مواضيع

إفادة السيد مهدي هادي رضا الموسوي

الحرمان من شرب الماء

ـ الحكم: 5 سنوات

     بتاريخ ١٠ مارس ٢٠١٥م دخلت مجموعة من القوات الخاصة مبنى رقم ٤ وكانوا يحملون سلاح الشوزن ومسيلات الدموع، وعند دخولهم زنزانتي أمرنا أحدهم ـ وبلهجة عربية مكسرة ـ بالخروج من غرفنا نحو الفنس (ساحة المبنى)، وبدأوا بضربنا على الأماكن الحساسة، والرأس والصدر والبطن، وذلك بالهراوات والأسلحة والركل بالأحذية، وبعد ذلك وضعوا رأسي كله في قناة بها الفضلات والأوساخ والفئران مع أعقاب السجائر، وأمروني ببلع مائها، فرفضت ذلك، لكنهم أرغموني، وقام أحدهم بفرك يدي اليمنى، وفركها بالأرض، وبعد ذلك أخذوني إلى ضابط القوات الخاصة وضربني على رأسي وعلى أنفي، فسقطت على الأرض.

      وإلى جانب الضرب؛ كانوا يشتموني ويهينوني ويسبون مراجع الدين والمقدسات والمذهب (الشيعي). وعند دخولي الفنس أمرونا بالاستلقاء على بطوننا وأيدينا فوق رؤوسنا وهم يضربوننا بالهراوات، وكنت أرى حوالي ٥٠ إلى ٧٠ سجينا حالتهم الصحية حرجة، وبهم إصابات خطيرة لم أميزهم، كما شاهدت بعض الأشخاص يرتدون زي الجيش البحريني مع قوات أردنية، وتم تقسيمنا إلى مجموعتين بالفنس، شمالا وجنوبا، ونحن نسمع أصوات الطلقات من جهة مبنى رقم ٣.

الحرمان من شرب الماء

    وقد حُرمنا من شرب الماء، ولم يسمح لنا بالذهاب لدورات المياه وقضاء الحاجة، عدا عن زاوية من الفنس تبول فيها مجموعة من السجناء في ثيابهم، لم يحضروا لنا عشاء ولا شرابا، ولم يتم تقديم العلاج للمرضى، ولم يسمح لنا بغسل وجوهنا من الدماء، وكان من يطلب أي حاجة يتعرض للضرب، ولا يعطى إياها، ولم يسمح لنا بتغطية أجسادنا حيث برودة الجو ليلا، ولم يسمحوا لنا بأداء الفرائض، من صلاة المغرب والعشاء والصبح، وقاموا بضربنا بالهراوات على الرأس، وأجبرونا على ترديد شعارات تمجيد وتعظيم للنظام من منتصف الليل حتى الفجر، وهم يجبرونا على التصفيق. وعندما رفضت ذلك؛ تم ضربي على يدي المكسورة عبر الدوس عليها.

     وفي صباح ١١ مارس ٢٠١٥م؛ أعادوا عد السجناء من جديد بطريقة مهينة، وذلك من قبل المناوبة التي تتألف من شرطة أردنيين، وبعد ذلك قاموا بالتحقيق معنا مجددا حول قضيتنا، وعند التحقيق معي تعرضت للضرب الرفس في وجهي. وعند ارتفاع النهار؛ فقد الكثير وعيهم بسبب عدم تناول الطعام والشراب، ولم يسمحوا لنا بالذهاب إلى دورات المياه، ولا النوم، وكنا نتبول في الزاوية بأمر من الشرطة الأردنيين، وعادوا إجبارنا على ترديد الشعارات.

     بقينا ٣ أيام على هذه الحال، وحتى ١٣ مارس، وفي وقت نومنا كنا لا ننام على أسرة، ولم يكن لدينا لحاف أو وسادة، ولم يسمحوا لنا السباحة، أو استخدام أدوات النظافة.

١٣ مارس

    وفي ١٣ مارس أقموا لنا خيمة غير مكيفة، وليس فيها نظام تهوية. وعندما أدخلونا الخيمة؛ استمرت المضايقات والضرب والحلق الإجباري مع التحقيق الوحشي، وزادوا على ذلك بإجبارنا على السباحة في بقعة الأبوال والفضلات، وكان ذلك بأمر الشرطة والأردنيين، وكانوا يفتشونا ويلمسون أعضاءنا التناسلية وعوراتنا،وهم يتفوهون بكلمات نابية، ونحن نجبر على تريد شعارات التمجيد والتعظيم لنظام الحكم.

     ومن شدة التعذيب؛ سقط بعض النزلاء مرهقين، وحين طلبنا إسعافهم؛ ضربنا الشرطة كما ضربوا من ساعدهم ليلقى مصيرهم، وتم نقل المصابين إلى جهة مجهولة.

١٤ مارس

     وبتاريخ ١٤ مارس دخلنا في إضراب كردة فعل على ما حصل ولوقف هذه الانتهاكات، ولكن القوات الخاصة والشرطة الأردنيين حاولوا جرنا إلى افتعال الفوضى، لكن جهودهم باءت بالفشل، وقمنا بإرجاع الوجبات الثلاث في ذلك اليوم.

١٥ مارس

     وبتاريخ ١٥ مارس استمر الاضراب، وجاء مدير السجن ٣ مرات دون أن يكلم أحدا أو يوقف الانتهاكات. وعند وقت السحر؛ تم نقل ٥ أو ٦ من السجناء إلى جهة مجهولة، وتعرضوا للتعذيب  ليعترفوا علي وعلى طلال عبدالحميد الجمري، زميلي في القضية، ونقلنا على اثرها إلى مبنى إدارة السجن. أوقفونا خارج الإدارة قرابة الساعتين، دون أن يسمحوا لنا بالجلوس.

    وبعد دخولنا للإدارة؛ شاهدت ضباطا أردنيين لا أعرفهم، وآخرين بحرينيين أعرفهم، مع عناصر من القوات الخاضة، ومن ضمنهم عبدالله عيسى وعيسى الجودر ومحمد عبدالحميد. فقام عبدالله عيسى بالاستهزاء بي والصراخ علي وحقق معي، وهددني في عرضي في حال لم أعترف على من قام بتخريب مبنى 4 على ـ حسب زعمه ـ بتاريخ ١٠ مارس، فأجبتهم بعدم معرفتي، فقام عيسى الجودر بالصراخ علي وأمر بنقلي إلى مبنى ١٠. وقبل ذلك، تمت كتابة إفادة ضدي في الإدارة. وعند وصولي إلى مبنى ١٠ في الساعة الخامسة عصرا، قام تيسير (شرطي أردني) بالصراخ علي وضربنا وهددنا بالعذاب النفسي في حال مخالفتنا للقوانين، وفتشنا تفتيشا مهينا، حيث تعمد لمس عورتنا.

      وعند طلبي الحمام؛ قام محمد سليمان (شرطي باكستاني) وبلال (شرطي أردني) بتهديدي وتحذيري بعدم طلب الحمام وإلا سيتم ضربي ضربا مبرحا ودون رحمة. وأدخلنا العنابر وأنا ما زلت مواصلا إضرابي، ودون تلقي رعاية طبية. وفي الليلة الثانية؛ سقطت مغما علي، وفاقدا للوعي، حيث لم أشرب حتى الماء، وتم نقلي إلى العيادة. وعرفت ذلك بعد أن أفقت، حيث شاهدت نفسي هناك. وعندما رفضت العلاج (لفك الإضراب عنوة) أجبروني بالقوة القسرية، وقام بذلك ضابطان أردنيان، حيث أجبروني علي تناول الجلكوز.

مبنى ١٠.. أربعة أشهر ونصف

     في مبنى ١٠ تعرضت لأنواع كثيرة من الإنتهاكات، ولمدة 4 أشهرونصف، وهي كالتالي:

1. الحرمان من الذهاب إلى الحمام بشكل طبيعي، فكانوا يسمحون لنا بالذهاب مرتين فقط أو ٣ مرات في كل يوم، حتى أنهم منعونا من قضاء الحاجة بقناني العصير الفارغة، مما سبب لي أمراضا في الجهاز الهضمي والمسالك البولية والقولون، ولدي فحوصات طبية تثبت ذلك، ولم أتلق أي علاج بعد فحصي حول ذلك.

2. لم يوفروا لنا أي من أدوات النظافة، حيث كنا نستحم بالماء فقط، ومره واحدة أسبوعيا، وهو ما سبب لي بالإصابة بالحساسية.

3. قام شرطة المبنى ـ بأمر من الضباط ـ بحلقنا مره كل أسبوع، ولم يكن هناك إلا ماكينة حلاقة واحدة، وبها صدأ، علما أن بعض النزلاء بهم التهاب الكبد “سي”، وكانوا يحلقون معنا.

4. إجباري على الرقص والغناء من قبل خالد (شرطي أردني الجنسية)، كما تم إجباري على ضرب الأطفال ما دون ١٨ عاما، وفي حال رفضي عمل ذلك؛ كنت أتعرض للضرب المبرح.

5. تم منعي من الاتصال بالأهل لمدة شهرين.

6. الحرمان من الزيارة لمدة ٣ أشهر.

7. حتى كتابة هذه الإفادة؛ لم يسمحوا لنا بشرب المياه الصالحة للشرب، ولا يوجد ماء مصفى صالح للشرب.

8. عدم السماح لنا بممارسة الشعائر الدينية.

9. لم يسمحوا لنا بحمل كتب الأدعية ولا القرآن أو الترب للصلاة، حيث كان محمد حسني (شرطي أردني) يمنعنا من الصلاه والأذان على الطريقة الشيعية، وعند رؤيته لأحد يقوم بأداء الصلاة يضربه ضربا مبرحا، وكان يرغمني أيضا على ترك مذهبي واعتناق مذهبه.

10. تم منعنا من رفع الأذان من قبل خالد (شرطي أردني الجنسية) ويرغمنا على رفع الأذان السني ويعاقب من يؤذن أذانا شيعيا.

11. الإجبار على الوقوف ٥٠ مرة وتأدية التحية العسكرية في حال دخول أي شرطي، وفي حال مخالفة أي أمر يتم إجبارنا على الوقوف.

12. الوقوف لمده طويلة لأكثر من ١٠ ساعات متواصلة دون أكل ومع منع من الصلاة.

13.  تعرضت لتحرش جنسي من قبل خالد (شرطي أردني).

14. الاقتصار على النوم ٣ ساعات فقط كل ٢٤ ساعة، وفي حال ضرب الباب علينا النهوض في حال النوم، ومن لا ينهض يعاقب بالضرب قرب الثلاجه، حيث حصل لي ذلك.

15. الركض ذهابا وإيابا عند الذهاب إلى الحمام، والسماح لنا بقضاء الحاجة لمدة دقيقتين فقط. وفي إحدى المرات؛ كسر الشرطي الأردني محمد حسني الباب علي.

16. عدم السماح لنا باستخدام البطانيات وقت النوم.

17. إيقاف المكيفات وإبقاؤنا في الحر إلى حد التعرق.

18. الإجبار على تبليل الملابس التي نرتديها، والدخول في الغرفة مع درجة التكييف على ١٦ درجة.

19. الإجبار على التذلل وتقبيل أحذية الشرطة والضباط، وكان الشرطي الأردني خالد يجبرنا على رفع القمامة من على طاولة المكتب.

20. المنع من نشر الملابس في حال غسلها، وإجبارنا على وضعها داخل الخزانة حتى تتعفن. 

21. عدم السماح لنا بشراء الملابس من الكانتين.

22. الإجبار على ترديد السلام الملكي، ورفع شعارات مؤيدة للنظام من قبل شرطة المبنى، وهذا ما حدث لي بالضبط .  

المصدر
كتاب زفرات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟