كيف بدأت أحداث مارس ٢٠١٥م في سجن جو؟
تروي إفاداتُ السجناء المنشورة في هذا الإصدار أحداثَ سجن جو في ١٠ مارس ٢٠١٥م، وكيف تسلسلت حتّى اندلعت المواجهات مع القوات الخليفية في السجن، وارْتُكبت بعدها العملية الانتقامية الكبرى ضد السجناء. ويمكن أن تكون هذه الروايات/ الإفادات مادةً مناسبة لاستخلاص الخطوط الأساسية التي كانت وراء الأحداث المأساوية التي عانى منها السجناء.
تتفق روايةُ الإفادات على أن الأحداث وقعت بعد اعتداء الشرطة على عائلة أحد السجناء أثناء الزيارة. في ذلك اليوم، قام بعض السجناء في مبنى رقم ٤ بتنظيم اعتصامٍ عند مكتب الاستقبال بالمبنى، وعبّر الاعتصام عن الاستنكار ضدّ تفاقم الوضع السيء داخل السجن، وخاصة لجهة سوء المعاملة، وتزايد الانتهاكات من جانب إدارة السجن. في السياق، جاء شيوعُ خبر الاعتداء على عائلة أحد السجناء؛ ليرفع من وتيرة الاستياء ويفجر الإحتقان. ابتدأ الأمر باعتصام داخل المباني احتجاجاً على حادثة الاعتداء، وسرعان ما تدحرجت الأحداث لتفجر غضبا عارم. إدارة السجن وبأمر من وزير الداخلية الخليفي، راشد الخليفة، أسْرعَ إلى إصدار أوامر بمواجهةِ الأحداث بالقوّة المفرطة، وأرْخى للضباط الحبلَ لاستعمال كلّ أشكال البطش ووسائل العقاب، وهو ما أدى إلى إيقاع انتهاكاتٍ واسعة استمرّت عدّة أشهر، وبلغت التجاوزات حدودا أخفقت السلطات الخليفية في تبريرها والتغطية عليها، واضطّرت معها المؤسسات التابعة للنظام للإقرار بها، بشكل أو بآخر.
فمن هي هذه العائلة التي تعرّضت للاعتداء أثناء الزيارة في سجن جو؟
تعليق واحد