مواضيع

دور الشباب في نهضة المجتمع

لا يوجد تعريف واحد للشباب، وهناك صعوبة في إيجاد تحديد واضح لهذا المفهوم، وعدم الاتفاق على تعريف موحد شامل يعود لأسباب كثيرة أهمها اختلاف الأهداف المنشودة من وضع التعريف وتباين المفاهيم، والأفكار العامة التي يقوم عليها التحليل السيكولوجي والاجتماعي الذي يخدم تلك الأهداف.

لذلك فإن مفهوم الشباب يتسع للعديد من الاتجاهات التالية:

  1. الاتجاه البيولوجي: وهذا الاتجاه يؤكد الحتمية البيولوجية باعتبارها مرحلة عمرية أو طور من أطوار نمو الإنسان، الذي فيه يكتمل نضجه العضوي، وكذلك نضجه العقلي والنفسي والذي يبدأ من سن 15-20، وهناك من يحددها من 13-30، والأكثر يحدد 15-30 سنة.
  2. الاتجاه السيكولوجي (النفسي): يرى هذا الاتجاه أن الشباب حالة عمرية تخضع لنمو بيولوجي من جهة ولثقافة المجتمع من جهة أخرى. بدءاً من سن البلوغ وانتهاءاً بدخول الفرد إلى عالم الراشدين الكبار، حيث تكون قد اكتملت عمليات التطبيع الاجتماعي. وهذا التعريف يحاول الدمج بين الاشتراطات العمرية والثقافة المكتسبة من المجتمع «الثابت والمتغير».
  3. الاتجاه السوسيولوجي (الاجتماعي): ينظر هذا الاتجاه للشباب باعتباره حقيقة اجتماعية وليس ظاهرة بيولوجية فقط، بمعنى أن هناك مجموعة من السمات والخصائص إذا توافرت في فئة من السكان كانت هذه الفئة شباباً.

نستعرض هنا بعض خصائص الشباب العربي والبحريني بشكل خاص:

أولاً: السلبيات:

  1. المبالغة في الحياة الاستهلاكية: تشير الدراسات والإحصائيات في البحرين إلى الزيادة المطردة الخطيرة والمخيفة للقروض والتسهلات الانتمائية الاستهلاكية عدداً وكمّاً، وارتفاع انعكاساتها من مديونية واضطرابات نفسية على الشباب، خصوصاً وأن العدد الكبير منهم يتفاخر بمظاهر خداعة بتكلفها وهي تزيد بكثير عما يتقاضاه من أجر وإيراد.
  2. المصلحة الفردية: المحافظة على المصالح الفردية الذاتية والحرص على جميع الماديات ولو كان ذلك على حساب الآخرين المرتبطين معه من أفراد في أسرته، أو أصدقائه أو زملائه في عمله.
  3. الفراغ الديني: إذا اتصف الشباب بضعف الوازع الديني تصبح العلاقات الأسرية في مهب الريح فتزداد المشكلات فلا احترام للوالدين، ولا إحسان لزوجة ولا زيارات لأهل، ولا تربية فاضلة لأبناء، وصلات مقطوعة، ويصبح الشباب يعيش في عزلة وأحلام الحصول على ضالته المفقودة أصلاً.
  4. إفراط الذهن: التطرف في الأفكار هي أحد السمات عند الشباب، وهو إما تطرف في الاقتناع بالفكرة أو نبذها.
  5. ضياع القدوة والهوية: إن عدم وضوح الأهداف والرؤى والتناقض الفكري الذي يعيشه الشباب أدى إلى الانهزامية ومجاراة الصيحات والموضات الداخلية على ثقافتنا وعاداتنا.
  6. الكسل والاتكالية وعدم المبالاة: الكثير من الشباب لا يستطيع استيعاب التغيرات في سوق العمل حكومية كانت أم خاصة فهم يعيشون أحلام الماضي الجميلة ويتناسون الحاضر الصعب.

ثانياً: الإيجابيات:

  1. الشباب هو رهان كل القوى الموجودة سياسية كانت أم اقتصادية أم اجتماعية وغيرهم.
    1. المؤثر الأقوى في المجتمع وعنصر التغيير فيه.
    1. فترة النشاط والحيوية ومرحلة البذل والعطاء.
    1. الفضول وحب الاستطلاع، فالشاب يبدو دائم السؤال والاستفسار في محاولة لإدراك ما يدور من حوله والإلمام بأكبر قدر من المعرفة المكتسبة مجتمعياً.
    1. بروز معالم استقلالية الشخصية لدى الشاب، والنزوع نحو تأكيد الذات.
    1. لا يقبل بالضغط والقهر مهما كانت الجهة التي تمارس هذا الضغط عليه سواء كانت سلطة أو أسرة، وهذا السلوك جزء من العنفوان الداخلي للشباب والاعتداد بالنفس.
    1. درجة عالية من الديناميكية والحيوية والمرونة، المتسمة بالاندفاع والانطلاق والتحرر والتضحية.
    1. التكفير في خيارات الحياة والمستقبل، الزواج، التعليم، الثروة.
    1. تقبل الجديد المستحدث وتبنّيه والدفاع عنه، وهذه السمات تعكس قناعة الشباب ورغبته في تغيير الواقع الذي وجد فيه وإن لم يشارك في صنعه.

مدخل مرحلة الشباب هي فترة المراهقة، وبوجه عام تطرأ ثلاث علامات أو تحولات بيولوجية على المراهق، إشارة لبداية هذه المرحلة عنده، وهي:

  1. النمو الجسدي:

حيث تظهر قفزة سريعة في النمو، طولاً ووزناً، تختلف بين الذكور والإناث، فتبدو الفتاة أطول وأثقل من الشاب خلال مرحلة المراهقة الأولى، وعند الذكور يتسع الكتفان بالنسبة إلى الوركين، وعند الإناث يتسع الوركان بالنسبة للكتفين والخصر، وعند الذكور تكون الساقان طويلتين بالنسبة لبقية الجسد، وتنمو العضلات.

  • النضوج الجنسي:

يتحدد النضوج الجنسي عند الإناث بظهور الدورة الشهرية، ولكنه لا يعني بالضرورة ظهور الخصائص الجنسية الثانوية مثل: نمو الثديين وظهور الشعر تحت الإبطين وعلى الأعضاء التناسلية، أما عند الذكور فالعلامة الأولى للنضوج الجنسي هي زيادة حجم الخصيتين، وظهور الشعر حول الأعضاء التناسلية لاحقاً، مع زيادة في حجم العضو التناسلي، وفي حين تظهر الدورة الشهرية عند الإناث في حدود العام الثالث عشر، يحصل القذف المنوي الأول عند الذكور في العام الخامس عشر تقريباً.

  • التغير النفسي:

إن للتحولات الهرمونية والتغيرات الجسدية في مرحلة المراهقة تأثيراً قوياً على الصورة الذاتية والمزاج زالعلاقات الاجتماعية، فظهور الدورة الشهرية عند الإناث، يمكن أن يكون لها ردة فعل معقدة، تكون عبارة عن مزيج من الشعور بالمفاجأة والخوف والانزعاج، بل والابتهاج أحياناً، وذات الأمر قد يحدث عند الذكور عند حدوث القذف المنوي الأول، أي: مزيج من المشاعر السلبية والإيجابية. ولكن المهم هنا، أن أكثرية الذكور يكون لديهم علم لالأمر قبل حدوثه، في حين أن معظم الإناث يتكلن على أمهاتهن للحصول على المعلومات أو يبحثن عنها في المصادر والمراجع المتوافرة.

يعيش المراهق في هذه المرحلة إحدى ثلاث حالات، منها:

  • مراهقة سوية خالية من المشكلات والصعوبات.
    • مراهقة انسحابية، حيث ينسحب المراهق من مجتمع الأسرة ومجتمع الأقران، ويفضّل الانعزال والانفراد بنفسه، حيث يتأمل ذاته ومشكلاته.
    • مراهقة عدوانية، حيث يتسم سلوك المراهق فيها بالعدوان على نفسه وعلى غيره من الناس والأشياء.

أبرز المشكلات والتحديات السلوكية في حياة المراهق:

  1. الصراع الداخلي: حيث يعاني المراهق من وجود عدة صراعات داخلية، ومنها: صراع بين الاستقلال عن الأسرة والاعتماد عليها، وصراع بين مخلفات الطفولة ومتطلبات الرجولة والأنوثة، وصراع بين طموحات المراهق الزائدة وبين تقصيره الواضح في التزاماته، وصراع بين غرائزه الداخلية وبين التقاليد الاجتماعية، والصراع الديني بين ما تعلمه من شعائر ومبادئ ومسلمات وهو صغير وبين تفكيره الناقد الجديد وفلسفته الخاصة للحياة، وصراعه الثقافي بين جيله  الذي يعيش فيه بما له من آراء وأفكار والجيل السابق.
  2. الاغتراب والتمرد: المراهق شيكو من أن والديه لا يفهمانه، ولذلك يحاول الانسلاخ عن مواقف وثوابت ورغبات الوالدين كوسيلة لتأكيد وإثبات تفرده وتمايزه، وهذا يستلزم معارضة سلطة الأهل؛ لأنه يعد أي سلطة فوقية أو أي توجيه إنما هو استخفاف لا يطاق بقدراته العقلية التي أصبحت موازية جوهرياً لقدرات الراشد،واستهانة بالروح النقدية المتيقظة لديه، والتي تدفعه إلى تمحيص الأمور كافة، وفقاً لمقاييس المنطق، وبالتالي تظهر لديه سلوكيات التمرد والمكابرة والعناد والتعصب والعدوانية.
  3. الخجل والانطواء: التدليل الزائد والقسوة الزائدة يؤديان إلى شعور المراهق بالاعتماد على الآخرين في حل مشكلاته، لكن طبيعة المرحلة تتطلب منه أن يستقل عن الأسرة ويعتمد على نفسه، فتزداد حدة الصراع لديه، ويلجأ إلى الإنسحاب من العالم الاجتماعي والانطواء والخجل.
  4. السلوك المزعج: هو الذي يسببه رغبة المراهق في تحقيق مقاصده الخاصة دون اعتبار للمصلحة العامة، وبالتالي قد يصرخ، يشتم، يسرق، يركل الصغار ويتصارع مع الكبار، يتلف الممتلكات، يجادل في أمور تافهة، يتورط في المشاكل، يخرق حق الاستئذان، ولا يهتم بمشاعر غيره.
  5. العصبية وحدة الطباع: فالمراهق يتصرف من خلال عصبيته وعناده، يريد أن يحقق مطالبه بالقوة والعنف الزائد، ويكون متوتراً بشكل يسبب إزعاجاً كبيراً للمحيطين به.

وتجدر الإشارة إلى أن كثيراً من الدراسات العلمية تشير إلى وجود علاقة قوية بين وظيفة الهرمونات الجنسية والتفاعل العاطفيعند المراهقين، بمعنى أن المستويات الهرمونية المرتفعة خلال هذه المرحلة تؤدي إلى تفاعلات مزاجية كبيرة على شكل غضب وإثارة وحدة طبع عند الذكور، وغضب واكتئاب عند الإناث.

التحديات التي تواجه الشباب:

  • تحقيق الأنجاز الذاتي.
  • الغزو الفكري والثقافي في زمن العولمة.
  • النظرة الغربية السيئة للشباب العربي.

أولاً: تحقيق الإنجاز الذاتي:

هو هدف كل شاب طموح، وهي حاجة وتحدي لإشباع ذات الشباب، ولارتقاء المجتمع والأمة، ولتحقيق ذلك، يحتاج الشباب إلى سلسلة حاجات رتبها العالم موسلو حسب الأولويات في هرم ماسلو للاحتياجات:

  • الحاجات الفيزيائية: هي عبارة عن الطعام والشراب والهواء والمسكن وغيرها من الحاجات الضرورية لاستمرار الحياة.
  • الأمن: هو ضمان عدم فقدان الفرد لوظيفته وحاجاته الفيزيائية.
  • الانتماء: هو أن يكون الفرد جزء من جماعة وذلك يعطي نتائج أبهر نتيجة العمل الجماعي.
  • الدور: هو الدور الذي يلعبه الفرد في الجماعة والمهمة التي يقوم بأدائها فبدون وظيفة لا يمكن استمرار أي شاب مع أي جماعة.
  • الإنجاز: حيث حاجة الشاب إلى تحقيق إنجازات تتسبب في سعادة الآخرين وراحتهم مما يولد شعوراً بالراحة عند الشاب لما تسبب به من سعادة عند الآخرين.

ثانياً: الغزو الثقافي والفكري في زمن العولمة:

هذا تحدي كبير يُلزمنا إثبات الهوية العربية الإسلامية في قرية صغيرة ألا وهي الكرة الأرضية بالإضافة إلى الاستفادة من الأمم الأخرى ونبذ سمومها.

ثالثاً: النظرة الغربية السيئة للشباب العربي والمسلم:

هو ما ينعكس على الشباب سلباً حيث يُصاب بالإحباط والدونية أمام الغرب وهنا يتطلب تغيير هذه النظرة من خلال تغيير مسبباتها.

نماذج من التاريخ:

  1. علي الأكبر (ع): في الموقف الشهير لعلي الأكبر مع أبيه الحسين (عهما) عندما قال له: أولسنا على الحق؟ قال: بلى، قال: إذاً لا نبالي وقعنا على الموت أم وقع الموت علينا. نرى في هذا الموقف حسن بصيرة على االأكبر (ع) وشجاعته ومعرفته بالله، فيقدم علي الأكبر (ع) نموذج للشاب الواعي الرسالي الذي يؤمن برسالته ويعمل على تحقيق هذه الرسالة، فيقول: تعرف على تكليفك أولاً «أولسنا على الحق» فإن يتقنته فقم بتأديته ولا تبالي بالنتيجة «إذاً لا نبالي»، فيتوجب على كل شاب الاقتداء بمثل هذه الشخصية الخالدة التي مثلت فئة الشباب في أهم واقعة في التاريخ ألا وهي واقعة الطف.
  2. شباب حزب الله: يعتبر شباب حزب الله النموذج القدوة لشباب اليوم، فهم شباب مضح ومتفان في القضية التي آمنوا بها، فتحملوا مسؤولياتهم وقاموا بدورهم المطلوب رغم أنهم شباب يستهويهم ما يستهوي الشباب إلا أنهم أبوا أن يقدموا التوافه على القضايا المصيرية فكان لهم الدور الأكبر والأبرز في تحرير لبنان وتحرير جميع الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية وحققوا المعجزة التي عجزت عنها الجيوش العربية مجتمعة.

الشباب في البحرين:

يعيش الشباب البحريني وسط مشاكل عديدة في جميع مجالات الحياة، وتأتي المشاكل السياسية والاجتماعية المحيطة بالبلد لتضاعف مشاكل الشباب، وباعتقادنا أن هناك عاملين لهذه المشاكل، أحدهما العامل الداخلي الذي يتسبب به الشاب ذاته والآخر العامل الخارجي والذي تتسبب فيه البيئة الخارجية التي يتفاعل معها الشباب وهي على النحو الآتي:

العوامل الذاتية:

  1. غيابهم عن دائرة صنع القرار في مختلف الأصعدة التي تؤثر على واقع ومستقبل الشباب.
  2. اعتزال البعض والتفرغ الكامل لشؤونه الخاصة ونسيان المجتمع والتغافل عن المبادئ الإنسانية والإسلامية.
  3. تضييع الوقت في المقاهي والجلسات والدواوين على حساب الأماكن والفعاليات المثمرة والمفيدة الأمر الذي تسبب في فراغ واضح في عقول الكثير من الشباب.
  4. الفهم الخاطئ للالتزام الديني، التعصب الخاطئ عند البعض، وضعف الوازع الديني والتساهل معه عند البعض الآخر أدى إلى إرباك في العلاقات الاجتماعية بين الشباب أنفسهم وبينهم والمجتمع المحيط.
  5. عدم وعي شريحة كبيرة من الشباب بأهمية دورهم مما أدى إلى اتخاذ موقف سلبي من مجريات الأمور في الساحة الاجتماعية متمثلاً في الانسحاب منها.

العوامل الخارجية (البيئية) يتسبب فيها الأسرة أو الفعاليات الاجتماعية أو المسؤولين في الحكومة مثل:

  1. الاعتقاد بعدم قدرة الشباب على تحمل المسؤولية وصنع القرار فيُعمل على تهميشهم.
  2. إرادة التفرد والاستمرار في التسلط، وهذا الأمر ليس في الوظائف والمناصب العالية فقط، بل حتى في المؤسسات الاجتماعية من مآتم وصناديق وجمعيات أهلية فلا يمكن الشباب من الموقع خوفاً من اختطافها من أيدي المتسلطين فينسحب الشباب على إثرها أو يحدث التصادم مع المتنفذين.
  3. سعي بعض الجهات إلى تعميق الانحراف الأخلاقي والفكري لدى الشباب بهدف تمييعهم وجعلهم قوة خاوية من القدرة، كما يعلم الجميع إحدى هذه المساعي الحثيثة من الدول صاحبة النفوذ الأكبر في العالم لتعميق الانحطاط والانحراف الأخلاقي والفكري في أوساط شباب العالم الإسلامي للتمكن منهم.
  4. انعدام القنوات الصحية للتعبير عن وجهة نظر الشباب، وذلك بسبب هيمنة بعض الجهات على غالبية وسائل الإعلام الرسمية والشعبية، وعدم وجود الأماكن الصحيحة ليعبر الشاب عن رأيه، مما يدفع الشاب ليستخدم أساليب خاطئة.

واقع برامج الرعاية في البلاد:

تعاني البحرين من نقص في الخدمات والمراكز الشبابية والثقافية التي من الممكن أن تحتضن الشباب على المستوى الأهلي والرسمي بشكل خاص.

الرسمي: في الواقع الحالي ترى أن البرامج الراعية للشباب قليلة جداً وإن وجدت فهي غير فاعلة وضعيفة المستوى، فيلاحظ غياب الفعاليات والبرامج التي ترعى وتدعم طموح الشباب وإبداعاته وتصقل مهاراته.

ولو سلطنا الضوء على الجهات المعنية بفئة الشباب نجد الآتي:

وزارة التربية والتعليم:

مخرجات مشروع التربية والتعليم الذي تصممه وتنفذه وزارة التربية والتعليم مخرجات ضعيفة جداً نتيجة ضعف المشروع في مكوناته فهو لا يتناسب مع الحاجات التربوية والتعليمية للناشئة فالتعليم في المدارس الحكومية لا يؤهل أكثر الطلاب للدراسة الجامعية.

كما أن بعض المشروعات التي تنفذ بهدف رعاية الشباب وتنمية قدراته نلاحظ على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:

المجالس الطلابية في المدراس: دائماً ما تتجاهل إدارات المدارس تلك المجالس، حتى بات مجلس الطلبة في أكثر المدارس كلوحة فنية معروضة تتباهى بوجودها الإدارات المدرسية.

المجالس الطلابية في الجامعات: مجلس طلبة جامعة البحرين أوجدته الجامعة ليعبر عن رأي الطلاب ويحق طموحاتهم لكنه بلا أسنان ويعاني من التضييق وتقليص الصلاحيات.

المؤسسة العامة للشباب والرياضة:

باعتبارها الجهة الأولى المسؤولة عن الشباب وهي مختصة بعمل البرامج للشباب وتنميته، في حين أن الواقع مغاير، فبعد أن كانت برامجهم ومشاريعهم شبه غائبة وضعيفة وتنصب على المجال الرياضي بشكل كبير زادوا الطين بلة عندما قاموا بحرف الغرض إلى أهداف مغايرة ساهمت في تعميق المشكلة فانصبت جهودهم على تحقيق الإنجازات فجنسوا بعض الرياضيين وصرفوا عليهم الأموال بدلاً من توجيهها للشباب البحريني.

التنمية الاجتماعية:

نجد أن دورها شبه غائب في رعاية الشباب باعتباره فئة اجتماعية مهمة إن لم نقل أنها الأهم.

وزارة الصحة:

لا نجد جهود جدية وبرامج فاعلة للتوعية الصحية البدنية والنفسية للشباب وهو أمر يؤثر تأثيراً كثيراً على فاعلية الشباب ونتاجهم.

وزارة الإعلام:

من المهام الأساسية لوزارة الإعلام تهيئة القنوات الصحية للشباب للتعبير عن أنفسهم بحرية تامة، بالإضافة إلى دعم الأنشطة الشبابية والطلابية في البلاد، وأن تفعل دورها في التصدي للأفكار المحرضة على الانحراف بنوعيه الأخلاقي والفكري، ونشر الأفكار الصحيحة والمؤثرة إيجابياً في تفعيل دور الشباب في المجتمع، إلا أنّ هذا الأمر غائب أو يؤدى بشكل مقلوب.

المؤسسات الأهلية:

المشكلات الكبيرة والكثيرة التي تعاني منها المؤسسات الأهلية من نقص في الموارد البشرية والمادية وغياب الكوادر المؤهلة والمتخصصة تسبب في غياب العمل المنظم وضعف مستوى الإنتاج فغلب على البرامج العشوائية والتخبط في الكثير من المؤسسات الأهلية مما أدى إلى إهمال قطاع الشباب عمداً أو جهلاً أو قصوراً.

الأدوار التي يمكن أن يؤديها الشاب في المجتمع:

الجانب الاجتماعي:

دور الشاب كمصلح اجتماعي من خلال المشاركة في الأعمال التطوعية: كان الهدف الأساسي هو تقديم الرعاية والخدمة للمجتمع وفئاته، أصبح الهدف الآن تغيير وتنمية المجتمع.

تعريف العمل الاجتماعي التطوعي: مساهمة الأفراد في أعمال الرعاية والتنمية الاجتماعية سواء بالرأس أو بالعمل أو بالتمويل دون مقابل مادي.

كيف ينشأ العمل التطوعي الجماعي: وتنشأ هذه الأعمال غبر أفراد تجمعهم بعض المشتركات، يجتمعون مع بعضهم، فيتكون العمل الاجتماعي ليسد الحاجة الناقصة في مجتمعهم.

أهمية العمل الاجتماعي التطوعي لدى الشباب:

  1. تعزيز انتماء ومشاركة الشباب في مجتمعاتهم.
  2. تنمية قدرات الشباب ومهاراتهم الشخصية والعلمية والعملية.
  3. يتيح للشباب التعرف على الثغرات التي تشوب نظام الخدمات في المجتمع.
  4. يتيح للشباب الفرصة للتعبير عن آرائهم وأفكارهم في القضايا العامة التي تهم المجتمع.
  5. يوفر للشباب فرصة تأدية الخدمات بأنفسهم وحل المشاكل بجهدهم الشخصي.
  6. يوفر للشباب فرصة المشاركة في اتخاذ القرارات وتحديد الأولويات.

المعوقات التي تعترض مشاركة الشباب الاجتماعية:

  1. الظروف الاقتصادية السائدة وضعف الموارد المالية للمنظمات التطوعية.
  2. بعض الأنماط الثقافية السائدة في المجتمع كالتقليل من شأن الشباب والتمييز بين الرجل والمرأة.
  3. ضعف الوعي بمفهوم وفوائد المشاركة في العمل الاجتماعي التطوعي.
  4. قلة التعريف بالبرامج والنشاطات التطوعية التي تنفذها المؤسسات الحكومية والأهلية.
  5. عدم السامح للشباب بالمشاركة في اتخاذ القرارات بداخل هذه المنظمات.
  6. قلة البرامج التدريبية الخاصة بتكوين جيل جديد من المتطوعين أو صقل مهارات المتطوعين.
  7. قلة تشجيع العمل التطوعي.

تغيير الممارسات والعادات الخاطئة في المجتمع:

جميع الحضارات والأفكار التغييرية التي طرأت على العالم من بدايته حتى الآن، دائماً ما يكون الشباب أكثر فئة داعمة لها «وهذا متطابق مع خصائص الشباب حيث يعتبر الميل إلى تغيير الواقع من أهم الخصائص في مرحلة الشباب».

وهناك عزوف من قبل أفراد المجتمع، وخاصة الشباب منهم، عن المشاركة في العمل الاجتماعي بالرغم من أن الشباب يتمتع بمستوى عالي من الثقافة والفكر والانتماء وبالرغم من وجود برامج تشجع الشباب على المشاركة بشكل فاعل في تنمية مجتمعم.

ولا نبخس جهد الشباب ونشاطهم، فعلى سبيل المثال أكثر الكوادر العاملة في الجمعية الأهلية من فئة الشباب وخصوصاً الطلبة منهم، ولكن عندما نأخذ النسبة بين الشباب العاملين وغيرهم نرى رجحان الكفة لغير العاملين.

الجانب الثقافي:

  1. تنمية الثقافة وتغيير الأفكار الخاطئة السائدة في المجتمع، كون الشباب هم أكثر الأفراد في المجتمع اهتماماً بالقضايا المعاصرة وإرادةً للتغيير.
  2. مواجهة الغزو الثقافي وأفكار العولمة، لأن الشاب طبعه حماسي وتكون غيرته على ثقافته ومبادئه أكثر من أي فئة أخرى.
  3. العمل على التويعة الثقافية وتبيين الحقائق والأخطار المحيطة بالمجتمع.
  4. العمل على تحقيق النمو العلمي والثقافي في الأوساط الشبابية والمجتمعية.
  5. تدعيم ثقة الأمة بذاتها وطاقاتها وقدراتها على تحقيق أهدافها.

الجانب السياسي:

  1. مقاومة الاحتلال والاستعمار في حالة وجوده.
  2. الشباب هم دينامو العمل السياسي، فيجب عليهم المساهمة الفاعلة في تغيير الواقع السياسي وتحقيق المطالب الحقوقية، حيث تعتمد الجمعيات والأحزاب السياسية على فئة الشباب وذلك لعدة أشباب أهمها الحيوية العالية والنشاط الكبير التي تميز الشباب عن غيرهم وميلهم لتغيير الواقع.
  3. المشاركة في صنع القرار والنقد البناء للمؤسسات السياسية الموجودة.

الجانب الاقتصادي:

  1. ابتكار أساليب جديدة وإبداعية تساهم في رفع جانب الاقتصاد الفردي والمجتمعي.
  2. تفعيل دورهم في بناء الاقتصاد.
  3. نشر ثقافة ترشيد الاستهلاك ودعم المؤسسات الاقتصادية المحلية.
المصدر
كتاب المؤمن الممهد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟