مواضيع

إفادة أيمن سلمان محمد

اعتداء حتى فقدان الوعي

ـ العمر: ٢١ عاما

ـ الحكم: ١٥ سنة

     في يوم الثلاثاء، الموافق ١٠ مارس ٢٠١٥م في سجن جو المركزي؛ قامت قوات الشرطة في قسم الزيارات بالاعتداء على إحدى العوائل، فقامت على إثرها احتجاجات من قبل السجناء، والتي قوبلت بتجاهل من إدارة السجن، مما أدى إلى تأزيم الموقف.

اقتحام عنبر ٣

     وفي حوالي الساعة الرابعة والنصف من نفس التاريخ؛ قام وزير الداخلية راشد بن عبدالله على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) بنشر تغريده بأن على قوات مكافحة الشغب الدخول إلى مباني السجن، وأنه يتحمل المسؤولية الكاملة. وعلى إثره اقتحمت القوات مبنى رقم ٣ وهو المبنى المخصص للأعمار بين ١٧ عاما و٢١ عاما، والذي تعرّض لاستخدام الغازات المسيلة للدموع وسلاح الشوزن والقنابل الصوتية. على إثرها التجأنا إلى الغرفة هروبا من الغازات الخانقة، وما هي إلا لحظات حتى تمت مداهمة الغرف، وهمّوا (قوات الشغب) إلى إخراج السجناء من الغرف باستعمال الهراوات والأنابيب البلاستيكية، والبعض (كان) يحمل الأسياخ الحديدية.

اعتدوا عليّ حتى فقدان الوعي

     وخلال الإخلاء؛ تم الاعتداء عليّ بالضرب المبرح على الظهر والوجه من (قبل) مجموعات عديدة من الشرطة، إلى أن تم اقتيادي إلى الباحة الخارجية التي كانت تغصّ بالسجناء، فيما كانت أعداد كبيرة من قوات الشرطة تعتدي بالضرب علينا. وكان من المشرفين (على الضرب) الملازم أول عيسى الجودر، والملازم عبدالله عيسى.

     بقينا على هذه الحال إلى حوالي الساعة الثامنة مساءا، حيث تم استدعائي من قبل مسؤولي الإدارة للجلوس جانباً، فجاءت مجموعة من مكافحة الشغب واعتدوا عليّ بالضرب المبرح حتى كدتُ أفقد وعيي.

      بعدها قامت المجموعة باصطاحبي مع مجموعة من السجناء إلى مبنى رقم ١٥. ما أن وصلنا حتى قاموا بتفتيشي بطريقةٍ مهينة، وما إن انتهوا حتى انهالوا عليّ بالضرب مجدّدا حيث أدخلوني برفقة مجموعةٍ من السجناء إلى إحدى الزنازين، وأجبرونا على النوم في تلك الليلة على السرائر الحديدية، دون فراش وغطاء للنوم. وكان أحد أفراد الشرطة ليلتها يداوم على غرفتنا مانعا إيانا من النوم.

     في يوم الأربعاء الموافق ١١ مارس ٢٠١٥م؛ كانت مجموعة من قوات الشرطة بين ذهابٍ وإياب. كانوا يوجّهون إلينا الشتائم والإهانات وكأنهم ينفّسون عمّا يتغلغل في داخلهم. قاربت الساعة الثانية ظهرا، وجاءت مجموعة من قوات الشغب مصحوبة بشرطة سجن جو، وشرعوا في إخراج السّجناء واحدا تلو الآخر باتجاه الساحة. حين جاء دوري؛ أخرجوني مصحوبا بالضّرب إلى الخارج. ما أن وصلت إلى الساحة ـ حيث كان الجو مخيفا، ومجموعة من الشرطة كانت تعتدي على السجناء بالضرب ـ شرعوا بحلق شعري، مع توجيه اللّكمات والصفعات على الوجه. والآثار كانت تسرح في كلّ مكان.

إهانات وفنون في التعذيب

     حين انتهوا من ذلك؛ أمروني بالزّحف على امتداد الساحة التي تتراوح طولها ٢٠ مترا، وكان صفٌّ من الشرطة يباشر الضّرب بالهروات على ظهورنا وأرجلنا. كنتُ أحاولُ الوقوف هرباً من الضرب، وفي كلّ محاولةٍ للوقوف كانوا يزيدون الضرب عليّ، حتى كدتُ أفقد الوعي. حينها أمروني أن أردد شعار: “أنا مش (ليس) زعيم أنا أرنب”. إلى أن تمّ ضمي إلى مجموعة من السجناء الذين كانوا يجلسون قبالة الحائط، وهم يرددون شعارات مؤيدة  للعائلة الحاكمة، وكانوا يضربون السجناء بالهروات دون توقّف.

     عندما انضممتُ إليهم تم إيقافي من قبل أحد عناصر شرطة جو، وقال لي: “وينك (أين أنت) من زمان أدورك (أبحث عنك)”. كان يحاول الانتقام من السجناء، وقد وجد الفرصة المناسبة لذلك. تمّ أخذي إلى الحمامات برفقة مجموعة من قوات الشغب، وقاموا بالاعتداء عليّ حتى سقطت أرضا من شدة الضرب. ثم  أخذوني مجددا إلى المجموعة الجالسة من السجناء، وقاموا بصبِّ الماء البارد علينا. كان الجو باردا، وكنّا نرتجف من شدّته، إلى أن شارفت الساعة الحادية عشر مساءا، حيث أدْخلنا داخل الزنازين مجددا. وكانت هذه “الأمسية الخاصة” برعاية الملازم أول عيسى الجودر، ومحمد الذوادي والرائد بسام الحنيطي (أردني الجنسية). 

المصدر
كتاب زفرات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟