مواضيع

الشهيد محمد جمعة موقف ورسائل

أعوذ بالله السميع العليم من شر نفسي الأمارة بالسوء ومن شر الشيطان الرجيم .

بسم الله الرحمن الرحيم .

الحمد لله رب العالمين .

اللهم صل على محمد وآل محمد ، وارحمنا بمحمد وآل محمد ، واهد قلوبنا بمحمد وآل محمد ، وعرف بيننا وبين محمد ، واجمع بيننا وبين محمد وآل محمد ، ولا تفرق بيننا وبين محمد وآل محمد في الدنيا والآخرة طرفة عين أبدا .

اللهم معهم .. معهم لا مع أعدائهم .

السلام على الأنبياء والأوصياء والشهداء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا .

السلام على ملائكة الله المقربين .

السلام عليكم أيها الأحبة : أيها الأخوة والأخوات في الله ورحمة الله تعالى وبركاته .

في البداية : رحم الله تعالى من قرأ السورة المباركة الفاتحة وأهدى ثوابها إلى أرواح شهداء البحرين وشهداء الإسلام العظام في كل العصور والأزمان .

أيها الأحبة الأعزاء : الشهيد السعيد محمد جمعة الشاخوري ، أصيب في المسيرة الجماهيرية الحاشدة التي خرج فيها الشعب البحريني المسلم الغيور ، للتضامن مع الشعب الفلسطيني الشقيق المجاهد ، ومنددا بالعدوان الصهيوني المتكرر على الشعب الفلسطيني المسلم المظلوم ، ومنددا بالدعم اللامحدود الذي تقدمه أمريكا للكيان الصهيوني الإرهابي الغاصب لفلسطين العزيزة . وكانت المسيرة الجماهيرية الحاشدة بالقرب من وكر الشيطان المسمى بالسفارة الأمريكية وذلك في يوم الجمعة بتاريخ : ( 21 / محرم / 1423هج ) الموافق : ( 5 / أبريل ـ نيسان / 2002م ) حيث استخدمت قوات الشغب التابعة لوزارة الداخلية البحرينية القوة المفرطة لتفريق أبناء الشعب المشاركين في المسيرة السلمية التضامنية مع الشعب الفلسطيني ، فأصيب الشهيد السعيد محمد جمعة برصاص مطاطي في محجر العين بالتحديد ، أدى إلى استشهـاده في يوم الأحد : ( 23 / محرم / 1423هج ) الموافق : ( 7 / أبريل ـ نيسان / 2002م ) وقد أثبت الأطباء في شهادتهم الطبية أمام المحكمة بأن الإصابة هي السبب المباشر في وفاة الشهيد ( رحمه الله تعالى ) وكان السفير الأمريكي في البحرين في ذلك الوقت ( رونالد نيومان ) قد وجه إساءة تاريخية كبيرة للشعب البحريني المسلم الغيور وجرح مشاعره الإسلامية والقومية في الأسبوع الذي سبق المسيرة الجماهيرية ، حيث طلب بوقاحة في مناسبة تعليمية في أحدى المدارس الخاصة الوقوف دقيقة حداد على القتلى الصهاينة المجرمين الذين قتلوا على يد رجال المقاومة الأبطال في فلسطين المغتصبة .

وقد رفعت عائلة الشهيد السعيد محمد جمعة دعوى قضائية ضد وزارة الداخلية بواسطة المحامي الوطني القدير محمد أحمد ، وهي أول قضية من نوعها ترفع ضد وزارة الداخلية في المحاكم البحرينية ، وقد كسبت عائلة الشهيد القضية ، حيث أدانت المحاكم بجميع درجاتها : ( الكبرى المدنية ، والاستئناف ، والتمييز ) وزارة الداخلية وحملتها مسؤولية قتل الشهيد محمد جمعة وألزمتها بدفع تعويض مالي لورثة الشهيد قدره : ( أربعون ألف دينار بحريني ) وهذا النجاح في كسب القضية من شأنه أن يفتح بابا أمام الشعب البحريني المظلوم لرفع مظلوميته ونيل بعض حقوقه المسلوبة من قبل السلطة ، فأوصي من يعنيهم الأمر من أفراد ومؤسسات بدراسة الموضوع جيدا واتخذا ما يلزم إزاء اللجوء للقضاء ـ إذا تقرر ذلك ـ لرفع المظلومية ونيل بعض الحقوق المسلوبة المستحقة لأبناء الشعب البحريني المظلوم من قبل السلطة في البحرين .

موقف ورسائل ثلاث:

أيها الأحبة الأعزاء : إن شهادة الشهيد السعيد محمد جمعة الشاخوري في هذه المسيرة التضامنية مع الشعب الفلسطيني المظلوم والمنددة بالجرائم الصهيونية والأمريكية ضده ، تتضمن موقف ومجموعة رسائل مهمة ..

أما الموقف : فهو موقف عزة وشرف وفخر وكرامة ، وقفه الشهيد السعيد محمد جمعة الشاخوري إلى صف الشعب الفلسطيني المظلوم حتى نال شرف الشهادة في سبيل الجهاد المقدس ضد الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين العزيزة وضد الاستكبار الأمريكي المتعجرف ، وهو موقف عبر فيه الشهيد السعيد عن الموقف المبدئي : الأخلاقي والديني للشعب البحريني ككل ، الذي يقفه دائما إلى صف قضاياه الإسلامية والقومية والوطنية بدون شك أو تردد ، ويكون مستعدا وعلى كامل الجهوزية لتقديم التضحيات النفيسة وكل ما لديه من أجل دينه ووطنه وعزته وشرفه وكرامته ، حيث كان من الممكن أن يسقط في تلك المسيرة عدد أكبر من الشهداء بسبب الاستخدام المفرط للقوة الذي لجأت إليه قوات الشغب التابعة لوزارة الداخلية البحرينية ـ بدون حاجة فعلية ـ بهدف تفريق المسيرة المباركة ، وقد أثبتت التجارب بأن شعب البحرين المسلم المسالم البطل الغيور، لا يثنيه البطش والإرهاب عن مواصلة طريق المبادئ والجهاد والتضحية في سبيل الحق والعدل والكرامة ونيل الحقوق العادلة المشروعة ، فيا له من شعب مسلم مجاهد كريم يستحق كل الشكر وكل التقدير ، وإني لأحني رأسي له إجلالا وكرامة .

وأما الرسائل : فهي ثلاث ..

الرسالة الأولى ـ إلى الشيطان الدموي أمريكا : يدعوها إلى التخلي عن غطرستها وعن نزعتها الاستكبارية ضد الشعوب المستضعفة في العالم ، وعن دعمها الظالم اللامحدود للكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين العزيزة ، وعن تشجيعها له على جرائمه ضد الشعب الفلسطيني المسلم المظلوم ، وعن حمايتها للكيان الصهيوني من الإدانة الدولية على جرائمه في المحافل والمؤسسات الدولية ، ويدعوها إلى الكف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية والإسلامية والمستضعفة ، وعن نهب ثرواتها وفرض أجندتها الاستكبارية عليها ، ويدعوها إلى التوقف عن إهانة الشعوب العربية والإسلامية والإساءة إليها وإلى سائر الشعوب المستضعفة وعن جرح مشاعرها الدينية والقومية .

الرسالة الثانية ـ إلى السلطة في البحرين : يدعوها إلى احترام شعبها والحفاظ على حقه في حرية التعبير عن رأيه وحقه في التظاهر والاحتجاج والاعتراض السلمي ضد السلطة والأخذ بكل وسائلها المشروعة ، والكف عن استخدام العنف وعن ممارسة إرهاب الدولة بكافة أشكاله ضد شعبها الأعزل المسالم بهدف كبته وإذلاله وحرمانه من حقه المشروع في التعبير عن رأيه وإرغامه على القبول بالظلم والقهر والاستبداد والسكوت عن المطالبة المشروعة بحقوقه الطبيعية في الحياة وحفظ كرامته الإنسانية وعزته فيها .

الرسالة الثالثة ـ إلى أبناء الشعب البحريني : يدعوهم إلى التمسك بدينهم الحنيف ووطنيتهم وعزتهم وشرفهم وكرامتهم ، والاستمرار في طريق دعم قضاياه الدينية والقومية والوطنية والمطالبة المشروعة بالحقوق العادلة وحماية المكتسبات الوطنية وعدم التفريط فيها بأي حال من الأحوال ، وأن لا يقبل بالخنوع ويشعر بالضعف والهوان أمام الإذلال والظلم والاضطهاد الذي تمارس السلطة ضده ، وأن يوطن نفسه على التضحية والفداء في سبيل نيل حقوقه ومطالبه العادلة المشروعة ، ليرتقي في معارج النضال والكرامة والعزة والشرف والكمال الإنساني ، ويفوز برضا الرب الجليل سبحانه وتعالى ، ويتبوأ أعلى درجات الازدهار والتقدم والرخاء والاحترام والتقدير في الدنيا ، وأعلى درجات الفردوس الخالد في يوم القيامة مع الأنبياء والأوصياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .

مسألتان في الوقت الراهن:

أيها الأحبة الأعزاء : أرغب في هذه المناسبة الكريمة أن أشير إلى مسألتين أرى الأهمية الخاصة للإشارة إليهما في الوقت الراهن ..

المسألة الأولى ـ تتعلق بالشعب البحريني المجاهد البطل : حيث تشهد الساحة الوطنية تصاعد وتيرة التوترات الأمنية والاعتقالات السياسية في ظل تراجع مسيرة الإصلاح التي ولدت على أرض هذا الوطن العزيز من رحم الشهادة والبطولة والمعاناة وآهات الآباء والأمهات والأرامل والأطفال والأيتام في التاريخ الطويل لهذا الوطن العزيز ، وفي ظل تشتت المعارضة واختلاف كلمتها وضعف أدائها السياسي ، وفي ظل النسيان والإهمال والتضييع وضعف الشعور الأخلاقي والالتزام الأدبي لدى بعض المنتفعين على حساب آلام وأحزان وآهات ومصالح أبناء الشعب المظلوم ، مما أوجد حالة من اليأس والإحباط لدى قطاعات واسعة من أبناء الشعب المظلوم ، وهي حالة لا يجوز أن تنوجد في نفوس المؤمنين والمناضلين الشرفاء الصادقين .

أيها الأحبة الأعزاء : في هذه الظروف المرة القاسية ، وفي هذه المناسبة الكريمة العزيزة على نفوسنا جميعا ، أريد أن أقول كلمة مختصرة ، هي شهادة مني بحق هذا الشعب العزيز المسلم المسالم الغيور ، منجب الشهداء والمجاهدين الأبطال ، تعبر عن قناعتي الأكيدة والثابتة في حقه ، تولدت لدي من خلال قراءتي لتجربته التاريخية والمعاصرة ..

إنني أعتقد : بأن شعب البحرين الكريم ، هو شعب عزيز عصي على الكسر وعلى التهجين ، ويتمتع بوعي متقدم بين الشعوب في العالم ، وهو قادر على التعلم من التجارب التي يمر بها واكتساب الخبرة للتعاطي مع الأحداث والقضايا والمستجدات على الساحة بسرعة قياسية ، وهو قادر بكفاءة عالية على تجاوز العقبات والصعوبات والحواجز الطبيعية التي تقف في وجهه أو توضع أمامه عن قصد وسوء نية ، وأرى بأن المعاناة المرة المزدوجة والصعبة جدا التي يمر فيها بين طرفي : السلطة والمعارضة ، سوف تؤدي بحسب تعاطيه الصادق والواعي والمستنير بتعاليم الإسلام الحنيف لاسيما تعاليم مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) وبتجاربه الواعية في الحياة ، إلى صناعة نوعية واعية ومتقدمة لهذا الشعب الكريم ، تتناسب مع حجم ونوعية المسؤولية الدينية والقومية والوطنية الملقاة على عاتقه المتين ، وسوف تمكنه ـ إن شاء الله تبارك وتعالى ـ من لعب دور كبير على مستوى المنطقة تصب في خدمة الدين والوطن .

المسألة الثانية ـ تتعلق بالشيطان الدموي أمريكا : أنا اعتقد : بأن أمريكا المجرمة ، عدو حقيقي وفعلي لكل مشروع إسلامي وقومي ووطني ناصع ، وهي عدو حقيقي وفعلي للشعب البحريني ، ولكافة الشعوب العربية والإسلامية والمستضعفة في العالم ، وأن ثقتي فيها هي نون تحت الصفر ، وأنا أحذر كافة الشعوب العربية والإسلامية والمستضعفة من خطرها الاستكباري الداهم ، ويؤسفني أن يوجد بين أبناء الشعوب العربية والإسلامية والمستضعفة من يثق في أمريكا المجرمة ويعول عليها للوصول إلى الإصلاح السياسي في بلاده وتحقيق الرخاء والتقدم والنجاح في حل قضاياه ومشاكله الوطنية والقومية ، وأعتقد بأن مثل من يثق في أمريكا ويعول عليها في ذلك كمثل من يعول على الشيطان إبليس للحصول على التوبة والوصول إلى جنة الفردوس في الآخرة !!

وأعتقد أيها الأحبة الأعزاء وأقدر : بأنه لا يوجد شعب عربي ومستضعف واحد في العالم تفضله أمريكا على حكومته ، ولا توجد معارضة شريفة واحدة في العالم تفضلها أمريكا على حكومتها ، لأن المعارضة الوطنية الشريفة لا تستطيع أن تقدم لأمريكا ما يخدم مصالحها الاستعمارية لتغريها بالوقوف إلى صفها أكثر مما تقدمه الحكومات المستبدة لها ، فالحكومات الدكتاتورية المستبدة التي تعتمد على الدعم الأمريكي لها ضد شعوبها هي الخيار الأفضل دائما لدى أمريكا ، وأن كل معارضة في العالم تفضلها أمريكا على حكومتها ، فهي أسوء قطعا من الحكومة ، وهي معارضة غير شريفة ولا يمكن أن تعبر عن إرادة الشعب ومصالحه الجوهرية ، وهي معارضة ليس للشعب حاجة حقيقية فيها .. وفي رأيي : فإن كل إصلاح يتوقف على رضا أمريكا ، يجب أن تضعه الشعوب المكافحة تحت قدمها .

أيها الأحبة الأعزاء : إن أمريكا المجرمة لا تريد التقدم العلمي والتقني والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي لأي من الشعوب العربية والإسلامية والمستضعفة في العالم ، ولا تريد لها الحرية والاستقلال والعزة والشرف والكرامة ، وهي تعمل جاهدة بكل وسيلة وخبث ، وتوظف كافة إمكانياتها المالية والسياسية والعسكرية ، من أجل أمن الكيان الصهيوني وبقائه قويا ومهيمنا ، وفرض شروطه في السلام والتطبيع على كافة الدول العربية والإسلامية في المنطقة ، فيما يسمي بمشروع الشرق الأوسط الجديد ، وهذا هو الأساس الذي يقوم عليه جوهر موقفها الظالم من الملف النووي الإيراني ومن سوريا وحزب الله في لبنان وحركتي الجهاد الإسلامي وحماس في فلسطين ، وهي تعمل بكل ما أوتيت من خبث وكيد ومكر وبكل الوسائل المتاحة إليها وتوظف كافة إمكانياتها المالية والسياسية من أجل تحريك النزعتين : القومية والطائفية بهدف تحويل معركة العرب والمسلمين إلى جهة الجمهورية الإسلامية في إيران بدلا من معركتهم ضد الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين العزيزة وقوى الاستكبار العالمي السالبة لحريتها واستقلالها والناهبة لخيراتها وثرواتها . وقد استجاب الجهال وأصحاب النفوس المريضة لهذه الأجندة الأمريكية الشيطانية على أساس التعصب القومي والطائفي الأعمى . ومن المؤسف جدا أن يوجد في البحرين من يعتقد ويصرح بأن عدوهم الأول هي إيران وليس أمريكا ، ويرحب بالقواعد الأمريكية في البحرين على هذا الأساس ، فهنيء لهم بصداقة الشيطان الأكبر وبالمصير المشترك لهم معها في الدنيا والآخرة .

تحذيران:

وفي ختام الحديث في هذه الليلة الكريمة : وتحت ظل الشهادة العظيمة المقدسة ، أريد أن أبعث بتحذيرين مهمين ..

التحذير الأول ـ للأنظمة العربية : تُسمع أجراس الحرب تقرع بقوة من بعيد لحرب ظالمة ضد الجمهورية الإسلامية في إيران ، والسعي الإجرامي من قبل أمريكا لإقحام دول المنطقة ودول عربية أخرى وتوريطهم فيها على أساس التعصب القومي والطائفي الأعمى ، وهي حرب تقوم ضد مبادئ ومصالح كافة الشعوب العربية والإسلامية والمستضعفة ، وضد القضية المركزية لديها وهي قضية فلسطين العزيزة ، ومن أجل حماية الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين العزيزة وحماية المصالح الاستعمارية للدول الاستكبارية الكبرى في المنطقة ، وعليه فإني أحذر كافة الأنظمة العربية من التورط لمصلحة أمريكا المجرمة في هذه الحرب ضد الجمهورية الإسلامية في إيران ، فإنه عار تاريخي عليها بكل المقاييس على الصعيد الإنساني والديني والقومي ، وإنه لا يصب بأي حال من الأحوال في مصلحة الشعوب العربية والإسلامية ، بل هو ضد مصالحها ومبادئها قطعا ولا يعبر عن إرادتها بأي شكل من الأشكال ، وأنه سوف يجلب الخراب والدمار لدول المنطقة والضرر الكبير لشعوبها ، وليس من الرشد السياسي ولا من أمانة الحكم ومسؤوليته تورط أية حكومة عربية أو إسلامية في هذه الحرب الظالمة لمصلحة أمريكا المجرمة ضد الجمهورية الإسلامية في إيران .

التحذير الثاني ـ للشعوب العربية والإسلامية : إن أمريكا المجرمة ودول الاستكبار العالمي كافة تسعي لخلق فتنة طائفية في كل بلد إسلامي لاسيما في دول منطقة الشرق الأوسط ، من أجل إضعاف العالم الإسلامي وتعطيل المشروع الحضاري الإسلامي المنافس لمشروعها الاستكباري ، بما يضمن هيمنتها الاستعمارية على دول العالم وضمان مصالحها الاستكبارية غير المشروعة فيها ، وقد تجاوبت مع مشروع الفتنة الطائفية حكومات وأحزاب وقوى سياسية طائفية عربية وإسلامية تقاطعت رؤاها الفكرية المنحرفة ومصالح السياسية والطائفية مع المشروع الأمريكي للفتنة الطائفية ، وذلك بسبب الخبث أحيانا والجهل والضلال أحيانا أخرى ، وفي هذه المناسبة الكريمة وتحت ظل الشهادة الصادقة ، فإني أحذر كافة الشعوب العربية والإسلامية من الفتنة الطائفية التي تسعى أمريكا وعملائها والقوى التكفيرية لزرعها ونشرها في شرق العالم الإسلامي وغربه ، وقد سبق أن تحدثت عن هذا الموضوع بالتفصيل في مناسبات سابقة ولا حاجة للتكرار ، وأكتفي هنا بالقول : أن التورط في الفتنة الطائفية يعتبر جريمة بحق الإنسانية والدين والوطن ، وعلينا جميعا أن نحذر من كل فعل أو رد فعل طائفي ، فإنهما على حد سواء في المسؤولية التاريخية عن الفتنة الطائفية البغيضة .

أيها الأحبة الأعزاء

أكتفي بهذا المقدار

واستغفر الله الكريم الرحيم لي ولكم

واستودعكم الله القادر الحافظ من كل سوء

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

المصدر
كتاب الشهادة رحلة العشق الإلهي للأستاذ عبد الوهاب حسين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟