ساحة الجهاد، لا تختصّ بميدان الحرب وحسب
إنّني أدعو الشباب العزيز إلى الجهاد الحقيقي، فالجهاد لا يقتصر على القتال والذهاب إلى ميادين الحرب، فحتّى بذل الجهد في ميادين العلم والتحقيق والأخلاق وكذا المعونات السیاسيّة كلّ ذلك يعدّ جهادًا من قبل الناس؛ إنّ بثّ الثقافة والفكر الصحيح في المجتمع يُعدّ جهادًا أيضًا، فكلّ هذه الأمور هي جهادٌ في سبيل الله.
وفي قبال هذا الجهاد، يقف المستكبرون والأعداء والأشخاص المعاندون والمعادون للإسلام وإيران والهويّة والأمّة والحالة الإسلاميّة والصفات الإسلاميّة؛ يقول القرآن الكريم: <أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ>[1]؛ فعلى المسلمين أن يكونوا أشدّاء على الكفّار، ولكنّ مَن هؤلاء الكفّار -الذين ينبغي أن نكون أشدّاء عليهم-؟ لا ينبغي أن نكون أشدّاء على كلّ من لا يعتقد بالإسلام، فالقرآن يقول: <لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ>[2]؛ فلا بأس أن تحسنوا إلى الأشخاص الذين لا يرفعون لواء العداء لكم، ولا يحيكون المؤامرات عليكم، ولا يسعون إلى إبادة نسلكم وأمّتكم، حتّى لو كانوا أتباع دينٍ غير دينكم، فلا بأس أن تبرّوهم؛ فهذا الكافر ليس هو الذي ينبغي أن تكونوا أشدّاء عليه.
<إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ>[3]؛ يجب أن نكون أشداء على الذين يقاتلون هويّتكم وإسلامكم وقوميّتكم وبلدكم واستقلال كلّ شبرٍ من أرضكم، واستقلالكم وشرفكم وعزّتكم وناموسكم وسنّتكم وثقافتكم وقيمكم، وهذه الثقافة التي ينبغي أن تكون حاكمةً على مجتمعنا، أمّا التساهل والتسامح فيجب أن يكون فيما بين نفس المسلمين[4].
تعليق واحد