مواضيع

أفي سلامٍ عن ديني

عندما أخبر رسول الله أمير المؤمنين عن استشهاده لم يسأل الأمير كيف وأنا وحتى وأين وعلى يد من؟ فهذه الأسئلة تقع في دائرة اهتمامات الماديين أو الذين يعبدون الله عبادة التجار، أما علي فيهمه أمر واحد فقط، لذلك سأل سؤال واحد: «يَا رَسُولَ اَللَّهِ وَ ذَلِكَ فِي سَلاَمَةٍ مِنْ دِينِي»[1] هذا هو المهم عند علي الذي يعمل لوجه الله ويريد رضا الله تعالى، فليس مهم أين نكون وعلى أي حال، في السلم أم في الحرب، في الشدة أم في الرخاء، مرضى أم بكامل صحتنا، المهم أن يكون ذلك في سلامة من ديننا، وإذا كان الأمر كذلك فلا يهم حتى لو بقينا كل أعمارنا نعيش في السجن وفي شدة، هذا هو المنطق العلوي وقد تسأل وكيف يسأل أمير المؤمنين هذا السؤال والنبي يخبره عن استشهاده؟ وهل تكون الشهادة في غير سلامة من الدين؟ نعم ليس كل من يقتل في الظاهر في سبيل الله فهو كذلك فقد تكون نيته ليست خالصة لله تعالى، بل هي ليست إلى الله تعالى وإنما لمصلحة مادية وهدف دنيوي، وقصة شهيد الحمار معروفة في هذا الخصوص، وما أكثر الذين يخرجون إلى الساحات ليس لله ومن أجل تهيئة الأرضية لظهور بقية الله الأعظم أرواحنا فداه، وإنما من أجل الحصول على بعض المكاسب المادية الزائلة التي يعتبرونها من حقوقهم التي حرموا منها وهذا حق مشروع ولكن علي (ع) بهذا السؤال يعطينا درسًا مفاده يجب أن يكون القيام لله في مقام الدين والعمل ومن كان هذا مبدؤه لن يمل ولن يتعب ولا يشتكي ولن يهزم في منتصف الطريق.


  • [1] بحار الأنوار، العلامة المجلسي، جزء 42، صفحة 190

المصدر
كتاب مرج البحرين يلتقيان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟