إفادة عباس أحمد عبدالحسين العكري
ممنوع التصريح للصحافة
الرقم الشخصي : 790107295
الحكم : 5 سنوات
في تاريخ العاشر من مارس ٢٠١٥م، اقتحمت قوات الشغب غرفتنا، وما أن دخلت حتى شرعت بضربنا بالهراوات، وقامت بإخراجنا إلى خارج مبنى ٤، وحينها تم تقييدي من الخلف ب”السير كليب”. وبقينا على هذه الحال قرابة الساعتين، وبعدها تم نقلنا إلى “الفنس” الخارجي لمبنى ٤ مصحوبا بالضرب بالهراوات والأسلاك الكهربائية، وبقينا على الأرض حتى الساعة الثامنة والنصف مساء.
وتم أخذي مع مجموعة من السجناء السجناء إلى مبنى رقم ١٠، مع استمرار تقييدي من الخلف، وكنت أتألم كثيرا من شدة الضغط إلى حد أن الدم لا يصل إلى كفي. بعدها تم إدخالنا إلى الغرف، وبتنا تلك الليلة بدون وجبة عشاء، ودون فراش أو أغطية، وكانت الغرفة مهيأة لستة أشخاص، وكنا ثمانية، ولم نتمكن من النوم ليلتها، وكانت ليلة مخيفة ومليئة بالرعب بسبب صوات الصراخ والضرب.
المرتزق بسام الحنيطي
في اليوم التالي، ١١ مارس، تم منعنا من الذهاب إلى الحمام، كما منعونا من أداء الصلاة، وحرمنا من الطعام حتى الساعة الثانية ظهرا. ودخلت علينا مجموعة من منتسبي وزارة الداخلية وبرتب مختلفة، منهم الرائد بسام الحنيطي (أردني الجنسية)، وعبد الله عيسى، عيسى الجودر، حمد الذوادي (بحرينيو الجنسية)، بصحبة قوات مكافحة الشغب، وقاموا بإخراج غرفة تلو الأخرى إلى الساحة الخارجية، إلى أن وصل دور غرفتنا، فقاموا بإخراجنا، وحلق رؤوسنا بشكل ساخر، مع القذف والضرب المبرح، وبمجرد إكمال الحلاقة انهالوا علي مجموعة تتراوح بين ٤ـ٦ من قوات الشغب، وضربوني بالهراوات والأسلاك الكهربائية، وأجبروني على الزحف طيلة الساحة ذهابا وإيابا، وكانت هناك مجموعة أخرى تتولى الضرب أثناء إجبارنا على الزحف على الأرض.
بعدها أجلسوني على الأرض قبالة الحائط مع مجموعة من السجناء الذين أجبروهم على ترديد شعارات مؤيدة للنظام، فيما كانت الهراوات تنال من ظهورهم. بقيت معهم على هذه الحال، وقام بعدها أفراد من الشرطة بتبليننا بالماء البارد حتى المساء، وبعدها تم إدخالنا الغرفة، وبقينا تحت مسؤولية قوات سافرة لمدة شهر تقريبا، تعرضنا خلالها لوجبات من الضرب والشتم والتمثيل بنا.
في تاريخ ١٨ مارس ٢٠١٥م طلب أحد النزلاء الذهاب إلى الحمام للضرورة، وقوبل طلبه بالرفض من الشرطي محمد سليمان، وحصلت مشادة كلامية بينهما، فاستدعاء الشرطي قوات الشغب الذين قاموا بإخراجنا من الغرفة باستعمال الضرب المهين، وتم تقييدنا، وإجبارنا على الاستلقاء على الأرض في باحة المبنى، وانهالوا علينا بالضرب بكل الوسائل المتوفرة، من “أهواز” وهراوات، وبعدها اقتادونا إلى مبنى الإدارة، وتم إدخالنا في كابينة التفتيش، وأجبرونا على الوقوف لمدة ٣ ساعات، سقط خلالها اثنان من الأخوة مغشيا عليهما، ثم تم إرجاعنا عبر الضرب، بعد أن أخذوا تعهدات علينا بألا نطلب الحمام مجددا مهما كانت الضرورة!
ممنوع التصريح للصحافة
في الأول من مايو ٢٠١٥م، تم إخراج غرفتنا للتحقيق على خلفية قيام أحد الأخوة المفرج عنهم بالتصريح للصحافة بالوضع الذي كان قائما في مبنى رقم ١٠. وقد أثار هذا الخبر نوبة من الغضب بين الشرطة، فقاموا بإخراجنا من الغرفة وانهالوا علينا بالضرب المبرح، ولمدة نصف ساعة، وذلك بسبب ظهور أسمائهم في الإعلام.
وفي تاريخ ٢٥ يوليو ٢٠١٥م، تكررت حوادث التعذيب بعد أن رفض الشرطة طلب أحد النزلاء الذهاب إلى الحمام، حيث اضطر للتبول على نفسه. وقد وقعت مشادة كلامية مع الشرطي محمد سليم، والذي قام على إثر ذلك بالاتصال بالإدارة، فجاءت مجموعة من القوات على رأسها الملازم محمد عبد الحميد، وتم اختيار مجموعة من النزلاء، وبينهم أنا، إلى مبنى الإدارة، وتم إركابنا في باص (حجم ١٦ راكبا). وعند وصولنا الإدارة، أجبرونا على البقاء داخل الباص لمدة تفوق الساعة، بعد أن أغلقوا المكيف والنوافذ، الأمر الذي أدى إلى حالات إغماء بسبب نقص الأوكسجين. وبعدها تم إنزالنا إلى مبنى الإدارة، واعتدوا علينا هناك بالضرب، دون تحقيق أو سؤال. وكان ذلك بإشراف الملازم محمد عبد الحميد (بحريني الجنسية).
في فترة الشهور الثلاثة الأولى، كنا نعاني من أساليب عديدة من التعذيب، ومنها:
١ـ عدم السماح لنا بالصلاة وإقامة الشعائر الإسلامية.
٢ـ عدم السماح لنا بالأذان.
٣ـ عدم السماح لنا بالذهاب إلى الحمام، عدا مرتين يوميا، ولمدة لا تزيد على دقيقة فقط.
٤ـ عدم السماح لنا بالاستحمام في الشهر الأول، الاكتفاء بالملابس التي كنا نرتديها وقت قدومنا.
٥ـ إجبارنا على الوقوف لساعات طويلة، تصل إلى عدد من الأيام.
٦ـ إجبارنا على عدم النوم لعدة أيام.
٧ـ عدم توفير المواد الصحية (الأمر الذي أدى إلى تفشي الأمراض الجلدية، ومنها “الجرب”)
٨ـ التفتيش اليومي المهين للغرفة.
٩ـ إجبارنا على غسل المبنى يوميا.
١٠ـ إجبارنا على إنشاد الشعارات المؤيدة للنظام الحاكم، والشعارات المهينة لرموز المعارضة.
١١ـ الضرب اليومي والإهانات.
١٢ـ إجبارنا على تقليد أصوات الحيوانات وحركاتها.
١٣ـ إجبار علماء الدين والمنشدين (الرواديد) على الغناء والرقص.