مواضيع

سكّان البحرين

على عكس آل خليفة الذين يختلف الباحثون في نسبهم وأصولهم فإنّ سكّان البحرين الأصليّون لا يحتاجون لإثبات هويّاتهم؛ لأنّها حقيقة ناصعة لا يشوبها ظلام التّزييف، كلّ المصادر التاريخيّة تشير جميعها إلى أنّ سكّان البحرين هم من العرب الشّيعة ويُدعون بـ»البحارنة»، وممّا يثبت ذلك:

مقبرة أبوعنبرة هي كنزٌ من كنوز جزيرة البحرين، تاريخٌ وتراثٌ ثمينٌ لا يقدّر بثمن، فيها قبورٌ أثريّةٌ تختزلُ قرونًا من تاريخ جزيرة أوال، قبورٌ تضمُّ بين طيّاتها رفات أكابر العلماء والفقهاء والشخصيّات التاريخيّة التي ساهمت في كتابة تاريخ البحرين القديم، يكفي التأمّل وقراءة ما نحت على ساجات العلماء من أسماء وتواريخ لتكتشف التّاريخ العريق لسكّان هذه الجزيرة.

يقول شهاب الدّين أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الحمويّ الروميّ البغداديّ المتوفّى في القرن السّابع الهجريّ سنة (626 هـ)، في كتابه معجم البلدان (ج4 \ ص150) في باب (العين والميم وما يليها) في مادة (عمان)، قال:

«وأهل البحرين بالقرب منهم بضدِّهم كلّهم روافض سبائيون لا يكتمونه ولا يتحاشون وليس عندهم من يخالف هذا المذهب إلّا أن يكون غريبًا».

يقول مؤرّخ البلاط الخليفيّ النبهانيّ في كتابه التّحفة النبهانيّة: «كان غالب سكّان البحرين شيعة شديدي التّعصب على إخوانهم السنيّين» (التحفة البنهانيّة ص123).

نقود الدّولة العيونيّة المسكوكة في القرن السّادس الهجريّ حيث كُتِبَ عليها «عليٌّ ولي الله».

من ناحيةٍ اجتماعيّةٍ، يذكر مونيك كرفران (1988م)، ما كتبه المعلّم (القبطان) أحمد بن ماجد، عندما زار أوال في نهاية القرن الخامس عشر، إذ أشار إلى أنّ «أوال تحتوي على 360 قرية، ومياهها العذبة متوفّرة في كل مكان، وأنّها تحتوي على مكانٍ في البحر ينبع منه الماء العذب وهناك حول البحرين مصائد اللّؤلؤ وتجارتها التي تعتمد على 1000 سفينة. وفي البحرين قبائل عربيّة وتجّار وعدد كبير من النّخيل والخيول والجمال والماعز والغنم، والرّمان، والتّين واللّيمون، وغيرها». وذكر ابن ماجد أنّ تجار هرمز يقصدون البحرين لشراء اللّؤلؤ ثم بيعه في الهند بأرباح طائلة. وذكر محمد علي العصفور (مجلّد مخطوط باليد 1901) «قال بعض مشايخنا كان عدد قرى البحرين في زمان السّابق بعدد أيام السّنة».

على الصّعيد الآخر في الجانب السياسيّ الذي مرّت به البحرين قبل احتلال آل خليفة لها ارتأينا أن نستعرض ما أورده لوريمر في موسوعته دليل الخليج حتى يستنبط القارئ منها الجو العام آنذاك[1]:


  • [1]. مع الأخذ بعين الاعتبار أن الإنكليز من المشاركين الأساسيّين في احتلال البحرين لذلك لابدّ وأنّ التّاريخ سيكتبونه على هواهم وبطريقة تبعد السّهام عنهم، إلّا أنّ تغييب كلّ الحقيقة ليس بالأمر الهيّن.
المصدر
آل خليفة الأصول والتاريخ الأسود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟