انضباط العلاقات الأسرية
لقد عزّز الإسلام بقوّةٍ أسس الأسرة وأرسى دعائمها، وكما أمر بمبدأ الزّواج واختيار الزّوجة الصّالحة، فقد أمر أيضاً بالحفاظ على هذا الأساس القويّ والمبارك؛ فاحفظوا ذلك. إذا كنت أنت كعريسٍ، وأنت كعروسٍ، قادرَين على تكوين هذه الرّابطة الأسريّة وهذه الرّابطة بين شخصين – اللّذين إن شاء الله سيصنعان لاحقاً أغصاناً وتؤتي ثمارها مثل الشّجرة، وربّما ستصنع المئات من فروعها وسيتمّ إنشاء غابة – والّتي أصبحت الآن شتلةً، فستكون حياتكم حلوة؛ بغضّ النّظر عن المستوى الماليّ أو الائتمانيّ أو القيميّ أو المستوى العلميّ[1].
الأسرة السالمة؛ المجتمع السالم
إذا تمّ تعزيز الأسرة في المجتمع، وكان الزّوجان يحترمان حقوق بعضهما البعض، ويتمتّعان بأخلاقٍ جيّدةٍ وتوافقٍ مع بعضهما البعض، ويعملان سويّاً على حلّ المشكلات وتربية الأطفال، فسيكون المجتمع الّذي لديه أسر كهذه مفيداً وصالحاً، وإذا كان هناك مصلحٌ في المجتمع يمكنه إصلاح المجتمعات بهذه الطّريقة. لو لم تكن هناك عائلاتٌ لما كان حتّى أعظم المصلحين قادراً على إصلاح المجتمع[2].
في أيّ بلدٍ يكون فيه أساس الأسرة قويّاً، سيتمّ حلّ العديد من مشاكله؛ وخاصّة المشاكل الأخلاقيّة والرّوحيّة منها، وقد لا تنشأ هذه المشاكل على الإطلاق بفضل الأسرة السّليمة والقويّة[3].
أهمية الغريزة الجنسية في الإسلام
قد جعل الإسلام من هذه الغريزة الجنسيّة أساساً للأسرة؛ أي وسيلةً لتقوية الأسرة. ماذا يعني؟ أي عندما يكون الرّجل والمرأة عفيفين ومتديّنين ويتّقيان الله، ويكونان حسب الشّريعة الإسلاميّة يتجنّبان الخطيئة من باب الغريزة الجنسيّة، فمن الطّبيعي أن تزداد حاجة الرّجل والمرأة إلى بعضهما البعض في هذا الصّدد.
عندما يحتاج كلٌّ منهما إلى الآخر أكثر، فإنّ هذا الهيكل الأسريّ الّذي يعتمد بشكلٍ أساسيٍّ على الرّجل والمرأة، سيكون أقوى[4].
الإسلام لا يريد أن يُؤخذ هذا الدّعم من الأسرة، الإسلام يريد هؤلاء ألا يُشبعوا هذه الغريزة خارج محيط الأسرة، حتّى لا يكونوا مهملين وغير مهتمّين بالأسرة، وهذا هو السّبب في أنّه يسدّ الطّريق[5].
التديّن رمز تأسيس الأسرة والحفاظ عليها
اِلتزم بأحكام الشّريعة الإسلاميّة لتحافظ على الأسرة، لذلك ترى في العائلات الدّينيّة أنّ الزوجين يهتمّان كثيراً لهذه الحدود لدرجة أنّهما عاشا معاً لسنوات عديدة. يبقى الزّوج والزّوجة يحبّان بعضهما البعض، ويكون انفصالهما صعباً، وقلوبهما تعتمد على حبّ بعضهما البعض. إنّ هذا الخير والمحبّة هو الّذي يديم الأسرة، ولهذا أولى الإسلام أهمّيةً لهذه الأشياء[6].
إذا شاعت الأساليب الإسلاميّة فستقوى العائلات؛ كما في ماضينا – ليس في عصر بهلوي سيّئ السّمعة – عندما كان إيمان النّاس لا يزال أكثر نقاءً واكتمالاً وسالماً في الأزمان القديمة، كانت الأسرة أقوى، وكان الزّوجان أكثر اهتماماً ببعضهما البعض، ونشأ الأطفال في بيئات أكثر أماناً، هذا هو الطريق الآن أيضاً. غالباً ما تكون تلك العائلات التي تلتزم بالمبادئ الإسلاميّة أسراً أقوى وأفضل وأكثر ثباتاً وبيئةً أكثر أماناً لأطفالهم[7].
سبب انهيار الأسرة
نظّم الإسلامُ الأسرةَ من الدّاخل بشكلٍ تحلّ فيه الخلافات داخل الأسرة نفسها، أمر الرّجل ببعض الاعتبارات كما أمر المرأة بذلك أيضاً. إذا تمّ القيام بكلّ هذه الاعتبارات، فلن تتفكّك أيّ عائلةٍ أو تموت، غالباً ما تتفكّك العائلات بسبب هذا الإهمال. الرّجل لا يعرف كيف يراعي، المرأة لا تعرف كيف تسخّر عقلها، هو شديد العنف والحدّة، وهي غير متسامحة، كلّ هذا خطأ؛ عنفه خطأ، وتمرّدها خطأ. إذا لم يرتكب هو العنف، إذا أخطأ في وقتٍ ما، وهي لم تتمرّد؛ بل انتبها، واتّفقا، فلن يتمّ تدمير أيّ عائلة وستبقى الأسرة[8].
ضرورة التلائم في محيط الأسرة
التّوافق في محيط الأسرة أمرٌ لا بدّ منه. لا يجب على الأزواج والزّوجات أن يقرّروا بأنفسهم أنّ ما يقولونه هو ما يجب أن يحصل، ما يحلو لهم وما يريحهم ينبغي أن يحصل. كلّا؛ لا يجب أن يكون الأمر كذلك.
يجب أن تكون الأسرة مبنيّة على التّوافق؛ هذا التّوافق ضروريٌّ. إذا كنت ترى أنّ هدفك لن يتحقّق ما لم تغضّ النّظر، غضّ نظرك[9].
التّكيّف في الحياة هو أساس البقاء، وهذا هو ما يخلق الحبّ، هذا هو سبب النّعم الإلهية، وهذا ما يجمع القلوب ويقوّي الرّوابط[10].
- [1]. بيانات سماحته أثناء قراءة عقد زواج بتاريخ 9-6-2004م
- [2]. بيانات سماحته أثناء قراءة عقد زواج بتاريخ 5-9-1993م
- [3]. بيانات سماحته أثناء قراءة عقد زواج بتاريخ 23-11-1997م
- [4]. بيانات سماحته أثناء قراءة عقد زواج بتاريخ 28-2-2002م
- [5]. بيانات سماحته أثناء قراءة عقد زواج بتاريخ 9-3-1998م
- [6]. بيانات سماحته أثناء قراءة عقد زواج بتاريخ 13-3-2001م
- [7]. بيانات سماحته أثناء قراءة عقد زواج بتاريخ 4-4-1999م
- [8]. بيانات سماحته أثناء قراءة عقد زواج بتاريخ 8-2-1997م
- [9]. بيانات سماحته أثناء قراءة عقد زواج بتاريخ 30-6-1999م
- [10]. بيانات سماحته أثناء قراءة عقد زواج بتاريخ 8-2-1999م
تعليق واحد