مواضيع

المؤمن بسمةٌ تدفع المنكر

صديق الشهيد

يروى أن نبي الله عيسى قد سُئِل: «يا روح الله، من نجالس؟»، فقال (ع): «من تذكركم الله رؤيته، ويزيد في علمكم منطقه، ويرغبكم في الآخرة عمله»، ورغم أني لم أحظَ مع شهيدنا المؤمن في سوى العالم الأزرق إلا بلقائين، إلا أنّ هذا المعنى كان حاضراً منه حتى بمروره في الذهن، ولا غرو إن قيل عندها أني آخيتُ من يُذكّرني الله ذكره!

نعم، يُذَكِّر بالله ذكره، حتى أني بعد رحيله بالذات لا أجد الخواطر وأخواتها عند ذكره إلا منهزمةً، والهمة للنشاط وفعل الخير إلا متوهِّجةً، والأملَ رغم المثبِّطات مُتَّقِداً.

ولم تكن هذه مسألةً شخصية تفرَّدتُ بها لإحساسٍ خاص، بل لمست ما يحكيها أو يحكي نظيرها عند بعض الأحبة، والسرُّ في ذلك ليس خافياً على مَن عرفه؛ فإن ذلك مِمَّا يكفله تميُّز المؤمن في تديُّنه والتزامه، ونشاطه وهِمَّته، وأمله ورساليَّته، وهو الذي لم تخدش حرمةَ الأخوَّةِ والإيمان عنده أي انتماءات حزبيةٍ محضة، بل لم أرَها شيئاً في عينَيه أصلاً، ولم يكن أيٌّ من ذلك منحصر الوجود على لسانه دون سلوكه، بل ما حكى لسانه مِمَّا سمعته وقرأته إلا ما رأيتُ أنَّه تمثَّل في ما جرى على يديه.

المصدر
كتاب المؤمن الممهد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟