مواضيع

تعذیب الشهید بحسب ملف الدعوى

منذ نقل الشهید عبد الكریم إلی إحدى الزنزانات في سجن الحوض الجاف، بقي معصب الأعین، ویدیه مقیدة بالقیود الحدیدیة إلی خلف ظهره، كما هو شأن جمیع الذین كانوا في السجن لأسباب سیاسیة تتصل بالأحداث التي جرت في فبرایر ومارس 2011م،  إذ كان المعتقلون یجبرون علی النوم وهم بهذه الحالة، وقد كانوا یتعرضون لوجبات من الضرب، ویجبرون علی الوقوف معظم ساعات الیوم في مكانهم، ویتعرضون للضرب بمجرد الجلوس، ویمنعون من الكلام مع بعضهم في الزنزانة، ویتعرض المعتقل للضرب بمجرد سماعه یتحدث مع المعتقل الآخر، وكان برنامج الضرب والشتم مستمر طوال الیوم.

بعد فترة قصیرة من خضوع الشهید لهذا التعذیب الوحشي والمعاملة القاسیة والمهینة، بدء یظهر علیه أثر الانهیار.

و منها ما سرد علی لسان احد زملاء الشهيد في الزنزانة وهي تبین وقائع تعذیبه حتی الموت، فیقول .. ( سمعته یتأوّه من الألم .. یطلب الشرطي منه الوقوف .. یرد علیه «ما اقدر .. فيّ ألمٌ شدید» .. فیشتم ویضرب لیقف علی رجلیه .. یزید الألم من الضرب .. یتأوّه بصوت أعلی من قبل، ویطلب منهم عدم ضربه، ویحاول الوقوف ویكرر أن الألم شدید .. بعد فترة قصیرة یتوقف الضرب ویبقی الشتم والسب فیتحدث الشهید إلی الشرطة ویطلب الماء .. الحاج عبد الكریم تُرِك في الممر، ومن زنزانتي أستطیع سماع صوته بكل وضوح .. تتكرر عملیة الضرب بواسطة أفراد من الشرطة مع استخدام ألفاظ نابیة وغیر أخلاقیة طوال الیوم، وكأن هناك تعلیمات بضربه وإهانته .. في الیوم الثاني سمعت أحد أفراد الشرطة یقول لزمیله أن هذا ابن الـ … لا یعترف ویستاهل كل هذه الضرب ).

المصدر
كتاب فخر الشهداء - الشهيد عبدالكريم فخراوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟