إفادة الشيخ زهير عاشور

ظهر الحادي عشر من مارس
الحكم: 50 سنة
منذ تاريخ ١١ مارس ٢٠١٥م بدأ التعذيب في مبنى ١٠ منذ الظهر إلى الليل، وذلك عبر الإجبار على الوقوف الإجباري، حتى تورمت قدماي، كما تم إجباري على ترديد الشعارات الممجدة للنظام، وأخرجونا من الزنازن إلى الساحة الخارجية، وحلقوا شعري، مع الضرب بالهراوات.
كانت المشاهد مؤلمة. تعذيب استمر لمدة ٣ أشهر، وكان يتم السماح بالحمام فقط مرتين، والمدة نصف دقيقة فقط، في حين ينال الضرب الشديد من يتجاوز الدقيقة.
وكانوا يجبروننا على الوقوف لساعات طويلة من غير سبب، كما أن النوم والإستيقاظ منه يتم بالأوامر. وكان يمنع الكلام منعا باتا، ويتعمدون تبليل الملابس.
وقد عذبني الوكيل خالد في مكتب الإدارة وأنا مقيد من الخلف ومصمد العينين، وضربني عناصر من الشرطة حوالي نصف ساعة، وكان أشد العذاب الذي استمر لمدة ٣ أشهر هو سماع تعذيب وصراخ الشباب (السجناء) وهم يعذبون بشكل يومي، وفي كل ساعة. وكان الوكيل خالد يلقي الشتائم والعبارات الجنسية القذرة علينا، ويطلب منا ترديدها قسرا.
إفادة زهير عبدالعزيز أحمد: سقوط من شدة الإعياء
العمر:26 عاما
الحكم:50 سنة
في تاريخ العاشر من مارس ٢٠١٥م، وبعد هجوم القوات الخاصة، ومعها شرطة الإدارة على مبنى رقم ٤، اقتحموا غرفتي رقم ١١ في عنبر رقم واحد. وقتها، كنت تحت تأثير علاج الأعصاب (وهو أمر مسجل لدى إدارة السجن). بالقنابل المسيلة للدموع، وتحت وابل القنابل الصوتية؛ تم إخراجي بالضرب، وألقوا بي في صالة الاستقبال فوق بعض النزلاء، وانهالوا علي ضربا ب”الأهواز” البلاستيكية والعصي والقطع المعدنية، وأنا مقيد بشريط بلاستيكي.
بعدها، اقتادوني إلى الفنس الخارجي، وهم يضربوننا على النحو السابق، مع الركل والصفع بالأيدي، وأجلسوني مع الآخرين هناك، دون طعام أو شراب، وتم منعنا من الذهاب لقضاء الحاجة، ولليوم الثاني على التوالي.
وبتاريخ ١١ مارس ٢٠١٥م، تم نقلي من مبنى رقم ٤ إلى مبنى رقم ١٠، وفور إدخالي تم حلقي قسرا بشكل مهين، ثم طلبوا مني الزحف لمسافة ١٥ مترا، وأنا أتعرض للضرب بشكل مبرح، وذلك بإشراف القوات الخاصة وشرطة المبنى، والذين كانوا يتلفظون بألفاظ مهينة.
وكان الشرطي محمد سليمان (باكستاني الجنسية) يحرضهم على ضربي. وبعدها جاء الشرطي فارس (أردني الجنسية)، وبللني بالماء، وضربني على الرأس، واستمر الضرب من صلاة الظهر وحتى منتصف الليل، باستعمال الهراوات والركل، مع الإجبار على الوقوف الطويل، وقد أصبنا بالإغماء والإرهاق، وبعدها تم إدخالنا إلى زنازن دون فراش أو وسادة أو لحاف.
سقوط من شدّة الإعياء
وفي مناوبة خالد (أردني الجنسية)، كان يتم يتم إخراجي بداية المناوبة ـ وبشكل دوري ـ ليتم تبليلي بالماء، وتعريضي للضرب طوال الوقت، مع سيل من الإهانات، حتى أنني سقطت في إحدى المرات من شدة الإعياء، وتكرر ذلك كثيرا دون سبب.
وفي بداية شهر أبريل، تم التحقيق معي من جانب ضباط الإدارة، وهم: عبد الله عيسى، عيسى الجودر، خالد التميمي، وأحمد خليل، بصحبة أفراد شرطة الإدارة، وأذكر منهم عبد القوي (يمني). وتعرضت للضرب من قبلهم.
نقلوني إلى مبنى رقم ٤، وقد تعرضت هناك للضرب بشكل مبرح ومهين. وحين أخبرت الضباط لاحقا بأنني تعرضت للضرب، رد باستهزاء، وقال إنها “تمارين رياضية”.
عدا ذلك، فإنهم كانوا يحرموننا من الذهاب إلى الحمام لمدة ٣ أشهر، باستثناء الذهاب مرتين، وكنا نتعرض للضرب والإهانة في طريق الذهاب والإياب إلى الحمام، مع إجبارنا على الزحف على الأرض، وأداء تمارين رياضية (قياما وقعودا) حتى تأثرت مفاصلنا.
كذلك كانوا يتعمدون تبليننا بالماء البارد، وإيقافنا لمدة طويلة.
وقد سبب الحرمان الطويل من الحمام، وعدم قضاء الحاجة بشكل منتظم، في الإصابة بأمراض في المسالك البولية والقولون والحساسية في الجلد (الجرب).
وكان يتم حرماننا من النوم بشكل متعمد، وأحيانا يمتد ذلك لأيام وفي جميع المناوبات، كما حدث بتاريخ الأول من مايو ٢٠١٥م، الأمر الذي سبب لي إنهاكا جسديا ونفسيا. ولم يكتفوا بحرماننا من النوم، بل كانوا يجبروننا على الوقوف لساعات، دون سبب. ولا زلنا نعاني من آلام المفاصل والظهر إلى يومنا هذا.
وفي ٢١ مايو، قام محمد سليمان (باكستاني)، مع محمد محسن (باكستاني)، وأفضل (باكستاني) وبلال (أردني)؛ بضربي بسبب طلبي للحمام. كما تعرضت للضرب في مكان إجراء الاتصالات، وذلك من جانب الشرطي أفضل٫ مسؤول الاتصالات، وصالح الجهني (يمني)، مصحوبا ذلك بالإهانات، وكان ذلك دون سبب يذكر.
وفي شهر أبريل (٢٠١٥م)، وعند ذهابي إلى المحكمة، تعرضت للضرب من جانب الشرطي فارس (يمني)، مع وابل من الإهانات.