إفادة الشهيد عباس جميل طاهر محمد السميع
أربعة نقاط مختصرة من رحلة عذاب طويلة
– الرقم الشخصي: 890800405
– الحكم: إعدام
١- بداية، تم اقتحام المبنى رقم ٤ من قبل القوات المرتزقة، وقد أطلقوا الغاز المسيل للدموع ورصاص الشوزن، مع طلقات من القنابل الصوتية اليدوية. لجأت إلى إحدى الزنازن وجلستُ فيها للاحتماء هناك من الغازات والطلق العنيف.
بعد ذلك، تم إخراجي بالقوة من الزنزانة مع باقي الزملاء، إلى أن وصلتُ إلى الممرّ الذي يؤدي إلى الفنس الخارجي، وقد تعرّضتُ إلى الضرب بالهروات بطريقةٍ عشوائية، ثم أجلسوني في براحة الملعب مع جميع النزلاء. هناك تعرّضت للشتائم مع سيل من الضرب.
٢- تم اقتيادي، بعدها، وبشكل فردي، إلى جهة الإدارة مكبّلا بالقيد البلاستيكي (سيركليب)، حيث تم وضعي لمدة ثلاث ساعات مرمياً في قاعة الإدارة. عناصر الشرطة الذين يمرّون حولي كانوا يتناولوني بالضرب والاستهزاء، إلى أن جاء أحد الشرطة واقتادني إلى مبنى رقم ١٠.
٣- في اليوم الثاني، استيقطت من النوم بعد عناءٍ طويل. كان يوما مرهقا، وليلة سوداء. كان مبنى ١٠ هو المبنى الذي يحتضن السجناء المعينين، والمتربًص بهم من قِبل الوحوش. تعرّضت هناك لأبشع أنواع الضرب والإهانة. تم ذلك على يد مرتزقة من شرطة سافرة، حيث تم حلاقة شعري، وصُبّ الماءُ البارد على جسمي، في حين استقبل ظهري الضرب بالهروات. الأكثر إيلاما في ذلك؛ كان ارتطام وجهي في الجدار بأرجلهم، وتحطيم أسناني الأمامية. استمر هذا الحال لمدة ١٠ أيام، حيث تكرّرت الإهانات، ومُنعتُ من النوم وشرب الماء في أول يوم من بدء الأحداث.
٤- بعد هذه الأيام، تم اقتيادي من قبل ضباط “بحرينيين” إلى مبنى العزل (الذي ينزل فيه محكومون بالإعدام). هنا تكررت عملية إخراجي من الزنزانة، ومقابلتي لأفراد مختلفين من الشرطة والضباط الإماراتيين، بالاضافة إلى الضباط “البحرينيين”. تكرر إخراجي من المحبس الانفرادي عدة مرات، وتعرضت في كلّ مرة للضرب. ومن بين المتواجدين من الأسماء المعروفة: الضابط “البحريني” معاذ، والضابط حمد الذوادي، والضابط عبدالله عيسى. وفي إحدى المرات، تمّ اصطحاب أفراد من الشرطة يزعمون بانتسابهم إلى دولة الإمارات، وأنهم “من أبناء زايد”، ومن بينهم شاب صغير يُدعى أحمد الشحي. استمرت سلسلة المضايقات في المبنى من قبِل شرطة أردنيين كثيرين، حيث تم منعنا من أبسط الحقوق، ومنها الاتصال والاطمئنان على أهالينا.
* كُتبت الإفادة في تاريخ ٢١ أكتوبر ٢٠١٦م