مواضيع

جهاد المرأة حسن التبعل

طبعًا هذا هو تكليف المرأة عمومًا ولكن تركيزنا على الجانب الثوري والسياسي وكل رجل مجاهد يقوم بمسؤولياته الجهادية تمنعه من الوجود مع أهله وتدفعه إلى واقع يحتم عليه الغياب المتكرر لفترات طويلة عن بيته، فضلًا عن أنه معرض للملاحقة الأمنية والاختفاء والنفي والسجن، فهو بحاجة إلى ضمانة ودعم لأداء تكليفه على أكمل وجه، والضمانة والدعم هي الزوجة.

المتزوجون يدركون معنى هذا الكلام الجيد فالرجل بحاجة إلى أن يكون في بيئة وأجواء منزلية تتفهم وتتقبل هذا الوضع بل تشعر بالفخر به، وبحاجة لامرأة لا تشتكي ولا تخلق مشاكل بسبب غيابه بل يعمل على توفير الأجواء النفسية اللازمة لزوجها المجاهد، فيما كانت فاطمة (ع) والأهم من ذلك ليس هناك هم عند الإنسان المؤمن المجاهد أكثر من هم تربية أبنائه على الإيمان والتقوى والصلاح، فهو بحاجة إلى زوجة تربي أبناءه وفقًا لتعاليم الإسلام وتعوّض غياب الأب وتقوم مقام الأب والأم، حيث تقدم للمجتمع أبناء مؤمنين ومجاهدين على خطى أبيهم، وهذا الدور الجهادي الذي قامت به فاطمة وهو لا يقل أهمية عن دور جهاد علي بل لو لا جهاد فاطمة لما استطاع أمير المؤمنين أن يقوم بدوره على أكمل وجه، وعلى الأقل كان عليه أن يرجح جانب على جانب آخر في حياته، وهذا هو حال جميع الرجال المجاهدين في كل الأزمنة، فالزهراء قامت بدورها المادي والمعنوي في بيت علي على أكمل وجه، ولم تشتكي يومًا ولم تتعب، وهي التي أنجبت وربّت أهم الشخصيات البشرية على خطى أبيهم وكان لهم دور محوري في التاريخ والأخذ بيد البشرية إلى الكمال، وهم الحسن والحسين وزينب (ع)، وهل وقفت الزهراء عند هذا الحد؟ أبدًا، فعندما تطلب الأمر التضحية بالدم من أجل الإسلام والولاية كانت أول الحاضرين وهذا ما سنتحدث عنه في الفصول اللاحقة.

المصدر
كتاب مرج البحرين يلتقيان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟