إلى قطر
جدول المحتويات
يرى بعض الباحثون أنّ بداية هجرة العتوب كانت بين عامي 1674 – 1676م نظرًا لاشتداد القحط والجراد في هذه الفترة في نجد[1]، وهناك من يرى بأنّ هجرتهم بدأت مع بدايات القرن الثّامن عشر بالتّحديد عام 1710م[2]، لكن على ما يبدو أنّهم قد وصلوا في النّصف الأوّل من القرن السّابع عشر؛ لأنّ سنة طردهم من قطر كانت 1676م وهم قد أقاموا فيها من قبل ما لا يقلّ عن 30 سنة، ولعلّ السّبب في اختلاف تاريخ هجرتهم ومحاولتهم طمس بعض ملامحه هو لإخفاء بعض الأحداث سنتعرّض لبعضها لاحقًا.
أسباب رئيسيّة لاختيار قطر محطة للإقامة:
وجود (آل مسلم) في قطر، فالظّاهر أنّ العتوب كانوا يتوقّعون قبول آل مسلم بهم وهو ما حدث بالفعل حيث نزلوا ضيوفًا عندهم.
قربها من مغاصات اللّؤلؤ وصيد الأسماك، وكونها طريقًا تجاريًّا بين الهند والخليج، مما يُتيح تكوين ثروةٍ ماديّةٍ لهم.
قرب قطر من البحرين، حيث يمكن اعتبار الأولى أفضل نقطة يمكن الانطلاق منها للاستيلاء على الثّانية. وهذا ما حدث بالفعل سنة 1873م.
أثناء تواجد العتوب في قطر عزفوا على التّفاعل مع بيئتهم الجديدة وترويض أنفسهم على ركوب البحر والغوص على اللّؤلؤ ومشاركة غيرهم من أبناء الخليج في عمل النّقل البحريّ (القطاعة) والغوص.
أمّا سبب رحيلهم من قطر فلأنّ رجلًا من العتوب قتل رجلًا من أهل قطر، فحلَّ عليهم غضب حكّامها الذين خشوا استفحال أمرهم وزيادة تعنّتهم لذلك طلبوا منهم تسليم القاتل أو مغادرة قطر. فركبوا سفنًا شراعيّةً وساروا شمالًا عبر البحر سنة 1676م.