الخصوصیات المعنویة والأخلاقیة للشهيد الحاج عبدالكریم
بقلم محمد حسن رحيميان، ممثّل الوليّ الفقیه في مؤسسة الشهید وشؤون المضحّین و مسؤول مسجد جمكران
بسم الله الرحمن الرحیم
( من المومنین رجال صدقوا ما عاهدوا الله علیه فمنهم من قضی نحبه و منهم من ینتظر و ما بدلوا تبدیلاً )([1])
إنّ معرفة مقام الشهید خارجة عن دائرة إحاطة وشعور ومعرفة الغارقین في عالم الطبیعة وإنّ الوحي الالهي هو المنبع الوحید الذي نقتبس منه أثراً من هذا المقام حیث یقول ( ولا تقولوا لمن یقتل فی سبیل الله أموات بل احیاء ولكن لا تشعرون )([2])
لا تستخدموا كلمة ” أموات ” علی الشهداء فهم أحیاء ولكن أنتم لا تدركون .. في الآیة السالفة الذكر نهانا الله عن استخدام كلمة أموات بحق الشهداء وفي آیة اخرى ینهانا عن مجرد التفكیر والتصوّر بأن الشهداء أموات .. ( ولا تحسبنّ الذین قتلوا فی سبیل الله امواتا بل احیاء عند ربّهم یرزقون )([3])
یختار الله الجواد الكریم الشهداء من بین عباده الصالحین ذوي الجدارة لینالوا مفخرة مقام القرب الالهي والرزق الخاص، والشهید المبجّل الحاج عبدالكریم فخراوي هو من الذین استحقّوا هذا المقام فقد عاش بعزة وكرامة وقضی شهیداً یفخر به الأهل والأمة وهو أسوة للمجاهدین.
إنّ الخصوصیات المعنویة والأخلاقیة للحاج عبدالكریم جعل منه انساناً رفیع الشأن، یشعّ من وجهه نور الإیمان ویعرف عنه التقوى والتدیّن في قوله وفعله مع الصدیق والعدو والأهل والأصدقاء والفقراء والأیتام.