مواضيع

الاعتبارات الخارجية في تقييم المقاومة المشروعة

يدور الإشكال لدى البعض حول التداعيات السياسية والإعلامية الدولية فيما إذا تم استخدام بعض أساليب المقاومة المفتوحة في الساحة، ويرى تيار الوفاء الإسلامي أن السلمية المطلقة بحد ذاتها قد فشلت في كسب التعاطف السياسي والتغطية الإعلامية الدولية لمجريات الثورة، وأن الاستخدام الحكيم والتكتيكي للمقاومة في الدفاع عن النفس وضمن الضوابط المذكورة في هذه الرؤية من شأنه أن يعيد الحسابات الدولية ويوجهها للداخل في البحرين، كذلك من الملاحظ أن الساحات التي شهدت عنفاً مطلقاً من قبل الشعب أو المجموعات المسلحة كما في ليبيا أو سوريا لم تعانِ من إشكالية النظرة الدولية للعنف، بل إن الدوائر السياسية والإعلامية الدولية قد أيدت الحراك المسلح والعنيف في هذه الدول، مما يجعلنا نستنتج أن المحذورات في البعد الدولي يجب أن تحتل مرتبة متأخرة في سلّم الاعتبارات، وأن الاعتبارات الشرعية والسياسية والميدانية الموضوعية هي التي يجب أن تحدد متى وأين وكيف يتم استخدام المقاومة كأداة من أدوات الصراع، جنباً إلى جنب مع الوسائل السياسية والميدانية والإعلامية والحقوقية، وغيرها.

وقد بيّنت التجارب التاريخية والأحداث المصيرية جدوى الخيار المقاوم في تغيير الأنظمة وطرد المحتل مثل الثورة الكوبية 1953-1959م والثورة الفيتنامية 1946-1975م، ومن حركات الكفاح المسلح المعاصرة المقاومة الإسلامية في لبنان «حزب الله» التي انطلقت عام 1982م، وتستمر ليومنا هذا[1].


  • [1]. ولم يخلُ عالم السياسة من مفهوم المقاومة، ولم يُنبذ في أوساط الأحزاب والحركات السياسية بل كان ولا زال حقاً أصيلاً وخياراً استراتيجياً لجأت له بعض تلك الحركات من مثل حركة المؤتمر الوطني الأفريقي، حيث أسس نيلسون مانديلا مع غيره تنظيم رمح الأمّة «أومكهونتو ويه سيزويه MK» سنة 1961م بعد تحذيرات للحكومة بضرورة أن تتخذ خطوات نحو الإصلاح الدستوري والتي قوبلت بالرفض، ليكون هذا التنظيم الجناح المسلّح لحركة المؤتمر الوطني الأفريقي عقب مذبحة شاربفيل التي وقعت في إقليم ترانسفال، والتي ولّدت قناعة لدى عموم المعارضة في جنوب إفريقيا بأن المؤتمر لا يمكن له أن يستمر في العمل السلمي وحده، فتأسست حركة رمح الأمة بهدف محاربة حكومة الفصل العنصري.

المصدر
كتاب تيار الوفاء الإسلامي .. المنهج الرؤية الطموح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟