التركيز على الإنجاب

إنّ بلدنا من أندر الدّول في مجال التّنمية. إذا كان لدينا ضعف عدد السّكان اليوم، فلا يزال بإمكاننا إدارة أنفسنا بشكلٍ أفضل دون أدنى حاجةٍ لبلدانٍ أخرى. هذه القدرة الطّيّبة موجودةٌ في أرضنا المباركة، وفي المواهب البشريّة المميّزة للبلاد، وفي التّعليمات والأساليب والدّستور، ولدى مسؤولينا أيضاً[1].
الإمكانات المتوفرة في بلادنا حسب اعتقادي تتناسب مع مئة وخمسين مليون نسمة؛ لذا كل عمل وإقدام يسعى لتحديد النسل وتقليل النمو السكاني ينبغي أن يتم بعد بلوغ المئة وخمسين مليون نسمة![2]
علينا إعادة النظر في سياسة تحديد النسل، سياسة تحديد النسل كانت صحيحة في برهة من الزمن، وقد رسموا لها بعض الأهداف. حسب ما بحث المتخصصون والعلماء والخبراء العلميون في هذا الموضوع ورفعوا تقاريرهم فقد وصلنا سنة 71 [1992م] إلى المقاصد المرتجاة من تحديد النسل، وكان يجب أن نغير هذه السياسة منذ سنة 71 فصاعداً، وقد أخطأنا حين لم نغير هذه السياسة، وعلينا اليوم تعويض هذا الخطأ. يجب ألا يسمح البلد بزوال غلبة الجيل الشاب والصورة الشابة للبلاد. وإذا سرنا على نفس هذا المنوال فإن هذه الصورة ستزول حسب ما درسه وبحثه الخبراء العلميون بدقة. هذه ليست خطابيات ومجرد كلام، إنها أعمال علمية وخبروية دقيقة.
لو سرنا على نفس الوضع السابق فسوف تنخفض أجيالنا الشابة بعد سنوات – واليوم؛ فإن أساس سكاننا هم الشباب – وسوف نُمنى بالشيخوخة تدريجياً، وبعد مضي عدة سنوات سوف ينخفض حتى عدد السكان في البلاد؛ لأن شيخوخة السكان يصاحبها انخفاض في الولادات. حددوا زمناً معيناً وعرضوه عليّ، وقالوا إن عدد السكان عندنا في ذلك الزمن سيكون أقل من عدد السكان الحالي في بلادنا، وهذا شيء خطير. على مسؤولي البلاد النظر لهذه الأمور بجدّ ومتابعتها، يجب إعادة النظر في سياسة تحديد النسل بكل تأكيد، وينبغي القيام بعمل صحيح. قضية زيادة النسل والسكان من القضايا المهمة التي ينبغي لكل المسؤولين في البلاد – وليس المسؤولون الإداريون فقط – بما في ذلك علماء الدين وأصحاب المنابر الإعلامية أن يمارسوا دورهم في صناعة ثقافة بشأنها، ويُخرجوا البلاد من الحالة التي هي فيها اليوم؛ أي لكل عائلة طفل أو طفلان اثنان فقط. عدد مائة وخمسين مليوناً ومائتي مليون كان رأي الإمام الخميني أو من ذكره، وهو رأي صائب، ويجب أن نصل لمثل هذه الأرقام[3].
لا مراء أن هذا البلد بهذه المساحة الواسعة وبهذا التنوّع في المناخ وبهذه الإمكانيات الجوفية الكبيرة وبهذه المواهب العلمية الكامنة، يمكنه أن يكون بلداً ذا عدد كبير من السكان، وسوف يدير بنفسه إن شاء الله هذا العدد من السكان؛ أي كما نفكّر بأنه إذا كان للعائلة الواحدة أربعة أو خمسة من الأبناء فكيف سيكون وضع حياتها؟ يجب أن نفكّر أيضاً بأن هؤلاء الأبناء الأربعة أو الخمسة إذا كبروا ووجدوا أعمالاً ومشاغل فما هي المساعدة التي سيستطيعون تقديمها لتطور البلاد ورقيّها، يجب التفكير بهذا الجانب أيضاً[4].
ضرورة الحفاظ على نسل الشباب
يجب الحفاظ على جيل الشّباب. مع هذا الاتّجاه الحاليّ؛ إذا تقدّمنا - لقد قلت في خطاب منذ فترة خلال شهر رمضان – فإنّ البلاد سوف تتقدّم في العمر. يجب على العائلات والشّباب زيادة الإنجاب؛ أي زيادة الولادات. من الخطأ الحدّ من النّسل في المنازل كما هو الحال اليوم. هذا الجيل الشابّ الّذي لدينا اليوم، إذا استطعنا الحفاظ عليه في السّنوات العشر والعشرين القادمة، وفي الفترات والمراحل المستقبليّة لهذا البلد، فإنّهم سيحلّون جميع مشاكل البلد؛ بهذا الاستعداد، وبذلك النّشاط، والحماس الّذي في جيل الشّباب، ومع الموهبة الموجودة في الفرد الإيرانيّ[5].
أهمية الإنجاب
إنجاب الأبناء جهاد كبير، ولكن بالأخطاء التي ارتكبناها وبعدم دقتنا تعرضت هذه القضية في فترة من الفترات في بلادنا للغفلة مع الأسف، وها نحن نشاهد اليوم أخطار ذلك، وقد ذكرت ذلك للناس مرّات عديدة. إنها شيخوخة البلاد، وقلة الجيل الشاب بعد سنوات من الآن. وهذه من الأمور التي تظهر آثارها بعد فترة، وحين تظهر الآثار فلن يكون بالإمكان علاجها في ذلك الحين، أما اليوم فبلى يمكن تدارك الأمر ومعالجته.
إنجاب الأبناء من أهم أنواع الجهاد والواجبات المختصّة بالمرأة، فإنجاب الأولاد هو في الحقيقة ميزة المرأة، وهي التي تتحمّل متاعب هذا العمل وجهوده وآلامه، هي التي منحها الله تعالى أدوات ولوازم تربية الأولاد. لم يعط الله تعالى أدوات تربية الأولاد للرجال؛ بل أعطاها للسيدات، أعطاهن الصبر على ذلك، والعاطفة اللازمة لذلك، والمشاعر الضرورية لذلك، وأعطاهن الأعضاء الجسمية اللازمة لذلك، والواقع أن هذه هي ميزة النساء. عندما لا ننسى هذه الأمور في المجتمع فسوف نتقدم إلى الأمام[6].
الأمر بتكثير النسل أمر بالمعروف
النوع الأهم من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو الأمر بأكبر معروف والنهي عن أكبر منكر. أكبر صنوف المعروف هو بالدرجة الأولى تأسيس النظام الإسلامي وحفظه وصيانته، هذا هو الأمر بالمعروف. لا معروف أعلى من تأسيس النظام الإسلامي وحفظه. كل من يبذل جهوده ومساعيه في هذا السبيل فهو آمر بالمعروف. الحفاظ على عزة الشعب الإيراني وسمعته أكبر معروف، هذه هي صنوف المعروف: الرفعة الثقافية وسلامة البيئة الأخلاقية وسلامة البيئة العائلية وزيادة النسل وتربية الأجيال الشابة المستعدة لرفعة البلاد والعمل على ازدهار الاقتصاد والإنتاج وتعميم الأخلاق الإسلامية ونشر العلم والتقنية وتكريس العدالة القضائية والعدالة الاقتصادية والمجاهدة من أجل اقتدار الشعب الإيراني، وفوق ذلك اقتدار الأمة الإسلامية والسعي والمجاهدة من أجل الوحدة الإسلامية، هذه هي أهم أنماط المعروف ومن واجب الكل السعي والأمر من أجل تحقيق مصاديق المعروف هذه[7].
التوصية بالإنجاب لعروس شهيد[8]
أولاً: انجبي طفلاً، الذين يؤخرون موضوع الإنجاب ويقولون إنه باكر جداً، هذا نكران النعمة، وهذا النكران يؤدي إلى أن الله يجيب جواباً صعباً على الإنسان…[9]
لا إشكال في ذلك، أنا أعرف أحداً بالرغم من امتلاكها أربعة خمسة أبناء، لكنها تدرس وقد تخطّت جميع مراحل البكالريوس والماجستر والدكتوراه.
ثانياً: ادرسي.
ثالثاً: قدر المستطاع اجعلوا حياتكم لطيفة[10].
- [1]. بيانات سماحته أثناء بيعة أقشار مختلفة من الشعب لسماحته بتاريخ 9-7-1989م
- [2]. بيانات سماحته أمام مسؤولي الدولة بتاريخ 7-8-2011م
- [3]. بيانات سماحته أمام مسؤولي الدولة بتاريخ 24-7-2012م
- [4]. بيانات سماحته إلى العاملين على إقامة الملتقى الوطني لـ«متغيّرات السكان ودورها في مختلف تطورات المجتمع» بتاريخ 30-10-2013م
- [5]. بيانات سماحته أمام أهالي منطقة بجنورد بتاريخ 10-10-2012م
- [6]. بيانات سماحته أمام مجموعة من الرواديد بتاريخ 1-5-2013م
- [7]. بيانات سماحته في العام الهجري الشمسي بتاريخ 21-3-2015م
- [8]. عروس الشهيد مختاربند تقوم وتسأل الإمام الخامنئي: «ماذا أفعل؟ ما هي وظيفتي؟ أنا أدرس وإلى الآن لم أنجب طفلاً.
- فور انتهائها من السؤال أجاب الإمام الخامنئي بلحن جاد وسريع: ….
- [9]. العروس وهي ما زالت واقفة تقول: «لكنني أدرس» يجيب الإمام الخامنئي بسرعة: ….
- [10]. في الحرم الرضوي بتاريخ 21-3-2015م