Site icon دار الوفاء للثقافة والإعلام

إلى الكويت

يظهر مما سبق أنّ العتوب وصلوا إلى الكويت على دفعاتٍ متفرّقةٍ ولم ينزلوا جميعًا دفعةً واحدة، وقد كانت الكويت قبل ذلك أرضًا فقيرة لا يسكنها إلّا لفيف من العشائر التّابعة لابن عريعر، وعند وصولهم الكويت استأذنوا بني خالد حكّام الأحساء سنة 1127هـ / 1715م بالإقامة فيها فأذنوا لهم، فاستقرُّوا فيها تحت حماية بني خالد حيث مارسوا التّجارة وامتهنوا الغوص لجمع اللّؤلؤ والتّجارة البحريّة من وإلى الهند، فازدهرت أعمالهم وتكاثر السّكان في المدينة وأقبلت عليهم قبائل مختلفة[1].

وفي سنة 1129هـ / 1716م تحالف ثلاثة من أهم زعماء القبائل التي سكنت الكويت وهم صباح بن جابر بن سلمان بن أحمد وخليفة بن محمد وجابر بن رحمة العتبي رئيس الجلاهمة على أن يتولّى صباح الرئاسة وشؤون الحكم وأن يتشاور معهم ويتولّى خليفة شؤون المال والتّجارة ويتولّى جابر شؤون العمل في البحر وتقسّم جميع الأرباح بينهم بالتّساوي[2]، بشرط أن يبقى كلّ ذلك تحت الحكم الخالديّ المباشر.

دخل العتوب في جمود سياسيّ لما لا يقل عن 50 عامًا وركّزوا جلّ اهتمامهم على التّجارة والشّؤون الماليّة، وقد ساعدهم الصّراع بين أفراد الأسرة الحاكمة من بني خالد عقب وفاة سعدون سنة 1722م على التمتّع بنوعٍ من الاستقلال الداخليّ وفي سنة 1752م أتاح الخطر الوهابي القادم من نجد على شرقيّ الجزيرة على الحصول على استقلال تام؛ نظرًا لمشاغلة الوهابيّون بني خالد[3].


Exit mobile version