مواضيع

النساء العامل الأساسي لانتصار الرجال في النضال والجهاد

للمرأة المسلمة وظائف متعدّدة في العائلة، فهي الركن الأساسيّ في العائلة وفي تربية الأبناء وهدايتهم وفي تقوية روحيّة الزوج.

في فترة النضال التي خِيضت ضدّ نظام الطاغوت في إيران، كان هناك العديد من الأفراد الذين نزلوا إلى ساحة النضال، لكنّ نساءهم لم يسمحن لهم أن يكملوا نضالهم ذلك؛ لأنّهم لم يكونوا يتحمّلون الصعاب الناجمة عن النضال، وليس لديهم إيثارٌ. وفي المقابل كان هناك العديد ممّن كنَّ على العكس من ذلك، حيث كنَّ يرغّبنَ أزواجهنَّ في النضال والمواجهة، وكنّ يساعدنهم، وكنّ يخلقن جوًّا روحيًا لتقويتهم ودعمهم.

في عامي 56 و 57 ش[1]، حينما امتلأت الشوارع والأزقّة بتجمّعات الناس،‌ كان للنساء دورٌ مهمّ وحيويّ في تعبئة أزواجهنَّ وأبنائهنَّ وإرسالهم إلى ميادين النضال وميادين المظاهرات.

لقد حوّل الأمّهات أبناءهنّ في عصر الثورة، وفي عصر الحرب المفروضة إلى جنودٍ شجعان أشاوس في سبيل الإسلام والمسلمين. لقد بدّلت الزوجات أزواجهنّ في عصر الثورة والحرب المفروضة إلى أناسٍ مقاومين ومستحكمي العقيدة، هذا هو دور المرأة وتأثيرها على ابنها وزوجها، وهذا الدور الذي يمكن للمرأة أن تقوم به بنحوٍ وافٍ داخل عائلتها،‌ وهو دورٌ من أكبر الأدوار، وبرأيي فإنّ دور المرأة هذا هو أهم من باقي أدوارها الأخرى، فتربية الأبناء وتقوية روحيّة الزوج للدخول في الميادين العظيمة، هو أهم دورٍ للمرأة من باقي المهام الملقاة على عاتقها[2].

لقد عاصرنا في فترة النضال وما بعدها من الفترات؛ في فترة انتصار الثورة، في تلك الفترات عاصرنا وامتحنّا الرجال الذين كان لهم زوجات، والذين استطاعوا أن يصمدوا أيضًا في نضالهم، فلقد استطاع هؤلاء أن يكملوا بعد الثورة في خطّهم الصحيح. وبالطبع كان هناك أشخاصٌ على العكس من ذلك.‌

وإنّني أحيانًا حينما كان يأتي إليّ الشباب لكي أجري لهم صيغة عقد الزواج، وأكتب لهم كتابهم ـ‌ في ذلك الزمان الذي كنت أعقد، أمّا الآن لم أعد أوفّق لذلك ـ‌ في ذلك الزمان كنتُ أقول: إنّ العديد من السيّدات هنّ من يجعلن أزواجهنّ من أهل الجنّة،‌ كما أنّ العديد منهنَّ يجعلنهم من أهل النار، فالأمر بأيديهنّ.

طبعًا للرجل نفس الدور بعينه أيضًا، فلا ينبغي أن نتجاهل دور الرجال في مسألة العائلة، ومن هنا فإنّ دور الأزواج هو دورٌ مهمٌ جدًا تجاه بعضهم بعضًا[3]. ونحمد الله ونشكره على أنّ المرأة الإيرانيّة والمسلمة، قد أبرزت كلّ براعة في هذا الميدان[4]، وبالطبع فإنّ النساء الإيرانيّات اللاتي يتحلين بالشجاعة والاطلاع والمقاومة والصبر،‌ كان لهنَّ حضورٌ فعّالٌ في مرحلة الثورة وفي مرحلة الحرب ـ سواء في دعمها للجبهة، أم داخل الجبهة، أم داخل منازلهنّ ـ وعموماً في جميع الميادين.

واليوم أيضًا لنسائنا حضور فعّال في المجال السياسي والثقافي والثوري، وفي النشاطات، وأعداؤنا في العالم يرون ذلك بأمّ أعينهم، واجتماعكم العظيم في هذا اليوم وفي هذا المكان، يمثّل مفهومًا ثقافيًا ومفهومًا سياسيًا ومفهومًا اجتماعيًّا.‌

فإنّ أولئك الأشخاص الذين يعملون على تحليل قضايا بلدنا العزيز، ونظام الجمهوريّة الإسلاميّة، حينما يرون هذا الاجتماع العظيم، ويرون هذه الإرادات الراسخة، وهذا الوعي وهذا الشوق والحرارة التي عندكنّ، فإنّهم سيشعرون بالعظمة والتمجيد تجاه إيران العظمى، وتجاه الأمّة الإيرانيّة العظيمة، وتجاه النظام المقدّس للجمهوريّة الإسلاميّة[5].


  • [1]– الموافق لعامي 1397 و 1398 هـ، وعامي 1977 و1978 م. (المترجم)
  • [2]– من خطاب سماحته في لقائه بنساء خوزستان بتاريخ 10-3-1997م
  • [3]– من خطاب سماحته في ملتقى الأفكار الإستراتيجية الثالث بالمتعلّق بموضوع المرأة والعائلة بتاريخ 4-1-2012م
  • [4]– من خطاب سماحته في لقائه بنساء خوزستان بتاريخ 10-3-1997م
  • [5]– نفس المصدر
المصدر
كتاب الحياة بأسلوب جهادي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟