غزوة بدر
لغزوة بدر أهمية كبرى في الإسلام، فالانتصار أو الهزيمة فيها يعني البقاء أو القضاء على الإسلام، ولذلك أصحاب بدر لهم خصوصية في الإسلام، وشهداء بدر أعلى شهداء الإسلام مرتبة وأعظمهم، وإنا نقول في زيارة العباس (ع): «أشْهِدُ اللهَ أنَّكَ مَضَيْتَ عَلى ما مَضى بِهِ الْبَدْرِيُّونَ»، أما دور علي (ع) في هذه الغزوة الكبرى، فقد كانت الراية يوم بدر عند أمير المؤمنين (ع) وهي الراية السوداء واسمها العقاب، وخرج أمير المؤمنين للمبارزة مع عمه الحمزة وابن عمه عبيد بن الحارث في قبال وليد بن العتبة وعتبة وشيبه، ويقول أمير المؤمنين في هذا الخصوص في الرد على رسالة معاوية التي يتوعد فيها علي بالحرب: «وعندي السيف الذي أعضضته خالك وجدّك وأخيك في مقام واحد»[1]. أعضضته أي جعلته يتمكّن. وقتل علي بيده خمسة وثلاثين مشركًا، وهو نصف عدد قتلى المشركين في بدر الذين بلغ عددهم سبعين قتيلًا، وهذا غير الذين ساهم أمير المؤمنين مع الآخرين في قتلهم، وبعد هذا كله هل يعد جزام القول إن الإسلام قام على سيف علي؟ وإذا كان أصحاب بدر لهم مكانة خاصة في الإسلام وشهداؤها أعظم الشهداء في الإسلام، فإذًا ما هي مكانة وعظمة أمير المؤمنين بطل بدر الأول وحامل رايتها.
- [1] من کتاب له (ع) إلى معاوية