ضربة علي يوم الخندق

مما تقدم من ذكر مواقف أمير المؤمنين (ع) اتضح أن كل موقف منها له تأثير على بقاء الإسلام ولولاه لقضي على الإسلام، وعلي ليس فقط في الخندق برز الايمان كله للشرك كله، بل كل مواقف علي كان في مواجهة الشرك كله، ولذلك عظمة ضربة علي يوم الخندق لا تنفي أن الإسلام كله برز إلى الشرك كله، فهذا أمر مفروغ منه، وكل مواقف أمير المؤمنين كانت كذلك كما أشرنا.
إذًا عظمة هذه الضربة تكمن في جوانب أخرى، يقول السيد الإمام الخميني رضي الله عنه: «عظمة ضربة علي يوم الخندق تكمن في إخلاص علي».
ويقول الفيلسوف الكبير آية الله جوادي آملي: «الأمر لا يتعلق فقط في إخلاص علي، وكل مواقف أمير المؤمنين لا تخلو من الإخلاص وعظمة هذه الضربة تكمن في التشخيص الصائب والدقيق للوضع».
أي إن أمير المؤمنين كانت له رؤية صائبة وذات أهمية لضربته ومباغتته لعمر بن ود، وقد شخّص تكليفه بشكل صحيح وهذا أهم ما في الموضوع، أي التوقيت والمكان المناسب فكان لهذا الموقف ذلك الأثر الكبير، وهنا تكمن عظمة هذه الضربة ونستخلص مما تقدم أن قيمة أي عمل تكمن فيه:
- الإخلاص في العمل
- القراءة والرؤية الصائبة للوضع
- التشخيص الصحيح للتكليف
- العمل بهذا التكليف في المكان والزمان المناسبين
نستفيد من ذلك أن المؤمن الرسالي المجاهد حتى يكون عظيمًا في عمله ولكي تشمله الألطاف الإلهية والعناية الخاصة لصاحب العصر والزمان أرواحنا لتراب مقدمه الفداء، يجب أن يكون مخلصًا في عمله ويتمتع ببصيرة خاصة في قراءة الوضع عمومًا والمواقف الحساسة خصوصًا، ولا تأتي البصيرة إلا بالتقوى فمن صفات المتقين أنهم أصحاب بصيرة، بالإضافة إلى القدرة على تشخيص تكليفهم بشكل صحيح والأهم أن يمتلك الشجاعة الكافية والحكمة في الإقدام على أداء تكليفه من غير تردد، وفي المكان والزمان المناسبين.