مواضيع

وقعة حلة السّيف

قال أحد المعمّرين من قرية القلعة واسمه «الحاج أحمد» أنّ سبب هجرة أهل هذه القرية هو رجل من المتنفذين اسمه …….. ،  في أحد الأيام بينما كان هذا الشخص يتنزّه بالقرب من حلّة السيف، لمحت عيناه إحدى الفتيات من القرية المذكورة، وبينما كانت تلك الفتاة تعبر من فوق سور بان شيء من رجليها البيضاء فأعجبته الفتاة وذهب إلى أهل القرية طالبًا منهم تلك الفتاة لتبيت معه تلك الليلة فقال أهل الفتاة: نزفها إليك. فقال لهم: لا أريد زفافًا بل أريد الفتاة بلا زواج وإذا لم تسلّموني الفتاة سأحرق قريتكم بما فيها فطلبوا منه أن يأتي ليلًا لأخذها مبرّرين ذلك بحجّة تجهيز البنت له، فقَبِل على أن يأتي في تلك اللّيلة لأخذ الفتاة، وبقي أهل القرية يفكّرون في الموضوع، وبينما هم على حالهم من التفكير والحزن، وإذا بثلاث سفن لأهل القطيف تتوجه نحوهم، حيث كان أهل القطيف من معارفهم وكانوا يتردّدون ويتنقلون بين القطيف والبحرين، وكانوا يزورونهم وتربطهم بهم عدّة علاقات، ولما وصلوا إلى ساحل قرية حلّة السّيف، رأوا أهلها على تلك الحالة من الحزن والخوف فسألوهم عن السّبب، فسرد أهل القرية القصة عليهم، فاقترح عليهم أهل القطيف أن يفرّوا من القرية معهم بالسّفن والالتحاق بهم بالسّفن المملوكة لبعض الأهالي وينزلوا عندهم بالقطيف، فاستحسن أهل القرية الفكرة وصعدوا معهم مصطحبين معهم ما أمكن من أمتعتهم ومن حيوانات كالدجاج والأغنام، فلم يبقى في القرية إلا ثلاثة من أبناءها لينظروا في أمر المتنفّذ الذي توعّد بحرق القرية، ولما جاء الموعد المتفق عليه، وصل المتنفّذ إلى القرية فاستقبلوه وقالوا له تفضّل للمنزل فقال لهم أريد الفتاة دون تأخير، فقالوا له: تفضّل ريثما تجهز ونزفّها إليك، فردّ عليهم: قلت لكم لا أريد زفافًا ولا زواج. ثم دخل معهم للمنزل وبينما هو ينتظر خرجوا من المنزل وأقفلوا عليه الباب من دون أن يشعر وفرّ الثلاثة في زورق قد أعدّ لهم مسبقًا وصاروا يجدّفون وبينما هم كذلك نفذ صبر المتنفذ، فقام محاولًا الخروج فوجد الباب مقفلا فعرف أنّها مكيدة وقع فيها فأراد فتح الباب بكل قوّة وبعد أن تمكّن من فتح الباب وجد أنّ الثّلاثة قد ابتعدوا بالزّورق عن السّاحل وكان المتنفّذ يملك مسدس -فشقة- فأطلق عليهم ولكنّ الرّصاص لم يصل إليهم حيث أن المسدّسات القديمة لم تكن ذات مدى بعيد وبعد أن فرّوا من يده ناجين بأنفسهم ما كان من المتنفّذ إلّا أن جاء برجاله وقاموا بحرق تلك قرية التي تحوّلت إلى رماد[1].


  • [1]. سنوات الجريش ( http://www.jasblog.com )
المصدر
آل خليفة الأصول والتاريخ الأسود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟