إلى متى سيستمرّ الجهاد والنضال؟
والآن إلى متى سوف يستمر هذا الكفاح والنضال؟ إنّ الكفاح والجهاد في أحد معانيهما لا ينتهيان ـ فالشيطان موجود دائمًا في عالم الدنيا ـ وشكل الجهاد في أحد معانيه يتغيّر بتغيّر المواقع والظروف؛ إذا استطاعت البلدان والشعوب أن تعقد الهمم وتحرّر المجتمع البشري والمجتمع العالمي من تحت كابوس الاستعمار والاستكبار، فإنّ المشكلة سوف تُحلّ، أي إنّ هذه المشكلة هي المشكلة الأساسيّة للبشريّة.
إنّ الأجهزة والأنظمة الاستكباريّة اليوم وعلى رأسها أمريكا نزلت كالكابوس على جسد البشريّة وفكرها وروحها، وأحاطت بها وراحت تعتصرها وتضغط عليها وتمزّقها وتُفسد حياتها، ولو استطاعت البشريّة أن تحرّر نفسها من هذه الظلال الثقيلة ومن هذا الكابوس المرعب، فعندئذٍ سوف تتنفّس الصعداء.
وهذا بالطبع ليس بالعمل السهل بل هو عمليّة صعبة وتحتاج إلى كفاحٍ طويلٍ مديدٍ، وقد قطع الشعب الإيراني خطواتٍ واسعةً في هذا السبيل؛ إنّ نفس تأسيس النظام الإسلامي كان الخطوة الأوسع على هذا الدرب، وكان تشكيل مجلس التشريع الذي يعد تجسيدًا للديمقراطيّة الإسلاميّة من أكبر الأعمال والإنجازات، إنّ عملكم في هذا الموقع بصفتكم نوّاباً عن الشعب، وبوصفكم مظهرًا للديمقراطية الدينيّة هو بحّد ذاته عبارة عن مواجهة ونضال، فينبغي معرفة قدر هذا العمل وقيمته[1].
- [1]– من خطاب سماحته في لقائه بأعضاء مجلس الشورى الإسلامي بتاريخ 25-5-2014م
تعليق واحد