إفادة حسن عبدالغني علي فرحان
شتائم.. وسباب
ـ الرقم الشخصي: 930504402
اقتحمت قوات كبيرة من شرطة سافرة مبنى رقم 4 حيث كنت معتقلا فيه، وبدأو باستخدام القنابل الغازية المسيلة للدموع والقنابل الصوتية والهجوم بالهراوات علينا.
أخرجونا من الغرفة بالضرب، وأمرونا بالركض باتجاه الملعب الخارجي، وعلى طول الطريق كنا نتلقى الشتائم والضربات، حتى أصبت بضربة على رأسي أفقدتني الوعي وأصابتني بدوار في الرأس، حيث نقلوني إلى الملعب الخارجي. وأمرونا بالجلوس على الأرض ورؤوسنا على الأرض. وبقينا لساعات على وقع الشتائم والضربات.
بعدها اضطررت إلى طلب الحمام الذي قوبل بالرفض، وبعد إلحاحي تم سحبي وإجباري على التبول وأمام الجميع. ومع اضطراري بادرت إلى التبول، حتى سحبني أحد العناصر الأمنية من الخلف، وقبل أن انتهي، مما تسبب في التبول على نفسي. أرجعوني إلى مكاني بعد وجبة من اللكمات والصفعات، وأبقوني في مكاني حتى الساعة الثامنة مساء، حيث أتى أحد أفراد الإدارة مناديا على اسمي، فنهضت وتم اقتيادي مع مجموعة من السجناء إلى مبنى رقم ١٠.
وعند الظهر بتاريخ ١١ مارس ٢٠١٥م، وعلى وقع الصراخ والضجيج إثر التعذيب، أتى دور غرفتنا، حيث جاءت مجموعة من قوات الشغب وأخرجونا بالضرب والشتائم إلى الباحة الخارجية، وكان التعذيب على أشده على بعض السجناء، وتم أخذي إلى دورة المياه، حيث أجبروني على الإستحمام بملابسي، وهمّوا بتوجيه اللّكمات والشتائم وأنا تحت الماء، وما أن أخرجوني حتى أخذوا بحلاقة شعري مسبّبين لي إصابات في رأسي. وبعد الحلاقة، بدأت جولة أخرى طويلة من الضرب بالهراوات والركل، وبعدها أدخلونا الغرفة مجددا.
وقد أجبرونا على الوقوف قبالة المكيف ونحن مبللون لمدة ٧ ساعات ونحن نردد الشعارات المؤيدة للنظام الحاكم، حتى بح صوتنا وخارت قوانا. وكان ذلك في ظل الصراخ والآهات القادمة من فناء الباحة الخارجية والذي أدخلنا في حالة نفسية من ترقب المجهول.
بعدها، اقتحمت قوّة من الشغب غرفتنا، وانهالوا علينا بالضرب، وكانوا يستهدفون الأعضاء التناسلية ومنطقة الوجه بالضربات، وقاموا باقتيادنا إلى الباحة التي كانت تعج بالصراخ والهتافات؛ حيث أمرونا بالجلوس على الأرض قبال الحائط، وأمرونا بالإنظمام للسجناء الذين كانوا يخضعون لوجبة التعذيب، حيث كانوا يلطمون وجوهنا بالحائط بين الوهلة والأخرى، حتى قاربت الساعة ١١ مساء، حيث تم إدخالنا بالضرب إلى غرفتنا.
شتائم وسباب
في تاريخ ١٨ مارس ٢٠١٥م وعند الساعة الواحدة مساء، طلب زميل لي في الغرفة الذهاب إلى دورة المياه وذلك لغسل يديه، حيث كنا للتو انتهينا من وجبة الطعام، فجاء الرد بأن الحمام ممنوع. بقينا مصرين على الذهاب إلى الحمام، وما هي إلا لحظات حتى دخلت علينا قوة مكافحة الشغب وشرطة الإدارة، وانهالوا علينا بالضرب وهموا بإخراجنا إلى الباحة الخارجية للمبنى، وكنا حوالي ١٧ سجينا، وقاموا بتوجيه كافة أنواع الشتائم والسباب، فيما كانت عصيهم لا تتوقف عن ضربنا، وعمدوا إلى ضرب رؤوسنا بالحائط، وتفننوا بتعذيبنا.
أما زميلي محمد ميرزا، فقد نال الحصة الأكبر لكونه سبقنا في طلب الحمام. فقد تم إخراج محمد وهو مقيد اليدين من الخلف، وأربعة عناصر من قوات الشغب تزحف به على بطنه، وتم اقتيادنا إلى مبنى الإدارة، وطيلة المسافة كانت الأمطار تتساقط علينا، والضرب لا يتوقف، إلى أن وصلنا الإدارة، حيث وضعونا في كابينة مجاورة لمبنى الإدارة وتحت المراقبة المشددة، والإهانات متواصلة. بقينا لمدة ٤ ساعات، وشهدت سقوط اثنين من السجناء إثر نوبات صدرية، حيث كانوا يعانون ما بين الربو والديسك. وعلى إثر السقوط، أرجعونا إلى مبنى رقم ١٠، وكأن شيئا لم يحصل!
في تاريخ ٢٥ يوليو ٢٠١٥م، وعند الساعة الثانية مساء، طلبنا الذهاب إلى دورة المياه، فكان الرد عبارة عن صراخ من شرطي باكستاني يدعى سليمان. وحين أصر بعض السجناء المرضى على الذهاب إلى الحمام؛ حضر جمع من شرطة الإدارة، وتم إخراج السجناء الذين طلبوا الذهاب إلى الحمام، وكنت أنا أحدهم، وتم اقتيادنا إلى الباحة الخارجية، وكنا قرابة ١٦ سجينا، وتم نقلنا إلى مبنى الإدارة في باص (١٦ راكب) باتجاه مبنى الإدارة، وما أن وصلنا حتى تم إطفاء مكيف الباص علينا، وقام الشرطي سلمان (يمني الجنسية) بإغلاق النوافذ كلها في الباص الذي كان يغص بالسجناء.
ساعة في الباص.. إخماد الأنفاس
بقينا في الباص قرابة الساعة، وهي كانت كافية لإخماد أنفاسنا بسبب تناقص الأوكسجين. ومع صعوبة التنفس؛ أصبت بتشنج وفقدان التركيز، وسقطت مغشيا علي. قام زملائي بالإستنجاد بالشرطة التي حضرت بدورها، وقاموا بالضحك علينا، وأنزلوني من الباص، وقاموا بالتمثيل بي وأنا ملقى على الأرض. بعدها تم نقلي إلى عيادة المركز، حيث قاموا بالاعتداء علي بالضرب هناك من قبل بعض الشرطة والمسعفين، وما أن انتهى جريان المغذي والأوكسجين حتى تم نقلي إلى مبنى الإدارة، وبقيت حينها لمدة ١٥ دقيقة كانت مليئة بالتهديد من قبل الملازم الأول محمد حميد معروف. ثم تم نقلي للمبنى بعد رحلة تقارب ٧ ساعات.
• خلال الثلاثة شهور الأولى التي بقينا فيها في مبنى ١٠ تفننوا في اساليب تعذيبنا والتي من ضمنها:
• بقينا لأيام عديدة ننام على الأرضية والحديد في غرف لاتوجد فيها فرش وأغطية للنوم.
• منعنا لأيام من تناول الطعام والماء.
• لايسمح لنا بالذهاب للحمام إلى مرتين في اليوم ولمدة لاتتجاوز الدقيقة.
• منعنا من الصلاة والصوم لعدة أيام.
• اجبرنا على الوقوف لساعات طويلة وبعض الأحيان لأيام.
• اجبرنا على عدم النوم والإقتصار على النوم لمدة ساعتين في اليوم.
• منعنا من الإتصال خلال ١٥ يوم الأولى وبعدها سمح لنا بالإتصال لمدة دقيقة في الأسبوع.
• منعنا من زيارات الأهل ولمدة شهر كامل.
• الغية كل مواعيدنا في المستشفى ومنعنا من تلقي العلاج.
• منعنا من السباحة لمدة شهر مما أدى إلى تفشي امراض جلدية في المنبى من ضمنها “الجرب”.
• منعنا من إستخدام المواد الصحية الأساسية لمدة تزيد عن شهر.
• اجبرنا على عمل بعض الحركات العسكرية والتمارين الرياضية الشاقة.
• اجبرنا على تقليد حركات واصوات الحيوانات.
• اجبرنا على ترديد الشعارات المؤيدة للنظام يومياً ولمدة 3 شهور.
• اجبرنا على الغناء والرقص وتقديم بعض العروض البهلوانية للشرطة.
• اجبرنا على الأنبطاح على بطوننا في الباحة الخارجية ساعات الظهيرة.
• اجبرنا على السباحة بالملابس والوقوف طيلة الليل في البرد.
• بقينا طيلة 3 شهور تفتش غرفنا كل يوم من أجل الإهانة والعقاب.
• منعنا من رفع الأذان بالطريقة الجعفرية واجبارنا على رفعه بالطريقة السنية
• منعنا من الصلاة على الطريقة الجعفرية وإجبارنا على الصلاة بالطريقة السنية.