إفادة علي حسين أحمد حاجي
وقائع ١٠ مارس
الرقم الشخصي: 830404570
أذكر في هذا الشهادة ما تعرّضت له في مركز الإصلاح والتأهيل نتيجة التعذيب والإنتهاك الممنهج، حيث أذكره بالتفصيل التالي:
ـ الواقعة الأولى: داهمت السجن القوات التابعة ل”سافرة” بقيادة النقيب سلطان والملازم علي البنعلي ومجموعة من قوات الشغب والكومندوز والشرطة التابعة لمركز الإصلاح والتأهيل بقيادة العقيد ناصر بخيت والرائد حسن جاسم والعميد خليفة بن أحمد الشاعر وعدد من ضباط سجن جو، وهم كل من عبد الله عيسى وعيسى الجودر ومحمد عبد الحميد والنقيب بسام الحفطي والملازم عيسى إلياس والملازم معاذ والملازم أحمد خليل التابع لمركز الرفاع مع مجموعة من الضباط من أصول أردنية، وقد حدث التالي:-
عند دخولهم أخرجوا كافة المعتقلين من زنازينهم عبر الممرات التابعة للعنابر، وقد افترشت القوات طابورين حيث انهالوا على المعتقلين بالضرب بالهروات وبكل الوسائل المتاحة، مثل الأسلاك الكهربائية والآلات الحديدية والركل بالأرجل، وكنت من بين هؤلاء المعتقلين الذين نالوا “وجبات” التعذيب الأكثر “دسومة”، حيث أصابتني عدة إصابات فوق الرأس والأرجل والظهر، بالإضافة إلى قيام أحد الضباط الأردنيين بصفعي على وجهي أثناء قيامهم بعملية العد. وكان هذا كله في اليوم العاشر من شهر مارس العام ٢٠١٥م، وكان ذلك في مبنى رقم ٤ تحديدا.
ـ الواقعة الثانية: في اليوم الحادي عشر من مارس ٢٠١٥م، وتحديدا في مبنى رقم ١٠، كانت هناك حفلة تعذيبية ممنهجة سميت ” بحفلة الأرنب”، وبدأت عند الساعة الثالثة والنصف ولغاية منتصف الليل، وهي بإشراف كل من: الرائد حسن جاسم، العقيد ناصر بخيت، النقيب بسام الحنطي، النقيب سلطان التابع لقوات سافرة، الملازم عيسى الجودر، الملازم عبد الله عيسى، الملازم محمد عبد الحميد، الملازم عيسى إلياسي، الملازم أحمد خليل التابع لمركز الرفاع. إضافة إلى وكلاء من أصول أردنية وهم: الوكيل سليم، الوكيل محمد حسني زكريا عابد، الوكيل تيسير، الوكيل زهير، الوكيل أبو راشد. وكذلك رؤساء العرفاء، وهم: بلال الحمايدة، سامر الجبوري، خالد المستريحي، شاكر. إضافة إلى شرطة آخرين، ومنهم: محمد سليمان، محمد محسن، صلاح، محمد جمال عبد الكريم، إحسان، فضيل التابع للعيادة، رضوان، سلمان، محمد خلافي، حسن الديري، أحمد الكاتب، منهل، فارس، مروان.. وغيرهم.
وفي هذه الحفلة، تم إخراجي من الزنزانة حيث أمروا بحلقي، لكن أحد أفراد القوات قام بأخذي وأجبرني على الزحف على بطني من بداية مدخل مبنى ١٠ ولغاية الحمامات، مع الإعتداء على كامل جسمي بالضرب بالهراوات والركل، وعند الوصول إلى نهاية المسافة أمروني بمقابلة الجدار، حيث قام بضربي أحد أفراد قوات الشغب الملثمين.
ـ الواقعة الثالثة:-قام أحد عناصر القوات المدنيين بإخراجي من بين صف المعتقلين بينما كنت واقفا، حيث استأذن من النقيب سلطان لأخذي، حيث تم أخذي مع العريف فارس نحو مبنى ٤. وحين دخولي المبنى؛ حيث فوجئت بأربعة من قوات الأمن بالإنتظار؛ حيث انهالوا علي بالضرب ومن ثم تم أخذي إلى عنبر ٤ بنفس المبنى، وبعدها تم الإعتداء علي من جديد بأساليب تعذيب وحشية بحجة وجود كاميرا يدعون أنني أصور بها، إلا أنني لم أقم بإخراجها، وبعد “وجبة” التعذيب قاموا بإرجاعي إلى مبنى ١٠ من جديد حيث استلمتني مجموعة من الدرك الأردنيين، وهم كل من رئيس العرفاء بلال الحمايدة والوكيل سليم، حيث قال لهم العريف فارس أن هذا هو من يقوم بالتصوير، وفي الأثناء قام رئيس العرفاء بلال بإحراقي في معصم اليد اليمني، وبعدها قاموا بحلاقتي بأسلوب مهين جدا، حيث كانوا يقولون إنني “هتلر” لأنهم حلقوني على هيئته، كما أنهم قاموا بحلاقة ما يقارب من ١٠٤ نزلاء بماكينة حلاقة واحدة، مع العلم بأن بعضهم مصاب بمرض السي (C)، ثم بعد ذلك أدخلوني للحمام وأجبروني على إغراق الماء على جسمي بالكامل، ومن ثم أدخلوا علي اثنين من قوات الشغب وعذبوني بالهراوات على رأسي وظهري والأرجل، ومن ثم أدخلوني إلى الزنزانة من جديد.
ـ الواقعة الرابعة:-الحرمان من النوم، هي وسيلة من وسائل التعذيب الجسدي والنفسي التي استخدموها ضدي، وكذلك الحرمان من الذهاب إلى الحمام والوقوف على الأرجل لساعات طويلة قد تصل لأيام، بالإضافة إلى عدم توفير أدوات النظافة، والإجبار على استعمال خلطة خاصة مكونة من (القهوة + “الديتول” + “كلوركس” + صابون غسيل الأواني + البصاق) وإجباري على الاستحمام بها، مما تسبب لي بحساسية في الجلد لفترة زمنية طويلة، بالإضافة إلى إغراقي بالماء البارد والإجبار على الإنبطاح على البطن أرضا، والدوس علي، والضرب بالهراوات. وفي حال الإذن بالنوم؛ لا يتم السماح لنا إلا بنصف ساعة فقط، وبعدها يصدر أمر بإجبارنا على الوقوف، مما تسبب لي بالإرهاق النفسي الحاد. وكان المشرفون على هذه الوسائل التعذيبية: العقيد ناصر بخيت مدير سجن جو، والوكلاء الأردنيون محمد حسني، زكريا عابد، والوكيل تيسير، ورؤساء العرفاء بلال الحمايدة، سامر الجبوري، وخالد المستريحي، والشرطة: محمد سليمان، محمد محسن، صلاح، محمد ميرزا، محمد جمال عبد الكريم، إحسان، فضيل التابع للعيادة، جمعة، عايد، رضوان، عبد القوي، مروان، محمد فضل، وغيرهم. واستمر هذا الوضع لأكثر من ٣ أشهر.
ـ الواقعة الخامسة:-بقينا فترة طويلة دون السماح لنا بالإتصال بأهالينا، وفي تاريخ ١٢ أبريل ٢٠١٥م، وبعد السماح لنا بالإتصال، ذهبت لكي أجري مكالمة للإطمئنان على أهلي، وكان في مناوبة الشرطي المسؤول عن الاتصال صالح الجهمي وسيف الدين، وبعد الفراغ من المكالمة، ومدتها دقيقتان فقط، قاما بضربي في مبنى ٦ بالاستعانة بالشرطة، وهم كل من رضوان ومحمد محسن وفضيل. وكان ذلك بإشراف رئيس العرفاء بلال الحمايدة.
ـ الواقعة السادسة: في نهاية شهر أبريل٢٠١٥م تم استدعائي إلى مكتب أمانة التظلمات، وبعد الفراغ من تقديم شكواي لدى التظلمات طلبت من العضو التابع لهم بالقدوم إلى مبنى ١٠ للتأكد من صحة كلامي عن طريق فحص سجل الكاميرا التي تراقب المبنى عن طريق مكتب الشرطة التابع لنفس المبنى، وأن هناك بعض الأماكن التي تخلو من الكاميرات حتى يتم الضرب والتعذيب في هذه الأماكن، وبعد هذه الشكوى قام الوكيل تيسير بإجباري على تنظيف الحمامات ولمدة ثلاث ساعات باستعمال أدوات النظافة الخطرة مثل الفلاش و”الكلوركس”، مما سبب لي ضيق في التنفس. وهذا كان كله كان لوحدي فقط. أما الوكيل محمد زكريا حسني عابد فقد قام بصفعي على وجهي ورأسي وضربي على كل بدني أمام الكاميرات، حيث قال لي “إنني أعذبك أمام الكاميرات ومن خلفها”.
ـ الواقعة السابعة:-بينما كنت بمبنى رقم ١٠ وتحديدا بتاريخ ١٣ مارس ٢٠١٥م أتى الشرطي عبد الله الدوسري المسؤول عن الصيانة، وتم أخذي عن طريقه إلى مبنى رقم ٤ من جديد، وكان بانتظاري هناك الملازم عبد الله عيسى والملازم عيسى الجودر وعدد من الشرطة التابعين لسجن جو، وكان أحدهم يدعى صالح حيث قام الملازمان بتعذيبي وضربي بأنفسهما، وذلك بسبب طلبي بإخراج الكاميرا حيث قال الملازم عبد الله عيسى باللهجة العامية: “ولا تخليني أطلع فيك زيران العبيد”، وقاما بضربي بعصى بلاستيكية على الرقبة والرأس، وأمرا المدعو صالح بتعذيبي.
ـ الواقعة الثامنة:-في تاريخ الأول من مايو ٢٠١٥م قام المدعو رئيس العرفاء خالد المستريحي بالدخول المفاجيء على الزنزانة التي أتواجد فيها، وتحديدا الزنزانة رقم ٥ في عنبر رقم واحد من المبنى رقم ١٠، حيث قام بضربي بأسلوب الركل بالأرجل، وتم إخراجي بالاستعانة بالشرطيين جمعة وقايد إلى دورة المياه، وتحديدا في المكان الذي لا تكشفه الكاميرات، حيث قاما بتعذيبي وضربي على الأذنيين والوجه والرأس، وإجباري على الجلوس وتعذيبي على الرأس والظهر والفخذ، ولازلت لغاية الآن أتألم من أذني ولا أسمع منها بوضوح.
ـ الواقعة التاسعة: تم-إجباري وبشكل مستمر على الأمور التالية:-
١ـ أداء التحية العسكرية لكل الشرطة.
٢ـ أداء التمارين العسكرية.
٣ـ إجباري على تمثيل تصوير كل الحوادث التي تتم في مبنى رقم ١٠، باعتباري متهما بالتصوير.
وقد مورست أساليب تعذيب متعددة، مثل المنع من أداء الصلاة، وإهانة المعتقدات والشعائر الدينية، وعدم رفع صوت الأذان، مع السب والشتم، واستعمال أساليب قذرة للحط من الكرامة، وترديد عبارة: “إن كل معتقل في سجن جو هو عبارة عن حثالة المجتمع”، وقد أجبرونا على تقليد أصوات الحيوانات وحركاتهم، كما أنني لا أستطيع أن أحصي الأساليب التعذيبية المتنوعة، وهذا كله تسبب بإصابتي بحالة نفسية غير مستقرة حيث أثرت في حياتي اليومية.
تعليق واحد