مواضيع

ليس كلّ إنتاجٍ للعلم جهادًا

هذه المؤسّسة هي مؤسّسة علميّة؛ لكن ما هو الاتجاه الذي ينبغي أن تمضي فيه حتّى يصبح عملها جهادًا؟ هذا هو المهمّ؛ انظروا من هو ذلك العدوّ العنيد الذي يترصّد لبلادكم ولثورتكم وللأهداف التي رسمتها هذه الثورة، ينبغي عليكم النضال والكفاح ضدّ هذا العدوّ العنيد، إذا كان عملكم في هذا الصراط، فهو جهاد.

وبناءً على ذلك، إذا سعيتم وراء علمٍ لا يُسخط أعداء تلك الأهداف وحسب؛ بل يسرّهم أيضًا فهذا ليس بجهادٍ، افترضوا أن الجهاد الجامعي أو المؤسسة الفلانيّة التابعة للجهاد الجامعي قالت: إنّها نشرت في السنة الفلانيّة نحو مئة أو خمس مئة بحث في «ISI»؛ فهذا العمل ليس هو المعيار، بل علينا أن ننظر إلى هذه البحوث: ما هو محتواها؟ وما هو هدفها؟ وأيّ فائدةٍ قدّمت لكم؟ وما هو موقف المناوئين لمبادئكم مِن هذه البحوث؟ أشعروا بالخطر منها أمْ لم يشعروا؟ وشعر سياسيّوهم بالخطر منها؟ أمّ إنّهم لم يشعروا بأيّ خطرٍ منها؟ طبعًا أهل العلم تختلف نظرتهم عن نظرة السياسيّين.

حينما تحدثتم أيّها السادة عن الخلايا الأساسيّة والاستنساخ وما شابه، فقمتُ أنا أو غيري بالإطراء والثناء على هذا العمل، أعلنت السلطات الأمريكيّة في حينها أنّه: لابدّ من تأسيس مجلس حكّام للعلوم الوراثيّة! فما معنى هذا؟ لقد شعر العدو بالألم حينما اكتشف أنّكم تتحرّكون في هذا الطريق.

سوف آتي بأمثلةٍ واضحةٍ؛ فهناك الآلاف من الأمثلة لهذا الموضوع، فعلى سبيل المثال إذا استطعتم في يومٍ ما صنع رادارٍ متطوّرٍ لا يتمكّن معه أيّ مخلوق من الدخول إلى سماء بلدنا من أيّ نقطةٍ في الفضاء، فإنّ العدو سيشعر في ذلك اليوم بالألم؛ يعني هذا الأمر سيكون بمثابة سهمٍ يصيب العدو بنحوٍ مباشر، وهذا هو معنى الجهاد.

إنّ هذا العنصر من الشروط الضرورية في الحركة الجهاديّة وفي العلم الجهادي والأبحاث الجهادية، وليس المراد بالعدو هو أمريكا فحسب، نعم، نحن عندما نتحدّث فإنّ عدوّنا الواضح هو أمريكا والاستكبار العالمي، ولكن هناك صنوفٌ مختلفةٌ من الأعداء، فعلى سبيل المثال أحيانًا تكون هناك شركة ماليّة اقتصاديّة ضخمةٌ تُعرقل الأمور للحيلولة دون تمكّنكم من تأسيس مصنعٍ لصناعة الإسمنت.

وهذه هي من ضمن القضايا الموجودة في التقارير التي وصلت إليَّ، إنّهم يرغبون في تأسيس مجلسِ تحكيمٍ لصناعة الإسمنت، لكيلا يبقى من حقّ أحدٍ تأسيس مصنع لصناعة الإسمنت وإنتاجه.

إن العمل الجهادي ينبغي أن يكون هادفًا وأن يؤخذ فيه بالمبادئ، كما ينبغي أن يكون بنحوٍ ذكي وعقلائي، وأن يكون محطّمًا للعدو[1].


  • [1]– من محاضرةٍ لسماحته في زيارته لمعهد «رويان» العلمي بتاريخ 16-7-2007م
المصدر
كتاب الحياة بأسلوب جهادي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟