مواضيع

بعد مقتل الثالث

غضب أمير المؤمنين لمقتل الثالث واجتمعت الناس عليه فقال لهم: «دَعُونِي وَ الْتَمِسُوا غَيْرِي»[1]. إذا أخذنا كلام الأمير وغضبه وكيفية تعاطيه مع الحفاظ على منزل الثالث، كل ذلك يبيّن بوضوح أن أمير المؤمنين لم يكن يتحيّن الفرصة للخلافة وإنما كان يبتعد عنها ولكن اضطر علي أن يقبل الخلافة بعد الإصرار الشديد من الناس واجتماعهم عند منزل الأمير لمبايعته للحد الذي وطئ الحسنان كما يقول الأمير في الخطبة الشقشقية، وفي هذه إشارة إلى العدد الهائل الذي اجتمع هناك لمبايعته، وقد وصلت الناس إلى هذا القناعة بعد أن مرت بتجارب مريرة بعد مدة خمسة وعشرين عامًا، فوجدت الخلاص في ثوب الخليفة الشرعي لرسول الله وبعد أن أتم أمير المؤمنين عليهم الحجة قام حاكمًا فيهم وحدد لهم الأساس الذي قبل به أن يحكم ملامح سياسته وأهدافه التي سنشير إلى بعضها، كما استفدنا من هذا الموضع لتوثيق المبادئ والقيم الانسانية وقدم نموذجًا للحاكم والحكومة الإسلامية.


  • [1] من خطبة له (ع) لما أريد على البيعة بعد قتل عثمان

المصدر
كتاب مرج البحرين يلتقيان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟