إفادة ناصر سعيد السباع
مبنى ١٠.. وكر التعذيب
العمر: ٢٣ عاما
الحكم: ١٥ سنة
بتاريخ العاشر من مارس ٢٠١٥م؛ اعتدت علينا قوات الشغب بالضرب، وكنت متواجدا في عنبري، وتم تقييدي من الخلف، وإخراجنا من داخل مبنى رقم ٤ إلى “الفنس” الخارجي للمبنى. وتبعا لقائمة أسماء موجودة مسبقا، تم استدعائي مع مجموعة من الأشخاص وإخراجنا من المبنى مقيدين من الخلف بشريط بلاستيكي (سير كليب). وبعد ضربنا بشكل عشوائي وبقسوة شديدة ومن غير معرفة بالأسباب؛ تم اقتيادنا في المساء إلى مبنى آخر، عرفنا لاحقا أنه مبنى ١٠، وهو معروف بمبنى التعذيب.
منذ التاريخ المذكور، ولأكثر من يومين، لم يتم توفير أي وجبة طعام لنا، وتم إدخالنا في غرف لا توجد فيها مراقد أو فرش، وليس لدينا غير الملابس التي كنا نرتديها، كما لم يتم السماح لنا بالنوم.
بتاريخ ١١ مارس ٢٠١٥م، تم إخراجنا من الغرفة من الساعة ٢ ظهرا وحتى الساعة ١١ مساء، وتم الاعتداء علينا من قبل قوات الشغب، وشرطة المناوبة، وبحضور ضباط الإدارة، وعلى رأسهم الرائد حسن جاسم، وقاموا بتعريضنا لوجبات تعذيب متنوعة، بين الضرب بالهراوات والأنابيب البلاستيكية والركل بالأرجل على كل أجزاء الجسم، مع التركيز على الرأس والمفاصل والظهر والأماكن الحساسة، مع سكب الماء البارد على ملابسنا، والزحف على الأرض، وتوجيه الإهانات اللفظية البذيئة. وكانوا يأمرونا بأن ننادي أنفسنا بالأرانب. واستمرت هذه الحال حتى الساعة ١١ مساء، حتى سقط الكثيرون من شدة الألم والإعياء، وكنت بينهم. وكان صراخنا يصل إلى المباني المجاورة.
هذا، وتم منعنا من الاتصال بالأهل خلال الأسابيع الأولى من تواجدنا بمبنى ١٠، مما سبب قلقا شديدا لدينا ولدى أهالينا. ولم يتم السماح لنا إلا بعد مجيء الصليب الأحمر. وكانوا يسمحون باتصال واحد في الأسبوع لاحقا، ولمدة دقيقة أو دقيقتين، وكنا نتعرض في كل مرة، وبعد الاتصال، للضرب والإهانات من قبل مسؤولي المناوبات، ومسؤولي الاتصال، وبالخصوص الشرطة محمد سليمان (باكستاني الجنسية)، خالد (أردني)، بلال (أردني)، الوكيل تيسير (أردني)، محمد محسن (باكستاني)، وصالح الجهني (يمني).
لا حمام.. ولا نوم
وقد تم منعنا من الذهاب إلى الحمام، والاقتصار على مرتين في اليوم، وعلى ألا تتعدى مدة الحمام الدقيقة الواحدة فقط. ويتم ضربنا في حال تأخرنا لأكثر من ذلك، ما سبب لنا مشاكل صحية في المسالك البولية، وما زلنا نعاني منها. وكان ذلك يجري خاصة في مناوبة الوكيل محمد زكريا.
وطيلة الأشهر الثلاثة الأولى؛ كان يتم إيقافنا لمدة طويلة تمتد لأيام أحيانا. ويتم منعنا من النوم، كما تتم معاقبة المخالف بالضرب المبرح، والتبليل بالماء البارد. وقد أدى ذلك إلى تأثير على مفاصلنا والظهر، اضطرابات نفسية.
في الفترة نفسها، كانت تتم مداهمة زنازيننا ليليا، حيث تأتي مجموعة من الشرطة وتقوم بانتقاء مجموعة من النزلاء لاقتيادهم إلى مكان مجهول والاعتداء عليهم بالضرب المبرح، ومن غير سبب. وأغلب من يأتون هم من أصول يمنية، المعروف من بينهم هم: مروان، رضوان، عبد القوي، محمد صديق، سيف الدين.
وعلى خلفية الأحداث التي حصلت في المبنى بتاريخ ١٠ مارس ٢٠١٥م، طلبوني للتحقيق في نهاية شهر مارس في الإدارة، وكان من بين المحققين معي الملازم عيسى الياسي، والملازم أحمد فردان، والكاتب الإدارة أحمد. وقاموا بالإعتداء علي بالضرب على الخصيتين واللكمات على الوجه والضرب بالقيد على المفاصل، وذلك لإجباري على الاعتراف بفعل أمور لم أقم بها.