مواضيع

حدث الاستشهاد على لسان السيد مرتضى السندي

ساحة الحرية 3 مارس 2012م

في تاريخ 23 مارس 2011م تم اعتقالي واقتيادي إلى مبنى وزارة الداخلية، وفي سرداب جهاز الأمن الوطني تم تعذيبنا والتنكيل بنا بأشد أنواع التعذيب كالصعق الكهربائي والتعليق والضرب، وإجبارنا على الوقوف لمدة أيام، وكان هذا حال جميع المعتقلين في السرداب، فإما أن يرفع صوته بالصراخ أو يسمع صراخات المعتقلين الآخرين وهم يأنون بجراحاتهم، وفي أحد الأيام بينما كنت واقفاً مصمد العينين ومكبل اليدين من الخلف، ولا أرى إلا قدمي وأقدام من يمرون بالقرب مني، كنت أسمع صراخ معتقل في غرفة التعذيب، لكنني لم أكن أعلم من هو، وفجأة توقف صراخ المعتقل وبدأ صراخ الجلادين، وخرج أحدهم ونادى بقية الجلاوزة، وطلب منهم المساعدة، وسمعتهم يصرخون ويقولون ” قوم أوقف قوم أوقف لا تمثل علينا “، وكانوا يضربونه ليقوم، وبعد دقائق رأيت من تحت الصماد بأن شخصين بحرينيين وشخص باكستاني يسحبون جثة ضخمة نوعاً ما، وبدأوا بضرب المعتقل مرة أخرى اعتقاداً بأنه يُمثل، فاشتغلوا عليه بالهوز والركل ويشتمونه وكانوا يستخدون بعض الكلمات الفارسية على أساس أنه عجمي ويقولون ” بلند شو بلند شو” ” يعني قُم “، لكنه لم يكن يرد عليهم، وحتى لم يستطيع أن يأن من كثرة التعذيب الذي يصيبه، واستمروا بضربه  15 دقيقة تقريباً، وهو لم يستطيع أن يأن أو يتكلم ليدافع عن نفسه، وبعد ربع ساعة أتوا لنا وأدخلونا في زنزانات السرداب، وسحبوه مرة أخرى إلى حمامات السباحة وشغلوا عليه الماء، وهكذا كانوا يعاملوننا، فبعد التعب الجسدي من التعذيب كانوا يذهبون بنا إلى حمامات السباحة ويشغلّون الماء علينا، وبعد فترة من دخولي الزنزانة في السرداب كنت أسمع صوت ضعيف، ولم أكن أفهم ماذا يجري، بعد فترة هدأ المكان فعرفنا بأنه تم إخراج جثة الشهيد، وفي الليل تم استدعائي إلى غرفة التحقيق، فقال المحقق الأردني قال لي بأن ” اليوم قتلنا شخصاً وليس لدينا أي مشكلة بأن نقتل أكثر من شخص “، وكان يهددني بالقتل، ويقول : ” نحن في فترة السلامة الوطنية وكل شيء مسموح لنا ونستطيع أن نبيدكم كلكم “، وبعد شهر أثناء وجودي في سجن الحوض الجاف تم اعتقال أحد الأخوة وجلبوه لنا في السجن، وأخبرنا بأن عبدالكريم فخراوي استشهد خلال التعذيب، وأنا احتملت بأن الذي رأيته هو عبدالكريم فخراوي، ومع الأيام تم فتح الزنازين لنا، وقمت بالتحدث مع الأخوة وعرفت بعدها بأن الشخص الذي كانوا يجرونه هو الشهيد عبدالكريم فخراوي، وبعدها عندما قرأت تقرير بسيوني تيقنت بأنه كان الشهيد عبدالكريم فخراوي.

المصدر
كتاب فخر الشهداء - الشهيد عبدالكريم فخراوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟