مواضيع

أساليب التعذيب في أحداث سجن جو

     لقد مارست قوات وزارة الداخلية الخليفية شتى أنواع التعذيب بحق كافة النزلاء في جميع مباني سجن جو، ولم تستثن بعض المنتمين للجنسيات الأجنبية، ومن السجناء السياسيين والجنائيين.

     وفقا للإفادات المنشورة في هذا الإصدار، فقد بدأ سير الأحداث مع مداهمة المباني بأعداد كبيرة من قوات “مكافحة” الشغب، التي انتشرت في العنابر كافة على شكل صفين، وأخرجوا النزلاء من الغرف باتجاه الساحة الخارجية، وخلال هذه المسافة التي تبلغ قرابة المائة متر؛ باشرت القوات بضرب النزلاء باستعمال الهراوات والآلات الحديدية، مع الركل بالأحذية، ما تسبب في إيقاع إصابات بليغة وفي مواقع متفرقة من الجسم، وتراوحت بين الخطيرة والمتوسطة، وبينها كسور في الرأس والأنف والأيدي والأرجل والعين وفي الأعضاء التناسلية، وتعرض عدد منهم للإغماء.

     واستعملت القوات خلال ذلك الرصاص الإنشطاري المحرم دوليا (الشوزن) وكذلك الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع، إضافة إلى القنابل الصوتية، علما بأن كافة المباني كانت عنابرها مغلقة، ما أدى إلى اختناقات عديدة في صفوف النزلاء.

    في الساحة الخارجية امتلأ المكان بالسجناء الذين قيدت أيديهم من الخلف بقيد بلاستيكي ضاغط على المعصمين، وكان السجناء على الأسفلت، واستمر هذا الوضع لمدة ٤ أيام في ظل حرارة الشمس، ودون طعام أو ماء، وكانوا ممنوعين من النوم. وتوكد الإفادات بأن القوات أجبرت النزلاء على التبول على أنفسهم، حيث تم حرمانهم من الذهاب إلى الحمام.

     تفيد الإفادات والتقارير الحقوقية بأن ما يقارب ٢٠٠٠ معتقل تم وضعهم في خيام لمدة ٣ أشهر، وهم يتعرضون لأقسى أنواع التعذيب الممنهج. وأفاد السجناء بأن أمراضا جلدية بدأت تنتشر بينهم جراء الظروف غير الصحية التي فرضت عليهم.

     تحول سجن جو إلى معكسر “نازي” بامتياز. في المدة الزمنية التي كان السجناء محتجزين في الخيام، إضافة إلى أولئك الذين حوصروا داخل المباني؛ تم تطبيق نظام عقابي شامل، وتم حرمان السجناء من أبسط الحقوق “الآدمية”، مثل النوم واستعمال الحمام، كما تم منع الاتصال بالأهالي والزيارة العائلية.

     الإفادات تكشف أن نظام العقاب المتبع كان المراد منه إنزال أقصى درجات الإذلال والبطش وكسر المعنويات، كما يشي برغبة عارمة في “الانتقام” من السجناء أنفسهم الذين أبدوا -ـ من داخل القضبان -ـ عزيمة لافتة وتصميما على موقفهم المؤيد لقضايا الشعب، وبرز في هذا السياق سجناء محكومون أعطوا دروسا مؤثرة في الإرادة والبصيرة وقوة التحدي، ومن بين هؤلاء المحكوم بالإعدام عباس السميع الذي ظهر في شريط فيديو من داخل الزنزانة وهو يرد على الاتهام الموجه ضده ويقدم رسالة صوتية مفتوحة إلى شعب البحرين والشعب الإماراتي، وهي الرسالة التي أحدثت تفاعلا كبيرا خارج السجن، كما أنها شكلت تحديا للسلطة الفعلية المتمثلة في “مؤسسة السجان”، وهو ما نقف عنده في محطة خاصة من هذا الإصدار لما لذلك من صلة وثيقة بالانتفاضة التي اندلعت داخل سجن جو في مارس ٢٠١٥م.

     ووفقا للإفادات المنشورة في هذا الإصدار، يمكن استخلاص أبرز وسائل وأساليب التعذيب في القائمة التالية:

• حرمان المعتقلين من النوم.

• حرمان المعتقلين من الذهاب إلى الحمام والسباحة.

• حرمان المعتقلين من الصلاة.

• توقيف المعتقلين لساعات طويلة وربما تصل لأيام.

• إهانة المعتقدات الدينية وسب علماء الدين والمراج والرموز.

• إجبار المعتقلين على تقليد أصوات الحيوانات وحركاتهم.

• إجبار المعتقلين على التلفظ بشعارات بذيئة.

• إجبار المعتقلين على الرقص والغناء.

• إجبار المعتقلين على ممارسة التمارين العسكرية.

• وضع المعتقلين في حاويات القمامة.

• التعذيب الجسدي (الضرب بالهروات، الآلات الحديدية، الأسلاك الكهربائية وغيرها من أساليب التعذيب).

• إغراق المعتقلين بالماء البارد.

• التحرش الجنسي.

• وضع وجوه المعتقلين في (المراحيض)

• حرمان المعتقلين من الإتصال بأهاليهم.

• الحرمان من الزيارة لمدة 3 أشهر.

• عدم السماح للمعتقلين بممارسة الشعائر الدينية.

• إجبار المعتقلين على الركض.

• إجبار المعتقلين على التذلل وتقبيل احذية الشرطة والضباط.

• قمع المعتقلين بالغازات المسيلة للدموع، رصاص الشوزن، القنابل الصوتية وغيرها.

• إجبار المعتقلين على ضرب بعضهم.

• حرمان المعتقلين من الأكل و الشرب بالأيام.

• حلاقة المعتقلين بطريقة مهينة.

• الصعق الكهربائي.

• الزحف على البطون.

• تجريد المعتقلين من ملابسهم.

• إطفاء السجائر في جسم المعتقلين.

• حرمان المعتقلين من العلاج.

• سرقة أغراض المعتقلين من ملابس وأغراض خاصة.

المصدر
كتاب زفرات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟