دمي فداءٌ لوطني
الشيخ عبدالله الصالح
«دمي فداءٌ لوطني»..
عبارة لخصت فلسفة هذا الشهيد وعطاءه، هي آخر ما كتب في صفحته على «الفيسبوك» عصر يوم ١٦ فبراير ٢٠١١م، هذه الكلمات الثلاث تحولت بعد ساعات قليلة إلى واقع وحقيقة صعقت أباه وأمه وأخوته الستة، حينما تلقوا خبر شهادة علي متأثراً بجراحه يوم الخميس الدامي ١٧ فبراير ٢٠١١م الذي يوافق ١٤ ربيع الأول ١٤٣٢هـ..
الشهيد علي المؤمن الجامعي الخلوق، المربي المخلص لجيل من الشباب المؤمن، والزميل الحريص على نجاح زملائه ومصلحتهم، والواقف وقته لخدمة أبناء مجتمعه، كان كثير العطاء لشعبه ومجتمعه، كان معروفاً في كل مواطن العطاء: في دروس التعليم الديني، وفي دروس التقوية الأكاديمية، يرشد الحيارى ويساعد الطلاب، وكان الشاب المؤمن – لقباً وواقعاً – يعمل بلا كلل، ويبذل بلا حساب، ويعطي دون أن ينتظر مقابل، إنه الباذل نفسه من أجل وطنه وشعبه.
شعر الجميع بألم فقد الشهيد علي المؤمن، وبالفراغ الكبير الذي تركه، وبالشحن الروحي الكبير الذي خلفه في نفوس رفاقه وأصدقائه، فأصبح الشهيد علي أحمد المؤمن أيقونة للشباب المحب للوطن والمتطلع لحياة العزة والكرامة والاستقلال..
لقائي الأول بوالده وذوي الشهداء الآخرين: شهداء ثورة ١٤ فبراير في خيمة الشهداء بدوار اللؤلؤة، كان الهدف تسليتهم ومواساتهم، والحق أننا كنا نتعزى بهم ومنهم..
جئنا لنعزيهم فكانوا يبعثون فينا الصبر والأمل..
جئنا لمواساتهم فوجدناهم كالجبال الراسيات، وقالوا لنا بثقة: هذا الشعب منتصر ولا يهزم!!
رحمك الله يا علي وحشرك في زمرة النبيين والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقاً، ورحم الله من يقرأ لروحك الطاهرة وأرواح الشهداء جميعاً سورة المباركة الفاتحة..