مواضيع

العلاقة مع المرجعية الدينية

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين

إن تيار الوفاء الإسلامي كيان إسلامي أصيل لديه كامل الحرص على تحصيل الإسلام الواقعي الأصيل النقي البعيد عن تأثير الأهواء والمصالح الدنيوية ونحوها، ولديه كامل الحرص على الالتزام الفعلي بالرؤى الإسلامية الفكرية وبالأحكام الشرعية والقيم الروحية والأخلاقية للإسلام الحنيف والأخذ بها وتطبيقها في مقام العمل على كافة الأصعدة والوجوه. والتيار على قناعة تامة بضرورة قيادة مراجع الدين العظام للأمة الإسلامية وأهمية ذلك لحماية الإسلام الحنيف من التحريف والتبديل وحراسة الواقع الإسلامي وترشيده بكل أبعاده الفكرية والفقهية والروحية والأخلاقية والاجتماعية والسياسية وغيرها، ووضعها على خط العقيدة الصحيحة والشريعة المقدسة والقيم السماوية السامية.

وإن التيار لعلى بصيرة تامة بدور أعداء الدين في مواجهة دور المرجعية الدينية المؤهلة والسعي لإبعادها عن ساحة الصراع في العالم الإسلامي، من أجل التفرد بالأمة بهدف إضلالها وإبعادها عن دينها الإسلامي الحنيف وإخضاعها لإرادتهم المنحرفة عن الدين والخير وسلب حقوقهم الطبيعية في الحياة. ولا يوجد في أدبيات تيار الوفاء الإسلامي ما يدل من قريب أو من بعيد على الدعوة لرفض قيادة المرجعية الدينية للأمة وإلى تعطيل دورها في شؤون الحياة العامة، بل كل أدبيات التيار تؤكد على ضرورة هذه القيادة وهذا الدور. ويرى التيار بأن رفض هذه القيادة وتعطيل هذا الدور مخالف لمنهج الدين الإسلامي الحنيف ولمقاصده النبيلة وأهدافه العظيمة في الحياة، ويمثل خطورة جدية على الدين الحنيف وعلى مصالح المسلمين وأوضاعهم وحقوقهم، وكل حديث بخلاف هذه القناعة عن تيار الوفاء هو حديث مجانب للحقيقة والصواب وفي غير محله وهو غير معني به.

وإن تيار الوفاء ليأسف كثيراً لترويج البعض لقناعة ينسبها للتيار غير هذه القناعة وكأنهم لا يعرفون وثاقة قيادات التيار من العلماء والمؤمنين في الدين، فعلى رأس التيار علماء دين لهم وزنهم العلمي والروحي، والتيار على صلة وثيقة بعلماء دين آخرين لا يقلون شأناً عن غيرهم في الوزن العلمي والروحي، ولكن للأسف الشديد فإن البعض يتكلم عن تيار الوفاء وكأنه عبارة عن مجموعة من المراهقين المقطوعين عن أوساط المؤمنين والفقهاء ولا نصيب لهم من العلم والخبرة في الدين والحياة، حيث سمح الاختلاف في الرأي للبعض بكثرة الطعن في وثاقة العلماء والمؤمنين في تيار الوفاء وسلامة فهمهم ونحوه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم الذي إليه مرجع العباد جميعاً.

أما عبارة «أن تكون المرجعية على بعد واحد من جميع المؤمنين» ونحوها من العبارات التي وردت في رؤية تيار الوفاء الإسلامي حول الانتخابات وغيرها من أدبيات التيار، فليس فيها من الدلالة ما يسلب من المرجعيات الدينية حقها في إبداء الرأي في الشأن العام واتخاذ المواقف المطابقة لنظرها الشرعي أو يدعوها للتخلي عن مسؤوليتها الشرعية ويطالبها بأن تقف موقف المتفرج من الأحداث وأن تكتفي بالتصفيق للآخرين من أبطال السياسة والمجتمع وغيرهم. وليس المقصود من العبارة أن تقف المرجعية موقف الحياد بين وجهات النظر والمواقف والتوجهات المختلفة التي تتصارع فيما بينها على مستوى الأمة أو الطائفة، أو تقف موقف الحياد من الخطأ والصواب أو من الضار والنافع أو أن ترى الآراء المتناقضة كلها صحيحة ونحوه، فهذا ليس بخلاف وظيفتها الشرعية فحسب، بل هو تسفيه وتسقيط كامل للمرجعية وعيب وعار عليها أن تفعله ولا يمكن أن تفعله، بل لا يليق أن ينسب إلى مؤمن بصير فضلاً عن علماء الأمة وفقهائها.

إن قيادات تيار الوفاء الإسلامي هم من العلماء والمؤمنين الثقاة، وهذا الطرح بعيد كل البعد عن عقليتهم الإسلامية الصرفة ولا يمكن أن يطرحوه، وليس في عقيدتهم بأن لتيار الوفاء أو لغيره الحق في أن يحدد الوظيفة الشرعية لمراجع الدين العظام، بل هم الذين يحددون الرأي والموقف الشرعي وينزل تيار الوفاء وغيره من المؤمنين عليه طائعين، وكل مناقشة لأي طرح بخلاف هذا الطرح الثابت والمؤكد، فهي بالتأكيد مناقشة لغير طرح تيار الوفاء الإسلامي وهو غير معني بها.

وليس في عبارة «أن تكون المرجعية على بعد واحد من جميع المؤمنين» وغيرها مما ورد في رؤية تيار الوفاء الإسلامي حول الانتخابات وغيرها من أدبيات التيار ما يناقض رؤيته بضرورة قيادة المرجعيات الدينية للأمة وتصديها وتصدي العلماء الروحانيين لقضايا الشأن العام في الحياة، وإنما يعززها ويؤكد عليها بكل حرص وقوة. فقد أكد التيار في الرؤية المذكورة على الأهمية الخاصة للعلاقة التي تربط المؤمنين بالمرجعيات الدينية نظراً لبعدها الشرعي ولانعكاساتها على الحالة الروحية للمؤمنين العاملين، وعلى الأوضاع العامة للساحة على جميع الأصعدة، ولهذا نادى التيار بأن تبسط المرجعيات الدينية مظلتها الشريفة على جميع المؤمنين العاملين من المشاركين والمقاطعين، وأن يحوزوا جميعاً على رعايتها الأبوية لهم لكي تتوثق روابطهم جميعاً بالمرجعيات الدينية الرشيدة، ولا يشعر بعضهم ـ وهم كثر من الجانبين ـ بفقدان الرعاية منها، فيفقدوا بسبب ذلك السكينة الروحية والطمأنينة القلبية.

إن رأي تيار الوفاء هو أن تقف المرجعية الدينية على مسافة واحدة بين المؤمنين العاملين الذين لا يختلفون في أصول الدين وأساسياته، وإنما يختلفون سياسياً في تشخيص بعض المسائل المتعلقة بالساحة وأساليب العمل وأدواته، وليس فيما يختلفون فيه خروج على الدين وأحكامه الشرعية المقدسة ومقاصده النبيلة وأهدافه العظيمة في الحياة، فهي تشخيصات للموضوع قد تنتج عنها مواقف مختلفة لهذا الطرف عن ذاك، فإذا أخذ كل طرف موقعة على الساحة، وأظلتهم المرجعية جميعاً بردائها المبارك، وأمكنهم جميعا الرجوع إليها، نتج عن ذلك:

تنظيم الحالة الإسلامية تنظيماً موضوعياً وتجنيبها الفوضى والشتات الناتج عن اختلاف الآراء.

نزول كافة الأطراف الإسلامية المختلفة عند رأي المرجعية وانصياعها الفعلي لولايتها الشرعية.

عدم التأثير السلبي على التفكير والدراسات السياسية العلمية المرتبطة بالواقع، وفتح الطريق أمامها لتأخذ مكانها في التشخيص والتطبيق.

تطبيق قاعدة التكامل في الأدوار بين جميع العاملين على الساحة، وإتاحة الفرصة للاستجابة بشكل أفضل لجميع استحقاقات الساحة العملية.

مع التذكير بالقواعد الفقهية التالية:

إن تشخيص المصلحة العامة وإنها بجانب هذا الموقف أو ذاك، هو من تشخيص الموضوع الذي هو بيد المكلف وليس بيد مرجع التقليد، وعلى ضوء هذا تفهم مسألة «أن تكون المرجعية على بعد واحد من جميع المؤمنين».

ما لم تتدخل المرجعية في تشخيص المصلحة عملاً بمبدأ ولاية الفقيه، فإنها في الحقيقة تقف موقف الحياد الذي يكشف عن وظيفتها الشرعية وفق الأصل الأولي المبين في القاعدة السابقة.

فدعوى أن يصطدم الموقف أو الأطروحة المختلف حولهما بأحكام الدين الحنيف أو يلحقا ضرراً بالمصالح العامة للمسلمين، يحسمها الرجوع إلى المرجعيات الدينية العليا، ويوجد على رأس تيار الوفاء الإسلامي علماء دين يدركون الوظائف الشرعية والتيار على تواصل مستمر مع غيرهم من علماء الدين الذين لا يقلون عن غيرهم شأناً في الوزن العلمي والروحي، وليس من الحكمة والدين فرض قناعات شرعية لفريق من المؤمنين على غيرهم من المؤمنين، لنصل مما سبق إلى النتائج المهمة التالية:

النتيجة (1): إن التيار لم يكن في العبارة بصدد تحديد أي تكليف للمرجعية، فهي من يؤخذ منها التكليف ولا يحدد لها.

النتيجة (2): إن تيار الوفاء ليس في وارد نفي ولاية الفقيه في تشخيص المصلحة، بل التيار يمتثل بكل رضا وسرور طاعة لله تعالى توجيهات المرجعية، وملتزم عملياً بمقتضيات الإلزام المبني على نظرية ولاية الفقيه، وفقاً لتحقق الحالة الثانوية، والتي لم تحصل لحد الآن على أرض الواقع.

وإن تيار الوفاء الإسلامي ليؤكد بأن لا مخالفة شرعية في العبارة المذكورة التي وردت في الرؤية حول الانتخابات، بل هي تعبير عن الطرح الذي جرى على اللسان المبارك لسماحة آية الله العظمى السيد السيستاني (أيده الله تعالى) وغيره من المراجع العظام، حيث أكد سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني (أيده الله تعالى) بأنه يحترم أنظار المشاركين والمقاطعين في البحرين، وأنه يقف على مسافة واحدة من المشاركين والمقاطعين ويحوطهم جميعاً بأبوته الروحية والمعنوية، وهذا نقل دقيق وأمين وموثق لما قاله سماحته، ومن يشك في سلامة هذا النقل أو في دقته فإن الوسيلة متاحة له للتأكد من ذلك بدلاً من ارتكاب البعض لإثم تكذيب المؤمنين أو التشكيك في سلامة فهمهم أو نقلهم ونحوه، هذا وقد استخدم مكتب سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني (أيده الله تعالى) العبارة في أدبيات أخرى صادرة عنه وتتحدث باسم المرجع الكبير (أيده الله) فهي عبارة تدل على قناعة المرجعية ووظيفتها الشرعية، وهذا يكفينا لاعتماد سلامة العبارة من الناحية الشرعية، وأنها لا تكشف عن غياب الرؤية الفقهية السليمة، أو سوء الفهم، أو غياب معايير الدين، أو تحكم هوى النفس ونحوه. وقد كتب الإمام الخميني العظيم (ق): «وواضح أنه لو كان اختلاف بين الأفراد والأجنحة المرتبطين بالثورة فهو سياسي حتى لو أضفي عليه ظاهر عقائدي، فهم مشتركون في الأصول والمبادئ، وهذا هو سبب تأييدي لهم. إنهم أوفياء للإسلام والقرآن والثورة، وقلوبهم تتحرق إخلاصاً للبلد والشعب، ولكل منهم ـ فيما يتعلق بتقدم الإسلام وخدمة المسلمين ـ مشروع وآراء يعتقد أن بها يكون النجاح»[1].

ثم عدّدَ ما يتفقون عليه من الأهداف، وتساءل: إذن فعلى ما يختلفون؟! وأجاب: «الاختلاف ناشئ من أن كلا منهما يعتقد أن منهجه هو الذي يؤدي إلى تحقيق كل هذه الأهداف»[2] ثم وجه نصحه لهم جميعاً وبين لهم الثوابت التي عليهم أن يتمسكوا بها، وقال: «اللهم فاشهد أنت؛ أنني قد قلت ما كان يجب أن أقوله لكلا التيارين، والآن كلاهما يعرفان ما يجب»[3] فهذا هو نهج القيادة الحكيم الذي يجمع ولا يفرق، يبين التكليف ويحتضن جميع المؤمنين.

وإن تيار الوفاء الإسلامي ليؤكد بأن استخدام العبارة منه كان مدروساً ومقصوداً من أجل:

تعزيز وضع المرجعية في موقعها القيادي الواسع الذي يحتضن كل الأمة، وحمايته من التقزيم الذي يجعل المرجعية على مقاسات الأحزاب وبحجمها.

جعل المرجعية في مقام الموجه الحقيقي والفعلي لكل المؤمنين والملجأ الذي يلوذون به جميعاً ويرجعون إليها لحل خلافاتهم، لتكون الحبل الذي يعتصمون به في وحدتهم، بدلاً من أن تكون محسوبة على طرف دون آخر وتكون طرفاً في الاختلافات بينهم، مما يلغي مرجعيتها وأبوتها للجميع، ويرسخ الانقسام والتشرذم بين المؤمنين ويعقد أوضاعهم.

وعلى الصعيد المحلي فإن تيار الوفاء الإسلامي يطلق الدعوة للتواصل بين المؤمنين والتشاور المنفتح بينهم والسعي لاعتماد صيغة قيادية مشتركة تقرها المرجعيات الدينية العليا من شأنها أن تساعد على توحيد الصف، وتنضيج الرؤى الفقهية البصيرة، والفهم الموضوعي الرشيد للواقع، وتقليص المشكلات والسلبيات في واقع المؤمنين العاملين على الساحة ـ وهذا ما يحكم به العقل ويقره الدين الحنيف وجرت عليه سيرة الفقهاء والمراجع العظام، ويتطلع تيار الوفاء إلى حل جذري للوضع الخاطئ، ينهي المشكلة من أصلها بمعالجة واقعية لأسبابها، وإلى وجود عالم دين يُجمع عليه المؤمنون ليكون الحبل الذي يرتبطون به جميعاً، ويكون المظلة الواقية لهم، ويحسم الخلافات بينهم بالحكمة والعدل، ويقود الساحة بكل تفاصيلها ومكوناتها، ولا يتحفظ تيار الوفاء ـ من حيث المبدأ ـ على أحد من العلماء المرموقين للقيام بهذا الدور القيادي مادامت تتوفر فيه مقومات وشروط النجاح، ويرفض القبول بالوضع الخاطئ المضر بالدين وبمصالح المجتمع وإلزام الآخرين به.

ويرى تيار الوفاء الإسلامي بأن لا وجه شرعي في سعي بعض المؤمنين لفرض القناعات الشخصية في تشخيص الموضوعات لبعض العلماء أو باسمهم على الآخرين المختلفين معهم في التشخيص، ويرى فيه أنه:

مخالفة لميزان الحكمة والمصلحة العامة، وسبباً لتفريق كلمة المؤمنين وتمزيق صفوفهم وتوليد المشاكل بينهم وخلق فراغات في الساحة وإلحاق الضرر بمصالح المواطنين الحيوية.

مخالفة لمنهج الرسول الأعظم الأكرم (ص) الذي كان يكثر من القول لأصحابه أشيروا علي، وكان ينزل على آرائهم التي كانت تختلف في بعضها عن رأيه الخاص، كما حدث في معركة أحد، حيث اختلف المسلمون بين الخروج لمقاتلة العدو في العراء وبين استدراجه إلى أزقة المدينة ليقاتله الرجال في الأزقة والنساء من فوق سطوح المنازل، وكان الرسول الأعظم الأكرم (ص) يميل إلى الرأي الثاني (استدراج العدو إلى أزقة المدينة) غير أن الأكثرية ـ ومنهم الشباب ـ كانوا مع الرأي الأول (الخروج لمقاتلة العدو في العراء) فنزل الرسول الأعظم الأكرم (ص) على رأي الأكثرية من أصحابه (رضوان الله عليهم) رغم أن المسألة ليست مسألة عادية، فالمسألة فيها دماء، ونتائج المعركة لها تأثير مباشر كبير على الوضع العام للرسالة وحاضر الأمة ومستقبلها، ودخل بيته وخرج منه لابساً عدته متهيئاً للقتال، فشعر القوم أنهم استكرهوا الرسول الأعظم الأكرم (ص) على رأيهم، فأظهروا له الرغبة في النزول على رأيه، فقال: «ما ينبغي لنبي لبس لامته أن يضعها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه» وعلى هذا المنوال جرت سيرته الطاهرة وسيرة أهل بيته (ع) رغم عصمتهم وما يمتلكونه من الولاية المطلقة على المؤمنين ليعطوا الدرس في المنهج الذي تكون العلاقة بين القائد والأمة.

مخالفة لما جرت عليه سيرة الفقهاء العظام، مثل: الإمام الخميني (ق) وآية الله العظمى السيد السيستاني (أيده الله تعالى) وغيرهم.

وإن تيار الوفاء الإسلامي ليصر على المضي قدماً على هذا المنهج الوضاء الذي جرت عليه السيرة الطاهرة للرسول الأعظم الأكرم (ص) وأهل بيته الطيبين الطاهرين (ع) والمراجع العظام، وسوف يدافع عنه بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن ـ وبدون توقف ـ متحلياً بالصبر والثبات والنفس الطويل قربة لله تعالى حتى يصل إلى تحقيقه على أرض الواقع لما يرى فيه من الصواب والخير والصلاح للدين والمجتمع. ويؤكد تيار الوفاء الإسلامي ما أطلقه في بيان الانطلاق بشأن العلاقة بالرموز العلمائية في داخل البحرين، ما نصه: «وإننا لنحفظ بصدق وإخلاص مكانة الرموز العلمائية الكبيرة، وسوف نعمل على التواصل معهم، ونثمن دعمهم ومساندتهم لهذا التحرك وتسديده بالنصح والإرشاد، وأن يكونوا معنا ومع غيرنا على بعد واحد» مع تأكيدنا على أن تعاطينا مع المرجعيات الدينية العليا التي تمثل حجة دينية علينا يختلف عن تعاطينا مع سائر العلماء الذين ليس لهم تلك الحجة على المؤمنين إلا بمقدار صحيح ما ينقلونه عن الفقهاء وما يفوضهم فيه المراجع العظام من صلاحيات ملزمة، ونحفظ المقامات الواقعية لأصحابها، ولا نسمح لأنفسنا ولا نقبل من غيرنا بأن يُبخس أحداً حقه، وسوف نبقى نسعى بصدق وإخلاص لتوحيد الكلمة ورص الصفوف على أسس واقعية صحيحة، ولا نقبل أن يفرض علينا أحد الأوضاع الخاطئة أو القناعات الشرعية لغير مراجع الدين العظام، وأننا لنحترم كل الاحترام اختيارات كافة المؤمنين لمرجعياتهم الدينية والسياسية ومناهج عملهم، ونحمل عملهم على الصحة ـ بحسب القواعد الشرعية ـ ولا نسعى لفرض قناعاتنا الشرعية والسياسية والعملية على أحد من المؤمنين أو على غيرهم من المواطنين. والحمد لله رب العالمين.

صادر عن: تيار الوفاء الإسلامي

في صباح يوم الاثنين

بتاريخ: 11  جمادى الأولى  1431هـ

الموافق: 26  أبريل ـ نيسان  2010م


  • [1]. كتاب ريادة الفقه الإسلامي ومتطلبات العصر، الإمام الخميني، صفحة 87
  • [2]. نفس المصدر السابق، صفحة 88
  • [3]. نفس المصدر السابق، صفحة 89-90

المصدر
كتاب تيار الوفاء الإسلامي .. المنهج الرؤية الطموح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟