عزّة أيّ مجتمع وهويّته مرتبطان بالمجاهدة
حتّى لو غضننا الطَرْف عن العوامل المعنويّة وما وعده الله تعالى للمؤمنين والمجاهدين في سبيل الحق، فمع ذلك إنّ عزّة أيّ مجتمع واقتداره وسمعته ومكانته وهويّته ترتبط بحسب القوانين العاديّة لحياة المجتمعات البشريّة بالجهاد والسعي الدؤوب؛ ولا يمكن لأيّ شعب أن يكتسب بالكسل والتراخي منزلةً لائقة بين شعوب العالم أو في صفحات التاريخ؛ فما يجعل الشعوب شامخة الهامّة في التاريخ وفي عصرها الذي تعيشه بين سائر شعوب العالم هو الجدّ والمجاهدة[1].
عندما تقومون بالجدّ والمجاهدة فتأكّدوا أنّ المدد الإلهيّ معكم، وبالعكس، كلّما تكاسلنا وتقاعسنا وأخطأنا في حساباتنا، وقعنا فريسةً للخداع وانحسر عنّا العون الإلهي، وعندها لا ينبغي أن نشكو أمرنا إلى الله تعالى، بل الأجدر أن نشكو أنفسنا ونلقي باللائمة عليها، إنّ أصحاب الجهود المؤثّرة سيخصّهم الله حتمًا بمدده وعنايته الربّانيّة إذا نزلوا إلى ساحة الجدّ والعمل ووظّفوا ما لديهم من إرادة وفكر وروح وبدن في سبيل تحقيق أهدافهم وآمالهم[2].
وبالطبع لهذا السعي أشكال متنوعة، فهناك السعي العلمي، وهناك السعي الاقتصادي، وهناك السعي بمعنى التعاون الاجتماعي بين الأفراد، وهذه كلّها أمورٌ لازمةٌ وضروريّةٌ؛ ولكن ينبغي أن يكون على رأس كلّ هذه المساعي الاستعداد للتضحية بالروح والنفس، فهذا هو الذي يجعل أيّ شعبٍ شامخًا ومرفوع الرأس بين سائر الشعوب، وإذا لم يكن بين أفراد الأمّة أشخاصٌ على استعدادٍ للتضحية بأرواحهم وراحتهم في سبيل الوصول إلى مطامحهم ومبادئهم، فإنّ هذا الشعب لن يصل لأيّ نتيجةٍ.
إنّ الشيء الذي فعلته الثورة لشعب إيران هو أنّها أضاءت هذا الطريق أمامه، فأدرك كّل واحدٍ من أبناء الشعب الجهاد في سبيل المبادئ والأهداف وشعر بضرورة ذلك، وبضرورة الصمود بوجه أعداء هذه المبادئ، وقد صمدوا بالفعل[3].
تعليق واحد