مواضيع

الثقافة والروحيّة الجهاديّة، إحدى مفردات ثقافة الثورة الإسلاميّة

من الثقافات الأخرى للثورة، ثقافة الجهاد والجدّ والنضال،‌ فالأصل بالنسبة للشاب المؤمن هو أن يقوم بعملٍ في سبيل الله، فلو قيل له: ماذا عن درسك؟‌ فإنّه سيقول: عليّ أن أقوم بواجبي الجهادي، ولو قالوا له: ماذا عن عملك وحياتك؟ فإنّه سيقول: يجب أن أقوم بما يجب عليّ من الجهود والمساعي وعليّ أن أقوم بواجبي الجهادي، حسنًا إنّ الله عزّ وجلّ وبناءً على حكمته البالغة ألقى بهذه الحرب على عاتق هذا الشعب[1]، وطبعًا حينما ننظر إلى الأمر فسنرى بسرعة أنّها تتلازم مع الحرب والدمار والخراب والخسائر، ومع ذلك نجد أنّ الله عزّ وجلّ قد هيّأ الميدان وبنى تلك الروحيّات ووضعها بيد شباب هذه الجمهوريّة.

كان في ميدان العمل، والآن بعد انتهاء الحرب واكتسابه لروحيّة الجهاد والنضال، لكن لم يعد لديه ميدان عملي هنا إذا كانت هذه الروحيّة اتجهت نحو بناء البلد، ونحو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، نحو الدعوة إلى الحضور في ساحات الثورة، فهذا الأمر جيّدٌ جدًا، أمّا إذا لم يحصل ذلك، فإنّها ستتبدّل إلى روحيّةٍ ضدّ الجهاد.

إنّ هذا الوضع من المواضع التي ينفذ منها الأعداء، حيث يعمل على إخماد الروحيّة الجهاديّة،‌ فيسعى إلى أن يجعل المجاهد في سبيل الله الذي أنهى مهماته الجهاديّة يخجل من جهاد ذاته، هذا هو أحد أنماط عمل الأعداء، وأساليبهم في الهجوم[2].


  • [1]– يعني الشعب الإيراني. (المترجم)
  • [2]– من خطاب سماحته في بداية أعمال المؤتمر العاشر لجميع أئمّة الجمعة بتاريخ 12-9-1994م
المصدر
كتاب الحياة بأسلوب جهادي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟