عدم التعارض بين جهاد المرأة والأمور العائليّة
لقد كانت النساء في صدر الإسلام إضافةً إلى قيامهنّ بالتمريض في الحروب ومداواة الجراح ـ حيث كانت هذه الوظيفة ملقاة على النساء أكثر من الرجال ـ مضافًا إلى ذلك كنّ أحيانًا يشاركن في ميدان الحرب، فيضربن بالسيف ويواجهن الصناديد في تلك الأيّام! وفي نفس الوقت كُنّ يحضضنَ أطفالهنَّ في المنزل، ويقمنَ بتربيتهم تربيةً إسلاميّةً، وكُنَّ يحافظنَ على حجابهنَّ أيضًا؛ فهذه الأمور لا تتعارض مع بعضها البعض، إذا فكّر الإنسان جيّداً في الموضوع، فسيرى أنّه ليس هناك أيّ تعارض بين هذه الأمور.
إنّ البعض يُفرط، في المقابل هناك من يُفرّط، البعض يقول: طالما أنّ النشاطات الاجتماعيّة لا تسمح للمرأة أن تقوم بدورها تجاه منزلها وزوجها وأبنائها، لا ينبغي لها -إذاً- أن تقوم بالنشاطات الاجتماعيّة. في المقابل هناك من يقول: طالما أنّ الزواج ومسؤوليّة المنزل وتربية الأبناء أمور تمنع من النشاطات الاجتماعيّة، إذًا على المرأة أن تتزوّج ولا تتحمّل مسؤوليّة المنزل بما فيها من إنجاب ورعاية، وكلا الفكرتين خاطئة، ليس علينا أن نترك هذا من أجل ذاك، ولا ذاك من أجل هذا، لا ينبغي أن نضيّع كلا الجانبين[1].
- [1]– من خطاب سماحته في لقائه بنساء خوزستان بتاريخ 10-3-1997م
تعليق واحد