الجهاد هو الشرط الأساسي في المسير الإلهي
الجدّ والنضال هما أحد الواجبات الرئيسيّة على كلّ إنسان، سواء على المستوى الفردي أم الاجتماعي في الحكومة أم في السلطة، فيجب عليه أن يسعى ويجدّ على الدوام، وألّا يسلّم نفسه للكسل والبطالة واللامبالاة.
أحيانًا يكون المرء منشغلًا بأحد الأعمال أو متقلّدًا لإحدى الوظائف، ولكنّه لا يشعر بالمسؤوليّة إزاء واجباته الأساسيّة، ويقول: ما شأني أنا! وهذه الانحرافات إنّما تنتج عن الهوى والهوس، وهو ما لا ينبغي للإنسان أن يركن إليها أو يخضع لها، بل لابدّ من مقاومة الكسل وحبّ البطالة، وأن يزيل من طريقه الأخطار ويتحمّل الصعاب والمشاقّ، فهذا واجبٌ من الواجبات. ولا شكّ في أنّ هذا الجدّ والجهاد يمثّلان جهادًا في سبيل الله.
على الإنسان التحلّي بالثقة بالنصر في كلّ الظروف والأحوال، ولكن بشرط أن يكون هذا العمل جهادًا في سبيل الله؛ فلا يحقّ لمن يعكف على الجهاد أن ييأس، وذلك لأنّ النصر بانتظاره بالتأكيد. وأمّا تلك الحالات التي لم يكن النصر حليفه فيها، فإمّا لأنّه لم يكن هناك جهاد في سبيل الله، أو لربّما لكان هناك جهاد، لكنّهم لم يكن في سبيل الله، أو لأنّه لم يكن ثمّة جهادٌ من الأصل.
ما هو شرط الجهاد في سبيل الله؟ شرطه أن يكون الإنسان مؤمنًا بسبيل الله وأن يكون على علم به وبناءً على ذلك يستطيع أن يجاهد في هذا الطريق[1].
أي عمل أرفع من الجهاد؟ نقول: إذا سار المرء إلى الجهاد من أجل هدفٍ مادّيٍ، فلا هو مجاهد ولن يكون شهيدًا إن قُتل، مع أنّه سار إلى ساحة الحرب؛ فإذا خُضنا هذه الميادين لأجل أهدافٍ مادّيّةٍ ـ فما بالك لو كانت أهدافنا وضيعةً لا سمح الله ـ فإنّها لن تقتصر على عدم رفعتنا وسمّونا وحسب، بل ستؤدّي إلى تسافلنا وسُقوطِنا[2].
تعليق واحد