مواضيع

قارورة العطر

يقول ابن أبي الحديد أيضًا أن شخصية علي بن أبي طالب كقارورة العطر؛ لأن القارورة عندما تنكسر تفوح رائحتها الزكية، فهم بحربهم أرادوا القضاء على شخصية أمير المؤمنين، ولكنهم في الواقع ساهموا في إبراز هذه الشخصية، وأقول هل يخفى القمر؟ وهذا مصداق لقوله تعالى: <وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ>[1]، وهنا أشير إلى نقطة مهمة وهي: وحدهم أصحاب الأرواح الطيبة الذين جاؤوا إلى الدنيا من أصلاب وأرحام طاهرة عندما يستمعون لفضائل أمير المؤمنين يشعرون بلذة لا تجد فوقها لذة، وأما أولئك الذين يشعرون خلاف ذلك فعليهم أن يفتشوا عن أصلهم، إذ يقول النبي (ص): «يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق إلى يوم القيامة»[2].


  • [1] الأنفال: 30
  • [2] بحار الأنوار، العلامة المجلسي، جزء 39، الصفحة 287

المصدر
كتاب مرج البحرين يلتقيان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟