مواضيع

احتجاجه عليه السلام دفاعًا عن فدك

هنا نذكر مضمون إحدى الروايات وليس نصها: فقد ورد في الرواية أن أمير المؤمنين وفي مسجد رسول الله وبحضور الناس ألقى الحجة على الخليفة الأول بأحقية الزهراء (ع) بفدك، حيث قال له الأمير (ع) : «أليست الزهراء (ع) من نزّل فيها قوله تعالى: <إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا>[1]؟ فقال: بلى. فقال له الأمير: لو بلغك أن فاطمة ارتكبت ذنبا أتعاقبها؟ فقال: بلى. قال الأمير: إذًا عملت بخلاف صريح نص القرآن الكريم الذي أخبر أن فاطمة طاهرة مطهرة من الرجس.

وعليه: إما أن يتعذر الخليفة أنها كاذبة وحاشاها (ع) وبذلك يخالف نص القرآن، وإما هي صادقة وعلى الخليفة فورًا إرجاع حقها إليها وبهذا أنجز أمير المؤمنين التالي:

  1. ألزم المخالفين الحجة البالغة.
  2. ذكّر بمقام الزهراء (ع) عند الله وفي الإسلام وهي المعتدى عليها.
  3. أثبت أحقية الزهراء (ع) وملكيتها لفدك.

فسكوت أمير المؤمنين لم يكن عن الحق ونصرة الحق، فكان يستطيع أن يلجأ إلى القوة التي كان يمتلكها، ولكنه لم يفعل ذلك ليصلح في الإسلام العزيز وهنا تكمن عظمة علي، ونستفيد من هذا الموقف:

  1. أن المؤمن صاحب حق ولكن إذا لم يستطع إظهار هذا الحق في المواقف المختلفة وبوسائل مختلفة قد يضيع هذا الحق.
  2. من الوسائل المهمة في الدفاع عن الحق هي قوة المنطق والبيان وإلقاء الحجة والبرهان.

على المؤمن في بيان مظلوميته مهما كان أن يراعي التقوى والاخلاق الإسلامية ولا يلجأ بحجة القهر والمرارة إلى السب والشتم واستخدام العبارات الغير لائقة، هذا مع الأعداء فما بالك مع المؤمنين، وينبغي أن تكون لنا سيرة الأمير (ع) نهجًا وكلامه نبراسًا وهو القائل: «إِنِّي أَكرَهُ لَكُمْ أَنْ تَكُونُوا سَبَّابِینَ، وَلَكِنَّكُمْ لَوْ وَصَفْتُمْ أَعْمَالَهُمْ، وَذَکَرْتُمْ حَالَهُمْ، کانَ أَصْوَبَ فِي الْقَوْلِ»[2].


  • [1] الأحزاب: 33
  • [2] من كلام له (ع) وقد سمع قوما من أصحابه يسبّون أهل الشام أيام حربهم بصفين

المصدر
كتاب مرج البحرين يلتقيان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟