حلّ أعوص المشاكل يتمّ بالجهاد العلمي
إنّ الماء في بلادنا كما تعلمون ليس بمقدار الأرض، فمن المعروف أن إيران لديها شحٌ في المياه، ولكن إذا عملنا بعقلٍ وتدبير وروحٍ دؤوب لا تعرف النَصب أو التعب، عندها يمكن الانتفاع من هذا المقدار المتوفر من الماء، فنقوم باحتواء المياه التي تذهب هدرًا، ونستهلكها بطريقة صحيحة ومن دون إسراف، حيث يمكن استهلاك المياه بنحوٍ أمثل عن طريق العمل والتدبير العِلمي.
قبل الثورة كان العديد يتطلّعون إلى سهولنا الخصبة، إنّ الغرباء عن كلّ شيءٍ في هذا البلد كانوا قد خططوا لسهل «قزوين» وسهلنا في «مغان»، فلمَ لا نستطيع نحن التخطيط لاستثمار هذه التربة الخصبة وهذه الأراضي التي تفوق ـ واقعًا ـ أيّ قيمةٍ ماديّة؟! هذه الأعمال هي ممّا يُمكن القيام بها، ويجب أن نقوم بها، وهي يمكن أن تتحقّق من خلال الروح الجهاديّة.
إنّ بعضهم يخطئون حينما يطرحون النظرة الواقعيّة وكأنّها في قبال النظرة المبدئيّة المثاليّة، فبنظر هؤلاء النظرة الواقعيّة تقع في النقطة المقابلة للنزعة المثاليّة، هذا خطأٌ كبير؛ لأنّ النزعة المبدئيّة هي التي تصنع الواقع في المجتمع، فالمجموعة التي تمتلك المبادئ والتي تمتلك أهدافًا بعيدة المدى، بوسعها أن تُشكّل الواقع وأن تكوّنه بحسب مبادئها، وهكذا تقدّم العالم؛ فهل نترك المبادئ جانبًا بذريعة النظرة الواقعيّة؟! هذا منتهى الغفلة.
إنّ النزعة نحو المثاليّة والمبادئ هي التي تصنع الواقعيّات الجميلة والمنشودة، إذا ثبت إنسانٌ أو جماعةٌ أو أمّةٌ مع مسؤوليها وناشطيها على المبادئ، ولم يكونوا مستعدّين للتنازل عنها، وعملوا من أجلها، فماذا سيحصل؟ سيتغيّر الواقع باتجاه المبادئ، وهذا هو أكبر واقع وقانونٍ في الحياة؛ لماذا ينسى بعضهم هذا؟
إنّ وجود كلمة «الجهاد» في بداية عنوان وزارة الجهاد الزراعي له معنى خاصّ؛ فهو يعني أنّ العمل يجب أن يُنجز بروحيّةٍ جهاديّةٍ، وهذه الوزارة تستطيع اليوم، بل يجب أن تنـزل إلى الساحة بهذه الروح، وهذه الأعمال التي ذكروها جيّدة ولكن ينبغي العمل كثيرًا؛ فلا يزال هناك العديد من النواقص[1].
- [1]– من خطاب سماحته في لقائه بالمجاهدين والمزارعين بتارخ 4-1-2004م
تعليق واحد