأضرار للبلد، فهذا بمثابة ضربة للمصالح الوطنيّة، حسنًا؛ من الواضح أنّ هذا الشخص مدان بالمعايير العادلة وغير المتحيّزة، هذا شيء واضح وحكم بيّن، فلاحظوا إذن، إن المطالبة بالبصيرة ليست مطالبة بأمرٍ صعب وغير ممكن. اكتساب البصيرة ليس أمراً شاقاً. اكتساب البصيرة يحتاج فقط إلى الحدّ الذي لا يكون فيه الإنسان أسيراً للمصائد والشباك المختلفة من الصداقات والعداوات وأهواء النفس والأحكام المسبقة. يكفي الإنسان هذا الحد،ّ بأن ينظر ويتدبّر ليجد الحقيقة [1]
السلوكيات القَبَليّة
إنّ الميل إلى السلوكيّات القَبَليّة في ميدان السياسة والاقتصاد هو من نقاط ضعفنا، فالسلوك القَبَلي يعني أنّ رفض أو تأييد أي شخص لا ينبع من ماهية عمله، بل ينبع من جهة علاقته بي، فلو أخطأ شخصٌ من قبيلتنا نغضّ النظر عنه بسهولة، لكنّه إذا كان من قبيلة أخرى فإنّنا نلاحقه ونتتّبعه، وإذا صدر العمل الجيّد عن شخصٍ ينتمي إلى قبيلتنا فإنّنا نُثني عليه ونشجّعه. ولو كان من قبيلة أخرى فلا نفعل ذلك، هذا هو السلوك القبلي وهو ليس سلوكاً إسلامياً ولا ثورياً، ونحن للأسف لدينا مثل هذا السلوك، لا أقول إنّه شاملٌ وعام لكنّه موجود.[2]
المواقف المنافية للوحدة
ليس بالأمر المناسب إشعال الأجواء فيما يرتبط بالتيارات والأحداث السياسيّة والفكريّة وغيرها، وأنتم جميعاً ولله الحمد تمتلكون البصيرة والوعي ولا بدّ أنّكم مطّلعون على الأحداث، والآن ترون هذه الأوضاع الموجودة في البلد حيث وللأسف هذا يقوم ضد ذاك، وذاك يقوم ضدّ هذا، ويبدأون بإرضاء القوى الخارجيّة وإدخال السرور على قلوبها؛ وهنا يشرع أولئك بإصدار التحليلات بشأننا ليقولوا بوجود اختلافات في البين وأنّ الكلّ سيزول وينقرض! فيُكرّرون أمانيهم بشكلٍ دائم، حسناً؛ من الواضح أنّ هذه القضيّة نقطة ضعفنا ولا ينبغي أن تستمرّ أو تزداد، فيجب الالتفات إلى هذه الأمور ويجب أن تكون الحركة متينة وصلبة ومستدلّة وموفّقة، فلو كان هناك اختلافٌ في الآراء بين الأشخاص فليكن البيان بالاستدلال، وقد قلتُ إنّني أعتقد وأؤمن بالتبيين، في أيّام النضال كان خلافنا مع اليساريّين والماركسيّين الذين كانوا يناضلون في ذلك الوقت على هذه القضيّة حيث كنّا نقول أنّ علينا أن نُبيّن وهم لم يكونوا يؤمنون بذلك، بل كانوا يقولون شيئاً آخر ويفسّرون الأمور بشكل آخر. لقد كان عمل الثورة من الأساس قائماً على التبيين والإيضاح والتنوير والبيان المنطقي والاستدلالي البعيد عن الضجيج والصخب، فلو دخل الصخب والفوضى سيخرّب حتى الكلام والفكر المنطقي، ومن الممكن أن نجذب أربعة أشخاص لكنّنا سنطرد أربعة أشخاص أكثر ذكاء، هذا هو كلامنا ورأينا.[3]
كونوا متيقّظين! في الوقت الذي ندعو عالم الإسلام إلى الوحدة، لا يستطيع العدو التسلّل إلى صفوفنا وأن يوجد الفرقة والاختلاف، وإنّ شرط الانتصارات هو أن تحترم التيّارات المختلفة في الجمهوريّة الإسلاميّة بعضها وأن يكونوا معاً.[4]
المواقف المنافية للهدوء
لو تفوّه أحدٌ بكلامٍ خاطئ هل يجب أن ينبري له أحد ويردّ عليه أم لا؟ حسنًا؛ أجل، هذا أمرٌ واضح. لكن الرد على الكلام الخاطئ له أسلوبه وطريقته وعمله، أحياناً يتفوّه أحدهم بكلامٍ خاطئ فنأتي نحن مثلاً لننشر هذا الكلام الخاطئ في مئات الأماكن ونجعله شعاراً ونعلن أنّ هذا الشخص الفلاني قد قال الخطأ الفلاني حتى يعلم الجميع به؛ هذا خطأٌ واشتباه، إنّني لست مخالفاً لأيّ تحرّك توضيحي من أي شخص أو مؤسّسة، بل إنّني أحبّ ذلك و أؤمن بمسألة التبيين، ففي الأصل إنّ قضيّة التبيين من استراتيجيّاتنا الأساس في العمل ومنذ البداية، فالتبيين لازمٌ لكن ذلك لا يعني أن ننشغل بخلافاتنا الداخليّة، فالتفتوا وعلى الجميع أن ينتبهوا.[5]
المواقف المفرحة للعدو إنّ الشخص الذي يعمل لأجل الثورة والإمام والإسلام، عندما يرى أنّ كلامه وتصرّفاته أدّت إلى نشوء توجّه ضدّ هذه المبادئ، سوف يتنبّه ويتفطّن فوراً، لماذا لا يتنبّهون؟ حينما يرون أنّ الإسلام قد حُذف من الشعار الأهم للجمهوريّة الإسلاميّة: «استقلال، حريّة، جمهوريّة إسلاميّة» عليهم أن يعودوا إلى صوابهم ويفهموا أنّ الطريق الذي يسيرون فيه خطأ وأنّ عليهم التبرّؤ من هذه الأفعال. عندما يرون أنّه في يوم القدس وهو يوم الدفاع عن فلسطين ومناهضة الكيان الصهيوني الغاصب، تُرفع الشعارات لصالح الكيان الصهيوني الغاصب وضد فلسطين، عليهم أن يتنبّهوا، وينسحبوا، ويقولوا: كلا، كلا، لسنا مع هذا التيّار. حين يرون أنّ زعماء الظلم والاستكبار في العالم يدعمونهم، و رؤساء أمريكا وفرنسا وبريطانيا ومن هم مظهر الظلم – سواء في الزمن الراهن أو في العهد التاريخي الممتدّ منذ مئة عام أو مئتي عام وإلى اليوم – يدعمونهم يجب أن يدركوا أنّ خللاً ما قد أصاب عملهم؛ يجب أن يتنبّهوا، هل يمكن بذريعة العقلانيّة تجاهل هذه الحقائق الساطعة؟ هل من العقلانيّة أن يعتبركم أعداء هذا الشعب وأعداء هذا البلد وأعداء الإسلام وأعداء الثورة منهم ثم يصفّقوا لكم، وأنتم تفرحون بذلك وتُسرّون له؛ هل هذه عقلانيّة؟! هذه هي النقطة المقابلة للعقل، العقل هو أن تسحبوا أنفسكم وتنسحبوا بمجرّد أن يظهر شيء يخالف المبادئ التي تدّعونها، وتقولون: كلا، كلا، كلا، نحن لسنا هكذا، إنّ ما يثير العجب أنّ الذين اكتسبوا عناوينهم وشخصيّاتهم من الثورة – بعضهم لم يتلقّى حتى صفعةً واحدةً في سبيل الثورة إبّان فترة الطاغوت وإرهابه وقمعه – وأحرزوا عناوين ومكانةً ببركة الثورة، وكلّ ما لديهم إنّما هو بفضل الثورة، وترون كيف أنّ أعداء الثورة استعدّوا واصطفّوا وهم فرحون ويضحكون؛ أنتم ترون هذا طبعاً؟ ارجعوا إلى أنفسكم وتنبّهوا.[6]