بأي ذنب قتلت؟!
لماذا تم قتله ؟ ما الذي كان الشهيد يروج له ؟ ما الذي كان يفعله ؟ الشهيد كان يملك مكتبة تستورد و أحياناً تنشر و توزع و تبيع شتى أنواع الكتب في مجالاتٍ عدة، حتى المجال الأكاديمي، و نتذكر جميعاً بأن الشهيد كان لفترةٍ من الزمن هو المسؤول عن تزويد جامعة البحرين بالكتب الدراسية ضمن اتفاقٍ مع الجامعة، و هذا شيءٌ معروفٌ لدى الجميع، فكان يهتم بالكتب الأكاديمية العلمية و يصر على استيراد كتب دينية تنشر الفكر الإسلامي الأصيل و هذه نقطة مهمة جداً، أيضاً كانت هناك كتب دينية تقليدية و هذا عمل جيد للمجتمع، ولا ننسى بأن الشهيد كان يملك مؤسسةً ثقافية و في نفس الوقت تجارية فبيعه و نشره لبعض الكتب كان لاكتساب بعضاً من المال لإدارة شؤون حياته طبعاً، و لم يكن يتعدى حدود الشرع فيما كان يبيعه و ينشره، و أنا كإنسانٍ تعاملت معه أشهد بهذا و أنا مسؤولٌ أمام الله ..
كان الشهيد يستورد و ينشر و يبيع كتب الإمام الخميني رضوان الله عليه و مؤلفات السيد القائد حفظه الله و الشهيد مطهري و الشهيد دستغيب و الكتب التي تروج لفكر ” المقاومة ” خاصةً الكتب التي أُلفت بعد انتصار تموز ..
كل هذه الكتب كانت موجودة في مكتبة الشهيد التي تبث روح الصبر و الثبات و المقاومة و الصمود في الشباب، و هذا شيءٌ لا يتحمله نظامٌ مرتبطٌ بالاستكبار الصهيونية ..
الشهيد كان يطبع كتيبات الأدعية الخاصة مثل شهر رجب و شعبان و رمضان و دعاء الندبة و كميل و غيرها من الأدعية، و يبيعها بأسعارٍ تكاد تكون رمزية على الحسينيات و المساجد لكي يساعد على الترويج لفكرة الشحن المعنوي لأبناء المجتمع، فنحن في مواجهتنا للبلايا و المصائب التي تحل بنا نحتاج إلى المعنويات التي لا يمكننا الحصول عليها إلا من خلال أدعية أهل البيت و فوقها القرآن و التمسك به و الالتزام بأحكامه، فهذه الوسائل هي التي تشحن معنوياتنا لمواجهة هذه المصائب التي تحل بنا و أكبر مصيبةٍ حلت بنا في البحرين هو مصيبة هذا النظام الفاسد.
أوقاتٍ كثيرة كان يضع تخفيضاتٍ على الكتب التي كان الناس يريدون كميات منها تصل إلى 70% لكي يتم توزيعها، و ينشر الفكر الإسلامي الأصيل.
هل عرفتم الآن لماذا قتلوا الشهيد ؟
يبدو لي بأن الإجابة واضحة و لاتحتاج للمزيد من التوضيح.
أتذكر عندما استشهد أحد خواص الإمام الخميني سلام الله عليه بعد انتصار الثورة و هو الحاج مهدي عراقي و ابنه إحسان عراقي، في نعيه قال الأمام : ” إنّ الحياة التي عاشها الشهيد عراقي كان يجب أن تختم بالشهادة فأي شيءٍ أقل من الشهادة دون شأنه “.
أنا العبد الحقير العاصي الراجي لرحمة ربه أقول بأن الشهيد فخراوي عاش حياةً كان يجب أن تتوج بالشهادة، فهنيئاً له الشهادة و تحقق الآية الكريمة ( من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه )([1]).
نسأل الله سبحانه و تعالى كما منّ على الشهيد بالشهادة التي كان يستحقها أن نستحق نيل الجزء الآخر و هو ( و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلاً )([2]).
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.