مواضيع

عشق وجنون

قيل لي مجنون ليلى قلبه بالحب يسعى

ظل مجنونًا بها ما عاش في الدنيا وعمّر

إن يكن قيس بليلى جن يا صحبُ فيُعذر

فأنا بالعذر أولى فأنا مجنونٌ حيدر

من لا يعشق أمير المؤمنين إلى حد الجنون، فهو لم يعرف معنى العشق ولم يذق حلاوته، ومن لا يعشق علي ففطرته ليست سليمة؛ لأن الفطرة السليمة تعشق الكمال وتنجذب إليه لا إراديًا، وعلي ليس فقط هو الإنسان وإنما هو الكمال وكيف لا أعشق من عشقه الله، فهل سمعت أن الله تعالى مدح إنسانًا بشكل مباشر غير علي، وذلك عندما نزل جبرئيل وقال: «لا فتى إلا علي»[1] وهل هناك إنسان أهداه لله تعالى هدية بشكل مباشر غير علي، وذلك عندما نزل جبرئيل بذي الفقار وقال: «لا سيف إلا ذوالفقار». يا علي الكعبة تتباهى وتفتخر، وتشرفت بولادتك فيها، والشمس حظيت بشرف رجوعها إليك ليقترن اسمها باسمك وتخلد في التاريخ، علي لولاك لما كان لرسول الله أخ، ولولاك لما كان لفاطمة كفء ولولاكم لما خلق الله الأفلاك، علي لولاك لما تجلى الله في الأرض ولولاك لما عرف الله، ولولاك لما كان للإنسان الكامل من مصداق، ولولاك لما كان للعشق من معنى.

يلوموني عندما أقوم وأقول يا علي، آدم عندما قام قال: يا علي، ونوح عندما ركب السفينة قال: يا علي، وإبراهيم عندما ألقي في النار قال: يا علي، ويوسف في الجب نادى: يا علي، ويونس في بطن الحوت نادى: يا علي، وموسى عندما ضرب بالعصا صرخ: يا علي، وعيسى كان يحيي الموتى بذكر يا علي، ومحمد كل ما ضاقت به الدنيا قال: يا علي، ومن يعتقد أن هذه مبالغة أو غلو فليراجع الروايات أولًا، ثم أنه لم يعرف عظمة علي ومقامه بعد، كل شيء في هذه الدنيا تنادي يا علي، بل حتى بن ملجم عندما رفع سيفه قال: يا علي.

سيدي ومولاي أردت أن أقول أنت الراية فوجدتك أنت الإسلام، وأردت أن أقول أنت آية فوجدتك أنت القرآن، فمن القرآن الناطق، ومن عدل القرآن وفيمن نزلت النبأ والعاديات والإنسان والمباهلة والولاية، وخير البرية يا علي من له ولاية كولايتك بلغت من العظمة والأهمية أن دعوة رسول الله كلها وقفت على الإبلاغ عنها، وعبادات البشر لا تقبل إلا بها، يا علي أنت وجه الله وأنت عين الله وأنت أذن الله وأنت لسان الله وأنت يد الله وأنت أسد الله وأنت مظهر الله على الأرض.

اختصارًا وبعبارة واحدة أنت من الله ولست من البشر ومن أبى ذلك فقد كفر.

تم في يوم ميلاد إمامي أمير المؤمنين علي (ع)

13 رجب 1440 هجرية


  • [1] شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، جزء 1، صفحة 9

المصدر
كتاب مرج البحرين يلتقيان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟